الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن يزيد، قال:" رأيت عمر بن الخطاب افتتح الصلاة فكبر، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". ونا عبد السلام، عن خصيف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله:" أنه كان إذا افتتح الصلاة، قال: سبحانك اللهم 100 " إلى آخره.
نا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، قال:" بلغني أن أبا بكر كان يقول مثل ذلك ".
[1/259-أ] نا هشيم، / أنا جويبر، عن الضحوك في قوله تعالى:(وسبحْ بحَمْد ربِّكَ حين تَقُومُ)(1) قال: حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء اَلكلمات: سبَحانك اللهم وبحمدك " إلى آخره.
نا ابن فضيل، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: قال ابن مسعود: ومن أحب الكلام إلى الله أن يقول الرجل: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
***
117- باب: السكتة عند الاستفتاح
أي: هذا باب في بيان السكتة عند استفتاح الصلاة، وفي بعض النسخ:" باب التكبير عند الافتتاح "، وفي بعضها:" باب فيما جاء في التكبير عند الافتتاح ".
755-
ص- نا يعقوب بن إبراهيم، نا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن، قال: قال سمرة: " حَفظتُ سكتتين في الصلاةِ، سكتةً إذا كَبرَ الإمامُ حين (2) يقرأ، وسكتةً إذا فًرغً من فاتحةِ اَلكتابِ وسورةٍ عند الركوع "
(1) سورة الطور: (48) .
(2)
في سنن أبي داود: " حتى ".
قال: فأنكر ذلك علي عمران بن حصين، قال: فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبَي، فصدق سمرة (1) .
ش- يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل ابن علية، ويونس بن عبيد البصري، والحسن البصري، وسمرة بن جندل، وأبي بن كعب. قوله:" سكتة " أي: إحديهما سكتة إذا كبر الإمام، حين يقرأ، وفيه دليل لأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، والجمهور أنه يستحب دعاء الافتتاح، ولأحاديث أخرى جاءت في هذا الباب. وقال مالك: لا يستحب دعاء الافتتاح بعد تكبيرة الافتتاح، ودليل الجمهور ظاهر.
قوله: " وسكتة إذا فرغ " أي: الأخرى سكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب، وسورة، وقوله:" عند الركوع " متعلق بقوله: " وسكتة ". وقال الخطابي: " وهذه السكتة ليقرأ مَنْ خلف الإمام، ولا ينازعه في القراءة، وهو مذهب" الشافعي " (2)، وعند أصحابنا: لا يقرأ المقتدي خلف الإمام فتحمل هذه السكتة عندنا على الفصل بحق القراءة والركوع بالتأني، وترك الاستعجال بالركوع بعد الفراغ من القراءة، ولكن حد هذه السكتة قدر ما يقع به الفصل بحق القراءة والركوع، حتى إذا طال جدا، فإن كان عمدا يكره، وإن كان سهوا يجب عليه سجدة السهو، لأن فيه تأخير الركن.
عن- قال أبو داود: وكذا قال حميد: " وسكتة إذا فرغ من القراءة ". ش- أي: حميد الطويل، والحديث أخرجه ابن ماجه أيضاً وقد حمل البعض هذه السكتة على ترك رفع الصوت بالقراءة دون السكوت عن القراءة.
(1) ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: في سكتتي الإمام (845) .
(2)
معالم السنن (1 / 171) .
756-
ص- نا أبو بكر بن خلاد، نا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي- عليه السلام:" أنه كان يسكتُ سكتتينِ إذا استفتحَ، وإذا فَرغَ من القراءةِ كلها "، ثم ذكر معنى [حديث] يونس (1) .
ش- أبو بكر بن خلاد، اسمه: محمد بن خلاد الباهلي البصري، والد أبي عمر محمد بن محمد بن خلاد ثقة. روى عن: ابن عيينة، ويحيى القطان، وآخرين. روى عنه: أبو داود، وغيره (2) .
وأشعث بالثاء المثلثة، هو: ابن عبد الملك الحمراني، أبو هانئ البصري. روى [عن] : الحسن البصري، ومحمد بن سيرين. روى عنه: ابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، ومعاذ بن معاذ، وغيرهم. وقال يحيى بن سعيد: هو عندي ثقة مأمون. وقال ابن معين: ثقة. توفي سنة ست وأربعين ومائة. روى له: أبو داود، والترمذي، وا لنسائي (3) .
قوله: " إذا استفتح " أي: إذا استفتح الصلاة.
قوله: " ثم ذكر معنى [حديث] يونس " أي: يونس بن عبيد المذكور. وفي " المصنف": نا حفص، عن عمرو، عن الحسن، قال: وكان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم ثلاث سكتات: سكتة إذا افتتح التكبير حتى يقرأ الحمد، وإذا فرغ من الحمد حتى يقرأ السورة، وإذا فرغ من السورة حتى يركع ".
قلت: أما السكتة الأولى فلأجل دعاء الافتتاح، وفيه دليل للجمهور، وإما السكتة الثانية فلأن يقول: آمين، بعد الفراغ من الفاتحة، وفيه دليل لأصحابنا، وأما السكتة الثالثة فليقع الفصل والتمييز بين الركنين.
757-
ص- نا مسدد، نا يزيد، نا سعيد، نا قتادة، عن الحسن، أن
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25 / 5199) .
(3)
المصدر السابق (3 / 531) .
سمرة بن جندب، وعمران بن حصين تذاكرا، فحدث سمرة بن جندب:
" أنه حفظَ من رسول اللهِ / سكتتين: سكتة إذا كبرَ، وسكتة إذا فرغَ من [1/259-ب]، قراءة:(غيْرِ المَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَلا الضالّيِنَ) فحفظَ ذلك سمرةُ، وأنكرَ
عليه عمرانُ بنُ حصين، فَكتبا في ذلك إلى أبيِّ بن كعب، وكان في كتابِه
إليهما، أو في ردِهِ عليهَما: إن سمرةَ قد حَفِظَ " (1) .
ش- يزيد بن زريع، وسعيد بن أبي عروبة.
قوله: " وسكتة إذا فرغ من قراءة: (غيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا
الضّالِّينَ) هذه السكتة كانت لأجل أن يقول: " آمين "، وفيه حجة
للحنفية في إخفاء " آمين "، كما ذكرنا الآن في حديث أبي بكر بن
أبي شيبة.
758-
ص- نا ابن المثنى، نا عبد الأعلى، نا سعيد بهذا، قال: عن
قتادة عن الحسن، عن سمرة، قال: " سكتتانِ حفظتهما عن رسول الله
عليه السلام قال فيه سعيد: قلنا لقتادةَ: ما هاتانِ السكتتان؟ قال: إذاَ
دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعدُ: وإذا قَال: (غيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلا الضالِّينَ) " (2) .
ش- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وسعيد بن أبي عروبة.
قوله: "ثم قال بعدُ " أي: بعد أن قال: " وإذا فرغ من القراءة " قال:
" وإذا قال: (غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضالينَ) يعني: بعد قراءة
الفاتحة كانت السكتة الثانية. والحديث أخرجه: الترمذي، وابن ماجه
بنحوه. وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن، وهو قول غير
(1) الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في السكتتين في الصلاة (251)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: في سكتتي الإمام (844) .
(2)
انظر الحديث السابق.
واحد من أهل العلم، يستحبون للإمام أن يسكت بعد ما يفتتح الصلاة، وبعد الفراغ من القراءة، وبه يقول أحمد، وإسحاق، وأصحابنا.
759-
ص- نا أحمد بن أبي شعيب، نا محمد بن الفضيل، عن عمارة ح، ونا أبو كامل، عن عبد الواحد، المعنى، عن عمارة (1) ، عن أي زرعة، عن أبي هريرة، قال:" كان رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم إذا كبرَ في الصلاة سكتَ بين التكبير والقراءةِ، فقلتُ له: بأبي أنتم وأمي، ورأيت سكوتًَك التكبيرة والقراءة؟ أخبرني ما تقولُ، قالَ: اللهم باعدْ بيني وبن خطايايَ كما باعدْت بين المشرق والمغرب، اللهم أنقنِي من خطايايَ كالثوب الأبيضِ من الدنسِ، اللهم اغسِلَني بالثلجَ، والماءِ، وَالبَرَدِ "(2) .
ش- أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني.
وعمارة بن القعقاع بن شبرمة، ابن أخي عبد الله بن شبرمة الضبي الكوفي. سمع: أبا زرعة، وعبد الرحمن بن أبي نعم (3) . روى عنه: الأعمش، والثوري، وشريك، ومحمد بن فضيل، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. روى له الجماعة (4) . وأبو كامل الجحدري، وعبد الواحد بن زياد البصري، وأبو زرعة هو ابن عمرو بن جرير البجلي.
قوله: " بأبي أنت وأمي " أنت مُفَدى بأبي وأمي، وقد ذكر هذا غير مرة. قوله:" أرأيت " بمعنى: أخبرني سكوتك.
(1) في سنن أبي داود:"عن عمارة المعني ".
(2)
البخاري: كتاب الأذان، باب: ما يقول بعد التكبير (744)، مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: ما يقول بعد الإحرام والقراءة (147 / 598)، النسائي: كتاب الطهارة، باب: الوضوء بالثلج (1 / 50) ، وكتاب المياه
، باب: الوضوء بماء الثلج والبرد (1 / 176) ، وكتاب الافتتاح، باب: سكوت الإمام بعد افتتاحه التكبير (2 / 128)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: افتتاح الصلاة (805) .
(3)
في الأصل: " نعيم " خطأ.
(4)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (21 / 4196) .
قوله: " وبين خطاياي " الخطايا جمع خطية، كالعطايا جمع عطية.
قوله: " اللهم أنقني " وفي رواية: " نقني " من التنقية.
قوله: " كالثوب الأبيض " وجه التشبيه أن الثوب الأبيض إذا نظف من
الدنس والوسخ لم يبق فيه أثر ما من آثار الدنس، ويبقى مثل ما كان
أولاً فكذلك البدن إذا نقي من الذنوب، بأن غفرت له ذنوبه، وتطهر
من آثارها عاد إلى حالته الأولى، وهي أنه كان مثل الثوب الأبيض في
عدم تلبسه بالآَثام والأوزار، وإنما شبه ذلك بالثوب الأبيض دون غيره من
الألوان، لأن ظهور النقاوة في الأبيض أشد وكمل، لصفاء أبياض،
بخلاف غيره من الألوان.
قوله: " اللهم اغسلني بالثلج " ذكر أنواع المطهرات المنزلة من السماء
التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة، والنظافة في شيء إلا بأحدها،
تبيانا لأنواع المغفرة التي لا يخلص من الذنوب إلا بها، والمعنى: طهرني
من الخطايا بأنواع مغفرتك التي هي في تمحيص الذنوب بمثابة هذه الأصول
الثلاثة في (1) إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث، ويحتمل ابنه
سأل الله أن يغسل خطاياه بهذه الأصول التي يستعملها المتطهرون لرفع الأحداث، والمعنى: كما جعلتها سبباً لحصول الطهارة، فاجعلها سبباً
لحصول المغفرة، وبيان ذلك في حديث أبي هريرة، عن النبي- عليه السلام:" إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه / خرج من [1/260-أ] وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء "
الحديث (2) . وقال بعضهم: معنى قوله:" بالثلج، والماء، والبرد "
أنها أمثال، ولم يرد أعيان هذه المسميات، وإنما أراد التقيد في التطهير،
ويقال: هذه استعارة للمبالغة في الطهارة من الذنوب، والحديث محمول
على صلاة الليل كما ذكرناه، وأخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي،
وابن ماجه.
(1) مكررة في الأصل.
(2)
مسلم: كتاب الطهارة، باب: خروج الخطايا مع ماء الوضوء (244 / 32) .
-