الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابن عباس أن النبي- عليه السلام قال: " نهيت أن أصلي إلى النيام والمتحدثين "، وقال: لا نعلمه يُروَى إلا عن ابن عباس. انتهى.
قلت: وفي إسناده: عبد الكريم، وقد سمعتَ ما قالوا فيه. وروى البزار (1) - أيضاً-: حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي: ثنا إسماعيل بن صبيح: نا إسرائيل، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن محمد ابن الحنفية، عن علي أن رسول الله رأى رجلاً يُصلي إلى رجل فأمَره أن يُعيد الصلاة، قال: يا رسول الله، إني صليتُ وأنت تنظر إلي. قال: هذا حديث لا نحفظه إلا بهذا الإسْناد. وكأن هذا المصلي كان مستقبل الرجل بوَجْهه فلم يتنح عن حياله. انتهى.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: نا إسماعيل بن علية، عن ليث، عن مجاهد يرفعه قال:" لا يأتم بنائم ولا محدثٍ ".
ونا وكيع: نا سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية، عن مجاهد أن النبي
عليه السلام نهى أن يصلى خلف النوام والمتحدثين. انتهى.
قلت: في إسناده- أيضاً عبد الكريم. ثم حكم الصلاة خلف النائم أنه يجوز بلا خلاد، لحديث عائشة. وأما الصلاة خلف المتحدث: فقال صاحب " الهداية ": ولا بأس أن يُصلي إلى ظهر رجل قاعدٍ يتحدث، لأن ابن عمر- رضي الله عنهما ربما كان يستتر بنافع في بعضِ أسْفاره. وقال الخطابي: وأما الصلاة إلى المتحدثين فقد كرهها الشافعي، وأحمد بن حنبل، وذلك من أجل أن كلامهم يُشْغل المُصلي عن صلاته.
***
102- باب: الدنو من الستْرة
أي: هذا باب في بيان الدنو- أي: القرب- من السُّترة.
676-
ص- نا ابن الصباح: أنا سفيان ح، ونا عثمان بن أي شيبة،
(1) كشف الأستار (1 / 583)
وحامد بن يحيى، وابن السرحْ قالوا: ثنا سفيان، عن صفوان بن سليم، عن نافع بن جبير، عن سَهْل بن أبي حثمة يبلغ به النبي- عليه السلام قال:" إذا صلى أحدكم إلى سترة فَليُدن منها، لا يقطعُ الشيطانُ عليه صلاته "(1) .
ش- محمد: ابن الصباح الدولابي، وسفيان: ابن عيينة.
وحامد بن يحيى: ابن هانئ البلخي، أبو عبد الله، سكن طرسوس. روى عن: ابن عُيينة، ومروان بن معاوية، ويحيى بن سليم، وغيرهم. روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وغيرهم. مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. قال أبو حاتم: صدوق. روى له: الترمذي (2) . وابن السرْح: هو أحمد بن طاهر بن السَرْح، وصفوان بن سليم: المدني.
وسهل بن أبي حَثْمة- واسم أبي حثمة: عبد الله- بن ساعدة الأنصاري المدني أبو يحيى أو أبو محمد، مات النبي- عليه السلام وهو ابن ثمان سنين وقد حفظ عنه، رُوِيَ له عن رسول الله- عليه السلام خمسة وعشرون حديثاً اتفقا على ثلاثة أحاديث. روى عنه: بشير بن يَسار، وصالح بن خوات، وأبو ليلى بن عبد الله، ونافع بن جبير، وغيرهم. روى له الجماعة (3) .
قوله: " فليدن منها " أي: فليقرب من السترة.
قوله: " لا يقطع الشيطان علي صلاته " خرج مخرج التعليل، ومعنى " قطع الشيطان صلاته عليه " إذا لم يدن من السّترة: أنه ربما يمر بينه وبينها أحد أو حيوان فيحصل له التشوش بذلك، ولا يدري كم صلى، فيحصل
(1) النسائي: كتاب القبلة، باب: الأمر بالدنو من السترة (2 / 62) .
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (5 / 1063) .
(3)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (97 / 2) ، وأسد الغابة (2 / 468) ، وا لإصابة (2 / 86) .
له وَسوسة فيقطع صلاته، وإنما نُسب إلى الشيطان، لأن قطع العبادة
وإبطالها من أعمال الشيطان. والحديث: أخرجه النسائي، وكذلك رواه
ابن حبان في " صحيحه " في النوع الخامس والتسعين من القسم الأول.
ص- قال أبو داود: رواه واقد بن محمد، عن صفوان، عن محمد بن
سهل، عن أبيه أو عن محمد بن سهل، عن النبي- عليه السلام. وقال
[1 / 232- ب] بعضهم: عن نافع بن جبير، / عن سهل بن سَعْد، واختلف في إسناده.
ش- أشار أبو داود بهذا الكلام إلى اختلاف إسناد هذا الحديث، ولا
يضر ذلك، فإن الحاكم أخرجه وقال: على شرط البخاري ومسلم.
وواقد بن محمد: ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
القرشي أخو أبي بكر، وعمر، وزيد، وعاصم. روى عن: أبيه،
ومحمد بن المنكدر، وسعيد بن مرجانة، ونافع مولى ابن عمر. روى
عنه: شعبة، وأخوه: عاصم. وقال أحمد ويحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم: لا بأس به، ثقة يحتج بحديثه. روى له: البخاري،
ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .
وصَفْوان: ابن سليم المذكور. ومحمد بن سَهْل: ابن عسكر أبو بكر.
روى عن: عبد الرزاق. وروى عنه: مسلم، والترمذي، والنسائي،
وابنُ صاعد، وجماعة آخرون.
قوله: " وقال بعضهم: عن نافع بن جبير، عن سهل بن سَعْد " يعني:
عن صفوان بن سليم، عن نافع بن جبير. وبهذا الطريق أخرجه الطبراني
في " معجمه " عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان
ابن سليم، عن نافع بن جبير، عن سهل بن سَعْد الساعدي أن رسولَ الله
قال: " إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يمرّ الشيطان بينه
وبيْنها ". وبهذا السند رواه أبو نُعيم في " الحلية، في ترجمة صفوان بن
سليم. ورواه الطبراني- أيضاً بطريق أخرى، عن جُبير بن مطعم
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (30 / 6670) .
مَرفوعاً نحوه سواء. ورواه البزار في " مسنده "- أيضاً- من " حديث، جبير بن مطعم. ورواه ابن حبان في " صحيحه " من حديث زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سَعيد الخدري، عن أبيه قال: قال رسول الله- عليه السلام: " إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، فإن الشيطان يمرّ بينه وبينها، ولا يدع أحداً يمرّ بين يديْه ".
677-
ص- نا القعنبي والنفيلي قالا: نا عبد العزيز- هو ابن أبي حازِم- قال: أخبرني أبي، عن سهل قال: كان بَيْن مقام النبي- عليه السلام وبيْن القبلة ممرُّ العَنْزِ (1) ، (2) .
ش- عبد العزيز: ابن أبي حازم- سلمة- بن دينار، أبو تمام المدني المخزومي مولاهم. سمع: أباه، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهم. روى عنه: القعنبي، والنفيلي، ويحيى بن بكير، وإبراهيم ابن محمد الشافعي، وغيرهم. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. مات سنة أربع وثمانين ومائة. روى له الجماعة (3) .
وأبوه: سلمة بن دينار أبو حازم المدني الأعرج، وسهل بن سَعْد الساعدي الأنصاري.
قوله: ما ممرّ العنز " مرفوع على أنه اسم " كان "، وفي بعض النسخ: "ممرّ عَنزِ " وهو الصحيح، والعَنْز: ا"عز، وهي الأنثى من المعْز. وأخرجه: البخاري، ومسلم، وفيه:" ممرّ الشاة ". وزعم القرطبي أن بعض المشايخ حملَ حديثَ ممر الشاة على ما إذا كان قائماً، وحديثَ بلال أن النبي- عليه السلام " صلى في الكعبة جعل بينه وبين القبلة قريباً من ثلاثة أذرع على ما إذا ركع أو سجد، قال: ولم يحد مالكٌ في ذلك
(1) في سنن أبي داود: " ممر عنز "، وسيذكر المصنف أنها نسخة.
(2)
البخاري: كتاب الصلاة، باب: قدركم ينبغي أن يكون بين المصلي والسترة (496، 497)، مسلم: كتاب الصلاة، باب: دنو المصلي من السترة (508 / 262) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (18 / 3439) .
17.
شرح سنن في داوود 3