الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقسمها بين أصحابه فبقي عتود، فقال: ضح به أنت» «1» ، قال البيهقي، وسائر أصحابنا: كانت هذه رخصة لعقبة بن عامر خاصة كأبي بردة هانىء بن نيار البلوي. وروى البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعقبة بن عامر:«ضح بها أنت ولا رخصة لأحد فيها بعدك» . وفي سنن أبي داود، أن النبي صلى الله عليه وسلم «رخص في مثل ذلك لزيد بن خالد» «2» ، فالذين خصوا بذلك ثلاثة: أبو بردة وعقبة بن عامر وزيد بن خالد.
العثة:
ضم العين وتشديد الثاء المثلثة دويبة تلحس الثياب والصوف. والجمع عث وعثث، وأكثر ما تكون في الصوف. وقال في المحكم: هي دويبة تعلق بالإهاب تأكله. هذا قول ابن الأعرابي. وقال ابن دريد: العث بغير هاء دويبة تقع في الصوف، فدل هذا على أن الجمع عث. وقال ابن قتيبة: إنها دويبة تأكل الأديم، وغاير بينها وبين الأرضة، وقال الجوهري: العثة السوسة التي تلحس الصوف.
وحكمها
: تحريم الأكل.
الأمثال
: قالوا: «عثيثة تقرم جلدا أملس» «3» يضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه. قاله الأحنف بن قيس «4» لحارثة بن زيد، لما طلب من علي رضي الله تعالى عنه أن يدخله في الحكومة. وفي الفائق أن الأحنف قاله لرجل هجاه كما قيل:
فإن تشتمونا على لومكم
…
فقد تقرم العثّ ملس الأدم
العثمثمة:
الشديدة من النوق والذكر عثمثم والعثمثم الأسد. قاله الجوهري، قال: ويقال ذلك من ثقل وطئه قال الراجز:
خبعثن مشيته عثمثم
العثمان:
بضم العين وإسكان الثاء المثلثة وبالميم والنون بينهما ألف، فرخ الحبارى وفرخ الثعبان والحية أو فرخها.
العثوثج:
بثاءين مثلثتين مفتوحتين بينهما واو وأوله عين وآخره جيم، البعير الضخم.
العجروف:
بضم العين، دويبة ذات قوائم طوال، وقيل: هي النملة الطويلة الأرجل.
العجل:
ولد البقرة، والجمع العجاجيل، والأنثى عجلة وبقرة معجل، أي ذات عجل.
فائدة
: قيل: سمي عجلا لاستعجال بني إسرائيل عبادته، وكانت مدة عبادتهم له أربعين يوما، فعوقبوا في التيه أربعين سنة، فجعل الله كل سنة في مقابلة يوم. وروى أبو منصور الديلمي، في مسند الفردوس، من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل أمة عجل
وعجل هذه الأمة الدينار والدرهم» . قال حجة الإسلام الغزالي: وكان أصل عجل قوم موسى، من حلية الذهب والفضة. وقال الجوهري: قال بعضهم في قوله تعالى: عِجْلًا جَسَداً*
«1» أي من ذهب أحمر انتهى.
والسبب في عبادة بني إسرائيل العجل، أن موسى عليه الصلاة والسلام وقت الله تعالى له ثلاثين ليلة، ثم أتمها بعشر، فلما عبر بهم البحر في يوم عاشوراء، بعد مهلك فرعون، وقومه، مروا على قوم لهم أوثان يعبدونها من دون الله تعالى. على تماثيل البقر، قال ابن جريج: وكان ذلك أول شأن العجل، فقال بنو إسرائيل لما رأوا ذلك: يا موسى اجعل لنا إلها أي تمثالا نعبده كما لهم آلهة. ولم يكن ذلك شكا من بني إسرائيل في وحدانية الله تعالى. وإنما معناه اجعل لنا شيئا نعظمه ونتقرب بتعظيمه إلى الله، وظنوا أن ذلك لا يضر الديانة، وكان ذلك لشدة جهلهم. كما قال تعالى: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
«2» وكان موسى عليه الصلاة والسلام وعد بني إسرائيل، وهم بمصر أن الله إذا أهلك عدوهم أتاهم بكتاب فيه بيان ما يأتون وما يذرون. فلما فعل الله ذلك لهم، سأل موسى ربه الكتاب، فأمره بصوم ثلاثين يوما، فلما تمت الثلاثون أنكر خلوف فمه، فاستاك بعود خروب، وقيل: أكل من لحاء شجرة، فقالت له الملائكة: كنا نشم من فيك رائحة المسك فأفسدتها بالسواك، فأتمها بعشر، فلما مضت ثلاثون، كانت فتنتهم في العشر التي زادها.
وكان السامري من قوم يعبدون البقر، وكان قد أظهر الإسلام، وفي قلبه من حب عبادة البقر شيء، فابتلى الله به بني إسرائيل، فقال لهم السامري، واسمه موسى بن ظفر: ائتوني بحلي بني إسرائيل، فجمعوا له، فاتخذ لهم منه عجلا جسدا، له خوار، وألقي في فمه قبضة من تراب أثر فرس جبريل، فتحول عجلا جسدا لحما ودما له خوار وهو صوت البقر. كذا قاله ابن عباس والحسن وقتادة، وأكثر أهل التفسير، وهو الأصح كما في البغوي وغيره. وقيل: كان جسدا مجسدا من ذهب لا روح فيه، وكان يسمع منه صوت. وقيل: إنه ما خار إلا مرة واحدة، فعكف عليه القوم للعبادة، من دون الله تعالى، يرقصون حوله ويتواجدون. وقيل إنه كان يخور كثيرا، كلما خار سجدوا له، وإذا سكت رفعوا رؤوسهم، وقال وهب: كان يسمع منه الخوار ولا يتحرك. وقال السدي: كان يخور ويمشي، والجسد بدن الإنسان، ولا يقال لغيره من الأجسام المغتذية جسد وقد يقال للجن أجساد، فكان عجل بني إسرائيل جسدا يصيح، كما تقدم. ولا يأكل ولا يشرب، قال الله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
«3» أي حب العجل. وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
«4» قال قتادة: كان عامة مال إبراهيم عليه السلام البقر. واختار سمينا زيادة في إكرامهم. وقال القرطبي: العجل في بعض اللغات الشاة، ذكره القشيري.
وكان عليه الصلاة والسلام مضيافا، وحسبك أنه وقف للضيافة أوقافا تمضيها الأمم على اختلاف أديانها وأجناسها. قال عون بن شداد: مسح جبريل عليه السلام العجل بجناحه، فقام مسرعا حتى لحق بأمه.