الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خروج الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم
592-
خرج رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم ماضيا لسفره، واستخلف علي المدينة المنورة أبارهم كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري، وذلك ليعلم الناس أنه لا تفاوت في الولاية بالنسب، فقد ولى من الأنصار والمهاجرين من بطون قريش وغيرهم.
خرج صلي الله تعالي عليه وسلم لعشر ليال من رمضان، وصام الناس، حتي إذا كان بالكديد أفطر- لأنه صار علي سفر، ولأنه رخص للمسافر أن يفطر، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (البقرة- 185) .
وإن الله يحب أن تؤتي رخصه، كما تؤتي عزائمه، والسفر قطعة من العذاب في الصحراء العربية وحال الجهاد تجعل الفطر قوة فيه، وكل ما يؤدي إلي القوة فيه يكون مطلوبا علي قدر هذه القوة، ويظهر أن بعض المؤمنين تحرجوا من أن يفطروا في رمضان، فدعا رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم بإناء فشرب نهارا ليري الناس، فأفطر حتي قدم مكة المكرمة مفطرا.
صار رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم، حتي لقيه في الجحفة عمه العباس بن عبد المطلب، مهاجرا هو وأهله، وقد كان إسلامه سابقا علي ذلك، وبقي علي السقاية في الكعبة الشريفة:
ولقيه عليه الصلاة والسلام في الطريق بعض ذوي قرابته، أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة، وكان رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم ذا مودة وخير دائما، فقالت له ابن عمك وابن عمتك وصهرك يا رسول الله، قال:
«لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي، فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهرى فهو الذى قال لي ما قال بمكة» ذلك أن النبي صلي الله تعالي عليه وسلم لما دعا إلي ربه قال له: «والله لا آمنت لك حتي تتخذ سلما إلى السماء فتعرج فيه وأنا أنظر، ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون بأن الله تعالي أرسلك» .
وأصر رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم علي عدم الإذن لهما، فلما خرج إليهما الخبر، قال أبو سفيان ابن عم الرسول صلي الله تعالي عليه وسلم ومعه ابن صغير له فقال: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا، ثم لنذهبن في الأرض، ثم نموت عطشا وجوعا، فرق لهما رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم لرحمه ما، ولأنهما قد رقا للإسلام، والإسلام يجب ما قبله.