الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نا عبد العزيز- يعني: ابن محمد، وهذا لفظه -، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت: كنتُ " أنام " وأنا مُعترضة في قِبْلة رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيصلى، رَسولُ الله وأنا أمامه إذا أرادَ يُوترُ. زاد عثمان: غمزني، ثم اتفقا فقال:" تَنَحيْ " (1) .
ش- عبد العزيز: الدراوردي، ومحمد بن عمرو: ابن علقمة بن وقاص.
قو له: " وأنا أمامه " أي: قدامه.
قوله: " زاد عثمان " أي: ابن أبي شيبة، وهذه الجملة معترضة بين قوله:" يوتر"، وبين قوله:" غمزني ".
قوله: " ثم اتفقا " أي: عثمان والقعنبي.
قوله: " فقال: تَنَحيْ " أي: قال النبي- عليه السلام:" تنحي" أي: تحولي، وهو أمر من تَنَحى يتنحى، فللمذكر: تَنَح وللمؤنث: تنحَيْ- بفتح الحاء وإسكان الياء.
* * *
108- باب: مَنْ قال: الحمارُ لا يقطعُ الصلاةَ
أي: هذا باب في بيان مَنْ قال: الحمار لا يقطع الصلاة إذا مر بين يدي المصلي.
696-
ص- نا عثمان بن أبى شيبة: نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: جئتُ على حمار ح، ونا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أنه قال: أقبلتُ راكبا على أتانِ وأنا يومئذ قد ناهزتُ الاحتلامَ ورسول الله يُصلي بالناسِ بمِنىَ، فمررتُ بين يدي بعض
(1) تفرد به أبو داود.
الصف فنزلت، فأرسلت الأتان ترتع ودخلت الصف (1) فلم ينكر ذلك
أحد (2) .
ش- الأتان- بالفتح- الحمارة، والجمع: " أتُن وأتُن وأتْن، ويقال:
بالكسر لغة- أيضاً-، ذكره ابن عُدَيس في " المثنى "، وفي " المحكم ":
الأتان: الحمارة، والمأتونا اسم للجمع، واستأتن الحمارُ صار أتانا،
وفي " الصحاح ": ولا تقل أتانة، وقال ابن قرقول: جاء في بعض الحديث: أتانة، وضبط الأصيلي حمار أتان على النعت أو البدل مُنونين
وجاء على حمار وجاء على أتان، فالأولى الجمع بينهما. وقال سراج بن
عبد الملك: أتان وصف للحمار، ومعناه: صلب قوي مأخوذ من الأتان
وهي الحجارة الصلبة، قال: وقد يكون بدل غلط، قال: وقد يكون / (1/ 237 - ب) ، البعض من الكل، لأن الحمار يشمل الذكر والأنثى كالبعير. وقال ابن
سراج: وقد يكون على حمار أتان على الإضافة أي: على حمار أنثى،
وكذا وجلله مضبوطا في بعض الأصول.
قوله:" وقد ناهزت الاحتلام " ذكر في " الموعب " إذا دنى الصَبي
للفطام قيل: ناهز، وقد نهز، والجارية: ناهزة، ومعنى كلامه: قارنتُ
البلوغ. وقد اختلف في سنه يوم وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: خمس عشرة، وصوبه أحمد بن حنبل. وقيل: ثلاث عشرة، وقيل:
عشر سنين، وفيه بُعد، وقيل غير ذلك.
قوله: " بمنى " قد مر الكلام فيه، سمي به " يُمْنى فيها من الدماء
أي: يراق، َ وقيل: لأن آدم تمنى بها الجنة، وقيل: لأن الأقدار وقعت
(1) في سنن أبي داود: " في الصف ".
(2)
البخاري: كتاب العلم، باب: متى يصح سماع الصغير؟ (76)، مسلم: كتاب الصلاة، باب: سترة المصلى (256 / 504)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء لا يقطع الصلاة شيء (337)، النسائي: كتاب القِبلة، باب:
ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع إذا لم يكن بين يدي المصلي سترة (2 / 64) ،
ابن ما-: كتاب أقامة الصلاة، باب: ما يقطع الصلاة (947) .
على الضحايا بها فذبحت، من قولهم: منى الله عليك خيراً أي: قدره. وقيل: لأن جبريل- عليه السلام " أتى آدم بمنى قال له: تمنّ.
قوله: " ترتع " أي: تأكل وتَنْبسط وتتسع في رَعْيها مُرْسلة. والحديث: أخرجه الأئمة الستة، ولفظ النسائي، وابن ماجه:" بعرفة ". وأخرج مسلم اللفظين، والمشهور أن هذه القضية كانت في حجة الوداع. وقد ذكر مسلم حديث معمر، عن الزهري وفيه: وقال في حجة الوداع أو يوم الفتح، فلعلها كانت مرّتين. وعند البزار بسند صحيح، عن ابن عباس: أتيتُ أنا والفضل على أتان، فمررنا بين يدي رسول الله- عليه السلام بعرفة وهو يصلي المكتوبة، ليس شيء يَسْتره يحول بيننا وبيْنه. وعند أبي بكر بن خزيمة (1) : جئت أنا وغلام من بني عبد المطلب على حمار، وفيه: وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب اقتتلتا فأخذهما فنزع إحديهما من الأخرى فما بالا ذلك.
وعند النسائي: فأخذتا بركبَتَي النبي- عليه السلام ففرع بينهما ولم ينصرف (2) .
وعند الطبراني: كان الفضل أكبر مني، فكان يُرْدفُني فأكون بين يدَيْه، فارتدفت أنا وأخي حمارة. وفي لفظ: ربما رأيتُه صلى الله عليه وسلم يُصلي والحمرُ تعترك بين يدَيْه.
وهذا الحديث دل على أن الحمار لا يقطع الصلاة. ودعم ابن القصار
أن من قال: إن الحمار يقطع الصلاة قال: إن مرور حمار عبد الله كان خلف الإمام بين يدي بعض الصف.
قلت: هذا كلام جيّد، لولا رواية البزار من أن ذلك كان بين يدي النبي- عليه السلام، ولا يُعارِضه حديث المُقْعد بتبوك الذي مضى ذكره، لأنه ضعيف أو منسوخ- كما ذكرناه.
(1) في الأصل: وأبو بكر بن أبي خزيمة " خطأ. (2) يأتي بعد الحديث الآتي.
ص- هذا لفظ القعنبي، وهو أتم. قال مالك: وأنا أرى ذلك واسعا إذا قامت الصلاة.
ش- أي: هذا الذي رويناه لفظ عبد الله بن مسلمة القعنبي، وهو أتم من رواية عثمان بن أبي شيبة.
قوله: " وأنما أرى ذلك واسعا " أي: مرور الحمار بين يدي المصلَي، والمقصود أشار به إلى أن الحمار لا يقطع الصلاة، خلافاً لمن رأى ذلك. 697- ص- نا مسدد: نا أبو عوانة، عن منصور، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن أبي الصهباء قالَ: تَذاكرنا ما يَقطع الصلاةَ عند ابن عباس فقال: جئتُ أنا وغلام من بني عبد المطلب على حمار ورَسُولُ الله بُصلِي، فنزلَ ونزلتُ فتركنا (1) الحمارَ أمامَ الصف فما بالاه، وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب فدخلتا بين الصف فما بالا ذلك (2) .
ش- أبو عوانة: الوضاح، ومنصور: ابن المعتمر، والحكم: ابن عتيبة، ويحيى بن الجزار: مر عن قريب.
وأبو الصهباء: اسمه: صهيب مولى عبد الله بن عباس، وقيل: إنه بصري. وقال في " الكمال ": أبو الصهباء الكوفي. روى عن: سعيد ابن جبير. روى عنه: حماد وسعيد ابنا زيْد، وعمارة بن زاذان، والحسن بن أبي جعفر. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي. وفي " مختصر السنن ": وسئل عنه أبو زمعة فقال: مديني ثقة (3) . قوله: " أمام الصف " أي: قدامه.
قوله: " فما بالاه " أي: فما اكترث له وهو من بَالى يبالي مُبالاةً. واستفيد من الحديث: أن الحمار والمرأة لا يقطعان الصلاة. والحديث أخرجه ابن خزيمة (4) - كما ذكرناه آنفا.
(1) في حق أبي داود: " وتركنا ".
(2)
النسائي: كتاب القبْلة، باب: ذكر ما يقطع وما لا يقطع إذا لم يكن بين يدي المصلي سترة (2 / 65) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (33 / 7446) .
(4)
في الأصل:" ابن أبي خزيمة " خطأ.