الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: " بالبَطحاء " أي: بطحاء مكة ، وبَطحاء الوادي وأبطحه: حصَاه
اللينُ في بطن المَسِيل.
قوله: " وبين يديه عنزة " حال، والعنزة: عصا في أسفلها حديدة،
ويقال: العنزة: قدر نصف الرمح أو أطول شيئاً فيها سنان مثل سنان
الرمح، والعكازة نحو منها، وقيل: العنزة: ما دُور نصلُه، والآلة
والحربة العريضة النصل.
قوله: " الظهر " منصوب بقوله: "صلى بهم "، و " العصر" عطف علي.
قوله: " المرأة " مرفوع لأنها فاعل قوله:" يمر " و " الحمار " عطف
علي، وهي- أيضاً- جملة وقعت حا"
ويستفاد منه فوائد؟ الأولى: استحباب نَصْب العنزة ونحوها إذا صلى
في الصحراء بين يدَيْه.
الثانية: أن الأفضل: قصر الصلاة في السفر وإن كان بقرب بلدِ ما لم
ينو الإقامة خمسة عشر يوماً.
/ والثالثة: أن مرور المرأة والحمار ونحوهما من خلف السّترة لا يضر [1/230-ب]، المُصلي. والحديث: أخرجه البخاري، ومُسلم.
***
98- بَابُ: الخَطَّ إذا لم يَجِدْ عَصى
أي: هذا باب في بيان الخط إذا لم يجد عصى ونحوها للسترة.
670-
ص- نا مسدد: نا بشر- يعني: ابن المفضل-: نا إسماعيل
- يعني: ابن أمية- قال: حدثني أبو عَمرو بن محمد بن حُريث أنه سمع
جده: حُريثاً يُحدث عن أبي هريرة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صلى أحدكم
فليجعَلْ تلقاء وجهه شيئاً، فإن لم يجد فلينصب عصاه (1) فإن لم يكن معه عصا فليخطط خطا ثم لا يَضره ما مر أمامَه " (2) .
(1)
في سنن أبي داود: " عصا "
(2)
ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما يستر المصلي (943) .
ش- إسماعيل: ابن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي. سمع: أباه، وسعيد بن المسيّب، ونافعاً، وغيرهم. روى عنه: الثوري، وابن عيينة، وبشر بن المفضل، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. مات سنة أربع وأربعين ومائة. روى له الجماعة (1) .
وأبو عمرو بن محمد بن حريث: العذري. سمع من جَده حديثا عن أبي هريرة. وقال ابن معين: هو جد لإسماعيل بن أميّة من أمِّه. وقال الطحاوي: هو مجهول. روى له: أبو داود، وابن ماجه (2) .
قوله: " أمامه " أي: أمام الخط ، والمراد منه: خلفه، لأن " الإمام " مشترك بين الخلف والقدام. ثم هذا الحديث تكلموا فيه، فقال القاضي عياض: هو ضعيف، وإن كان قد أخذ به أحمد. وقال سفيان بن عيينة: لم نجد شيئاً نشد به هذا الحديث- على ما يجيء الآن- وكان إسماعيل ابن أمية إذا حدث بهذا الحديث يقول: عندكم شيء تشدونه به؟. وقد أشار الشافعي إلى ضعْفه. وقال البيهقي: ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى. وقال الشيخ محي الدين: فيه ضعف واضطراب. واختلف قول الشافعي فيه، فاستحبه في " سنن حرملة " وفي " القديم " ونفاه البُويطي، وقال جمهور أصحابه باستحبابه، وليس في حديث مؤخرة الرحل دليل على بطلان الخط. وقال القاضي عياض: ولم ير مالك وعامة الفقهاء الخط.
قلت: وكذا قال أصحابنا، فقال صاحب " المحيط ": والخط ليس بشيء، لأنه لا يصيرُ حائلاً بينه وبَيْن المار. وكذا قال صاحب " الهداية " ونقل بعض أصحابنا أن الخط معتبر عند عدم ما يَنْصبُه، فقيل: يُخط طولاً، وقيل: مثل المحراب، ونذكره الآن إن شاء الله. وهذا الحديث: أخرجه ابن ماجه- أيضاً- وأبو بكر في " مصنفه ".
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3 / 426) .
(2)
المصدر السابق (34 / 7534) .
ص- قال (1) أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل سُئلَ عن الخط غير مرة فقال: هكذا- يعني: عَرْضاً مثل الهلال.
ش- يعني: يخطه عرضاً مثل الهلال ولا يخطه طولاً، وبه قال بعض أصحابنا- كما ذكرناه.
ص- قال أبو داود: وسمعت مُسدداً قال: قال ابن داود: الخط بالطول (2) .
ش- ابن داود: هو عبد الله بن داود بن عامر الخُرَيْبي البصري.
قوله: " الخط بالطول" يعني: الخط المذكور في الحديث هو أن يكون طولاً لا عرضاً، وبه قال بعض أصحابنا.
671-
ص (3) - نا عبد الله بن محمد الزهري: نا سفيان بن عيينة قال: رأيت شريكاً صلى بنا في جنازة (4) فوَضع قلنسوته بَيْن يديه- يعني: في فريضة حضرت (5) .
ش- عبد الله بن محمد: ابن عبد الرحمن بن المسْور بن مخرمة بن نوفل البصري الزهري. روى عن: سفيان بن عيينة، وأبي داود الطيالسي، ومالك بن سعير. روى عنه: محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو حاتم - وقال: صدوق-، والجماعةُ إلا البخاري. مات سنة ست وخمسين ومائتين (6) .
وشريك: النخعي.
(1) هذا النص والذي بعده جاء في سنن أبي داود عقب الحديث بعد الآتي.
(2)
جاء في سنن أبي داود بعد هذا: " قال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل وصف الخط غير مرة فقال: هكذا- يعني: بالعرض حوراً دوراً مثل الهلال- يعني: منعطفاً".
(3)
جاء هذا الحديث في سنن أبي داود بعد الحديث الآتي.
(4)
في سنن أبي داود: وفي جنازة العصر ".
(5)
تفرد به أبو داود.
(6)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (16 / 3540) .
قوله: " فوضع قلنسوته " ذكر في " شرح الفصيح ": هي غشاء مُبطن يُلبَسُ على الرأس، وذكر ثعلب في " فصيحه " فيها لغة أخرى وهي "القُلَيْسِيَة "- بضم القاف، وفتح اللام، وسكون الياء الأولى، وكسر السين، وفتح الياء الثانية- وقال في " الجامع ": الجمع: قلانس وقلاس وحكى فيه القَلَنْس، كما قال الراجز:
لا نوم حتى تلحقي بعَنْس....... أهل الرباط البيض والقَلَنْس
وهي: القلاسي. وفي " شرح الفصيح " لابن خالويه: والعربُ تسمي [1/231 - أ] القلنسوة بُرنُساً، وفي " التلخيص " لأبي هلال العسكري /: البرنس: القلنسوة الواسعة التي تُغطى بها العمائم ويَسترُ من الشمس والمطر، وفي " العين ": الكُمه: القَلنسوة. وقال ابن هشام في " شرحه ": هي التي يقول لها العامة: الشاشية، وعن يونس: أهل الحجاز يقولون: قلَنْسية- بالنون بعد اللام- وتميم يقولون: قلَنْسُوَة، وبعضهم يقول: قلَيْسَية- بالياء بعد اللام-، وهي ردية، وإذا صغرتها تقول: قُلَيْنِسَةْ وقُلَيْسَيةْ وقلنسية. ذكر هذه الوجوه الثلاث الجوهري في " الصحاح "
672-
ص- نا محمد بن يحيى بن فارس: نا عليّ، عن سفيان- يعني: ابن عيينة-، عن إسماعيل بن أميّة، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جَدّه: حُريث رجل من بني عُذْرة، عن أبي هريرة، عن أبي القاسمِ. قال فذكر حديث الخط. قال سفيان: لم نجدْ شيئاً نَشدُّ به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوَجه. قال: قلتُ لسفيان: إنهم يَخْتلفون فيه فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظُ إلا أبا محمد بن عمرو، قال سفيان: قدمَ هنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية فطلبَ هذا الشيخَ أبا محمد حتى وجَده فسأله عنه فخلَط عليه (1) .
ش- علي: ابن عياش بن مسلم الحمصي.
قوله: " عن أبي محمد بن عَمرو " هكذا في رواية ابن عُيينة، عن
(1) انظر التخريج المتقدم.