الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عليه السلام أقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة- كما رواه البخاري ومسلم- ثم تزوج عائشة بالمدينة، وبنى بها وهي بنت تسع، وبقيت عنده
عليه السلام تسع سنين، وما تصلي إماما إلا بعد بلوغها، فكيف
يَسْتقيم حمله على ابتداء الإسلام؟ / لكن يمكن أن يقال: إنه منسوخ، [1/202-ب] وفعلت ذلك حين كانت النساء تحضرن الجماعات ثم نُسخت جماعتهن،
والله أعلم.
* * *
57- بَاب: في الرجل يَؤمُّ القومَ وَهُمْ لهُ كَارِهُونَ
أي: هذا باب في بيان حكم الرجل الذي يؤم جماعة والحال أنهم كارهون إيّاه، وفي بعض النسخ:"باب ما جاء في الرجل".
575-
ص- نا القعنبي: نا عبد الله بن عمر بن غانم، عن عبد الرحمن ابن زياد، عن عمران بن عَبْد المُعافِري، عن عبد الله بن عَمرٍ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ:" ثلاثة لا تقبل منهم (1) صلاة: من تَقدّم قوماً وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارا- والدبارُ: أن يأتيها بعد أن تفُوتَه- ورجل اعْتَبد مُحرّرَهُ"(2) .
ش- عبد الرحمن بن زياد: ابن أنعم الإفريقي وهو ضعيف- كما ذكرناه. وعمران بن عَبْد المُعافري: المصْري، أبو عبد الله. روى عن: ابن عَمرو بن العاص. روى عنه: عبد الرحمن بن زياد. وعمران بن عبْد (3) روى له: أبو داود، وابن ماجه (4) .
قوله: "ثلاثة " أي: ثلاثُ طوائف لا يقبل الله منهم صلاة، وفي رواية كذا:" لا يقبل الله".
(1) في سنن أبي داود: " لا يقبل الله منهم"
(2)
ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: من أم قوماً وهم له كارهون (970) . (3) كذا بالتكرار.
(4)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (22 / 4495) .
7.
شرح سنن أبي داوود 3
قوله: " منْ تقدّم قوماً " أي: أحدها: من تقدم قوماً والحال أنهم كارهون إياه، وهذا الوعيد في حق الرجل الذي ليس من أهل الإمامة، فيتغلب عليها حتى يكره الناس إمامته، فأما المستحق للإمامة فاللومُ على مَنْ كرِهَهُ.
قوله: " ورجل " أي: وثانيها: رجل أتى الصلاة دبارا فهو أن يكون
قد اتخذه عادةَ حتى يكون حضوره الصلاة بعد فراغ الناس، وقيل: أن يأتيها بعد ما يفوت وقتها أو يأتيها حين أدبر وقتها.
قوله: " دبارا " نَصب على الظرفية، ويجوز أن ينتصب على الحالية بمعنى: ورجَل أتى الصلاة حال كونها مُدبرةَ أي: مُوليه "، بمعنى: أن يأتيها بعد توليها وذهابها. وقال في " الصحاح": فلان يأتي الصلاة دبارا أي: بعد ما ذهب الوقتُ. وقال ابن الأثير: وقيل: دبار جمع دبر، وهو آخر أوقات الشيء كالأدبار في قوله تعالى:" وَأدْبَارَ السجُود " (1) ويقال: فلان ما يَدْري قبالَ الأمر من دباره أي: ما أوله من آخره، والمراد: أنه يأتي الصلاة حين أدبر وقتُها.
قلت: الدبار- بكسر الدال- وأما الدبار- بفتح الدال- مثل الدمَّار، وبضم الدال: اسمُ يَوم الأربعاء، من أسمائهم القديمة.
قوله:" ورجل اعتبد مُحرّره " أي: ثالثها. رجل اتخذ محرره عبدا، وهو أن يعتقه ثم يكتم عتقه، أو يُنكره، أو يَعْتقله بعد العتق فيَستخدمه كرها، أو يأخذ حرا فيدعيه عبدا ويتملكه، وهذا الوجه قاله البعْض، ولكن فيه بُعْد، لأن قوله:" محرره" بالإضافة يَمْنعُ هذا الوجه ويتمشى هذا الوجه على رواية من روى " اعتبد حُرا " بدون الضمير، ويدخل في القسم الثالث: غالب ملوك الترك في هذا الزمان، فإن منهم من يَعْتق مملوكه، ثم يُنكر عتاقه، ومنهم من يعتقه ثم يستخدمه كرها، وهذا كثير جدا، ومنهم من يَشْتري الغلمان على أنهم مماليك، وهو يَعرف أنهم
(1) سورة ق: (40) .
أحرار أولاد أحرار، وهذا الصنف كثير- أيضاً. وقوله:" اعتبد " من باب الافتعال وهو الاعتباد فالاعتبادُ والاستعباد والتَعْبيد كلها بمعنى واحدة وهو أن يتخذه عبدا.
* * *
58-
(1) بَاب ٌ: فِي إمامة الأعْمى
أي: هذا باب في بيان إمامة الأعمى، وفي بعض النسخ: " باب ما
جاء في إمامة الأعمى "، الأعمى أفعلُ من عَمِي يعْمى عَما من باب علم
يعلم، والعَمَى: ذهاب البصر.
576-
ص- نا محمد بن عبد الرحمن العَنْبري أبو عبد الله: نا ابن
مهدي: نا عمران القَطان، عن قتادة، عن أنس أن النبي- عليه السلام استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناسَ وهو أعْمَى (2) .
ش- ابن مَهْدي: هو عبد الرحمن بن مهدي العنبري البصري.
وعمران القطان: هو عمران بن داور أبو العوام البصري. روى عن:
الحسن، وابن سيرين، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير. روى عنه: ابن
مهدي، وأبو داود الطيالسي، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم. قال أحمد:
أرجو أن يكون صالح الحديث. وقال ابن معين: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان في " الثقات ". روى له: الجماعة
إلا مسلما، [و] البخاري في المتابعات (3) .
قوله: / [" استخلف "] من الاستخلاف، وهو أن يجعل غيره خلَفا [1/203-أ]
(1) جاء في سنن أبي داود قبل هذا الباب: " باب إمامه البر والفاجر": حدَثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، حدَثني معاوية بن صالح، عن العلاء
ابن الحارث، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم: بَرا كان أو فاجراَ، وإن عمل الكبائر" فلعله غير موجود في نسخة المصنف، والله أعلم.
(2)
تفرد به أبو داود. (3) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (22 / 4489) .