الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدري معناه، لجواز أن يكون فيه كفر. واختلفوا في رقية أهل الكتاب، فجوزها أبو حنيفة، وكرهها مالك خوفا أن تكون مما بدلوا.
فمن الرقى النافعة المجربة، أن يسأل الراقي الملدوغ إلى أين انتهى الوجع من العضو؟ ثم يضع على أعلاه حديدة، ويقرأ العزيمة ويكررها، وهو يجرد موضع الألم بالحديدة من فوق حتى ينتهي في جرد السم إلى أسفل الوجع، فإذا اجتمع في أسفله، جعل يمص ذلك الموضع حتى يذهب جميع الألم، ولا اعتبار بفتور العضو بعد ذلك. وهي هذه: سلام على نوح في العالمين، وعلى محمد في المرسلين، من حاملات السم أجمعين، لا دابة بين السماء والأرض إلا ربي آخذ بناصيتها أجمعين، كذلك يجزي عباده المحسنين، إن ربي على صراط مستقيم، نوح نوح قال لكم نوح: من ذكرني لا تأكلوه، إن ربي بكل شيء عليم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ورأيت بخط ابن الصلاح، في رحلته رقية للعقرب، قال: ذكر أن الإنسان يرقى بها فلا تلدغه عقرب، وإن أخذها بيده لا تلدغه، وإن لدغته لا تضره. وهي بسم الله وبالله وبسم جبريل وميكائيل كازم كازم ويزازم فتيز إلى مرن إلى مرن يشتامر ايشتامر اهوذا هوذا هى لمظا أنا الراقي والله الشافي.
صفة خاتم
: نافع للسع العقرب، ولإفاقة المجنون وللرعاف، ولوجع العين، إذا كان من ريح باردة، ينقش على خاتم بلور أحمر هذه الأسماء: خطلسلسه كطوده دل صحوه أوسططا أبى ممه بيدهى سفاهه. فللعقرب يغمس في ماء نظيف، ويجعل في موضع اللسع، وللمجنون يديم النظر إلى الخاتم فإنه يفيق بإذن الله تعالى، وللرعاف يكتب على الجبهة، وللحمى يكتب على ورق الزيتون ويعلق، وللريح يجعل الخاتم في موضع الريح ويمسحه.
ومما يكتب للحمى أيضا على ثلاث ورقات ويبخر بها المحموم:
اا اط لا اا اط ط اا الح لوم الأولى الثانية الثالثة كو كو كو وللحمى أيضا يكتب على ثلاث ورقات، ويأكل كل يوم ورقة إذا حم. الأولى بسم الله نارت واستنارت، الثانية بسم الله في علم الغيب غارت، الثالثة بسم الله حول العرش دارت.
ومما يكتب للرعاف أيضا، للنزيف لوطا لوطا لوطا يكتب ثلاثة أسطر. وذكر صاحب عين الخواص: تكتب هذه الأسماء في ورقة، أو على طاسة اسبادرية صحيحة غير مشعوبة، أو قصعة جوز بلا شعب، ويكتب اسم أبيه وأمه، ويسقى للموعوك، وإن سقيت للملسوع أفاق لوقته وهي هذه:«سارا سارا إلى سارا مالى يرن يرن إلى بامال واصال باطوطو كالعوماراساب يا فارس ارددباب ها كانا ما أبين لها نارا أناركاس متمرنا كاطن صلوبير ص صاروب اناوين ودى» . هذا لمسلوع الحية. قال: وهو مما جرب، فوجد نافعا وقد تقدم، في باب الحاء المهملة، في الحية ما
يقرب من هذا. وقال بعض العلماء المتقدمين: من قال في أول الليل وأول النهار، عقدت زبان العقرب ولسان الحية ويد السارق، بقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله أمن من الحية والعقرب والسارق.
وروى مالك والجماعة، إلا البخاري، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟ فقال «1» صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك إن شاء الله تعالى» . وفي كامل ابن عدي، في ترجمة وهب بن راشد الرقي، أن الرجل المذكور بلال. وفي رواية «2» للترمذي:«من قال حين يمسي، ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة» . قال سهيل: فكان أهلنا يقولونها كل ليلة، فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعا. وقال: هذا حديث حسن.
كلمات الله القرآن. ومعنى تمامها أن لا يدخلها نقص ولا عيب، كما يدخل كلام الناس.
وقيل: هي النافعات الكافيات عن كل ما يتعوذ به. قال البيهقي: وإنما سماها تامة لأنه لا يجوز أن يكون في كلامه تعالى نقص أو عيب كما يكون في كلام الآدميين. قال: وبلغني عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يستدل بذلك على أن القرآن غير مخلوق، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الهامة.
وذكر أبو عمر بن عبد البر في التمهيد، عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن من قال حين يمسي سلام على نوح في العالمين، لم تلدغه عقرب. وقال عمرو بن دينار: إن مما أخذ على العقرب، أن لا تضر أحدا قال في ليل أو نهار: سلام على نوح في العالمين.
وفي التمهيد، لابن عبد البر في ترجمة يحيى بن سعيد الأنصاري، في بلاغاته في الثاني عشر، قال ابن وهب وأخبرني ابن سمعان قال: سمعت رجالا من أهل العلم يقولون: إذا لدغ الإنسان، فنهشته حية أو لدغته عقرب، فليقرأ الملدوغ هذه الآية «3» : نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
وقال الشيخ أبو القاسم القشيري، في تفسيره في بعض التفاسير: إن الحية والعقرب، أتتا نوحا عليه الصلاة والسلام، فقالتا: احملنا، فقال نوح: لا أحملكما فإنكما سبب للبلاء والضرر، فقالتا: احملنا ونحن نعاهدك ونضمن لك أن لا نضر أحدا ذكرك، فعاهدهما وحملهما. فمن قرأ ممن كان يخاف مضرتهما حين يمسي وحين يصبح: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ، إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
«4» ما ضرتاه.
ثم روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن نوحا عليه الصلاة والسلام اتخذ السفينة في سنتين. وكان طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها خمسين ذراعا، وسمكها ثلاثين ذراعا، وكانت من خشب الساج، وجعل لها ثلاثة بطون: في البطن الأسفل الوحوش والسباع والهوام، وفي البطن