الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحديث معلول برجل مجهول.
قوله:" وقع القدم " بسكون القاف، وهو سقوطه، والمراد منه: حسه، وفي رواية:" وقع قدم " بدون التعريف، وروى أبو بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد بعينه، عن ابن أبي أوفى، أن النبي- عليه السلام كان ينتظر ما سمع وقع نصل علي.
***
123- باب: تخفيف الأخريين
أي: هذا باب في بيان التخفيف في الركعتين الأخريين، وفي بعض النسخ:" باب ما جاء في تخفيف الأخريين ".
780-
ص- نا حفص بن عمر، نا شعبة، عن محمد بن عبيد الله أبي عون، عن جابر بن سمرة، قال: قال عمرُ لسعد: قد شَكَاكَ الناسُ في كلِّ شيء حتى في الصلاةِ! قال: " إذا أنَا فأمدُّ في الأولَيَينِ، أو كما قال، وأحذفُ في الأخْرَيين، وما آلو ما اقتديتُ (1) من صلاة رسول الله، قال: ذاك الظنُّ بكَ "(2) .ً
ش- أي: قال عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهما.
قوله: " أما أنا فأمد في الأوليين " أي: أطول.
قوله: " أو كما قال " شك من الراوي، وفي رواية البخاري ومسلم:
" إني لأر كد بهم في الأوليين ".
قوله:" وأحذف في الأخريين " يعني: أقصرهما عن الأولين لا أنه
(1) في سنن أبي داود:" ولا آلو ما اقتديت به ".
(2)
البخاري: كتاب الأذان، باب: وجوب القراءة للأمام وا"موم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، وما يجهر فيها وما يخافت (755)، مسلم: كتاب الصلاة، باب: القراءة في الظهر والعصر (159- 453)، النسائي: كتاب الافتتاح، باب: الركود في الركعتين الأوليين (2 / 174) .
يُخلهما بالكلية، وقد استدل به البعض لأبي حنيفة في أن لا قراءة في
الأخريين، لأن ظاهر العبارة يدل على أنه كان يحذف القراءة، أي:
يتركها في الأخريين.
قوله: " وما آلو " بالمد في أوله، وضم اللام، أي: ما أقصر فيما
اقتديت به من صلاة رسول الله، ومنه قوله تعالى: (لا يَألُونَكُمْ
خَبالا) (1) من آل يألو، فهو آل، وهي آلية، وجمعها أوال، وتمام
الحديث في " الصحيحين " عن جابر بن سمرة: " شكى أهل الكوفة
سعداً إلى عمر، فعزله، واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه
لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء
يزعمون أنك لا تحسن تصلي! قال: أما أنا، والله فإني كنت أصلي بهم
صلاة رسول الله ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين،
وأحذف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك نا أبا إسحاق، فأرسل معه
رجلاً، أو رجالا إلى الكوفة، يسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدا
إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل
منهم يقال له: أسامة بن قتادة- يكنى أبا سعدة- قال: أما إذا نشدتنا،
فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في
القضية، قال سعد: أما والله لأدعون / بثلاث، اللهم إن كان عبدك هذا [1/273-ب] كاذبا، قام رياء وسمعة: فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن،
فكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال
عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه
ليتعرض للجواري في الطريق يغمزهن"
ويستفاد من الحديث فوائد، الأولى: أن الإمام إذا شكي إليه نائبه ينبغي
أن يبعث إليه، ويستفسر عن ذلك، ولا يسكت، فإن خاف من ذلك فتنة
أو مفسدة عزله، ويولي غيره، وإن لم يكن فيه خلل، ألا ترى كيف
(1) سورة آل عمران: (118) .
عزل عمر- رضي الله [عنه]- سعدا مع أنه لم يكن فيه خلل، ولا ثبت عنده ما يقدح في ولايته، وأهليته، وقد ثبت في " صحيح البخاري " في حديث مقتل عمر، والشورى، أن عمر قال:" إن أصابت الإمارة سعدا فذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز، ولا خيانة "(1) .
الثانية: جواز المدح للرجل الجليل في وجهه إذا لم يخف علي فتنة
الخليل
بإعجاب نفسه.
الثالثة: جواز خطاب الرجل الخليل/ الجليل بكنيته دون اسمه.
الرابعة: جواز ترك القراءة في الأخريين من ذوات الأربع.
الخامسة: فيه نفوذ دعوة الرجل الصالح.
السادسة: الاحتراز عن دعوة المظلوم.
781-
ص- نا عبد الله بن محمد، نا هشيم، أنا منصور، عن الوليد بن مسلِم الهجيمي، عن أي الصديق الناجي، عن أبى سعيد الخدري، قال:"حَزرْنَا قيَامَ رسول الله- عليه السلام في الظهر، والعصر، فَحَزَرْنَا (2) في الركَعتينِ الأولًيَينَ من الظهرِ قَدْرَ ثَلاثينَ آية قَدرَ: (الم تنزيل) السجدة، وحَزَرْنَا قيامَه في الأخْرَيين على النصف من ذلك، وَحزَرْنَا قِيامه في الأولَين من العَصرِ على قدرِ الأخْرَيين من الَظهرِ، وحَزَزنَا قيامَه في الأخْرَيينِ منَ العصرِ على النِّصفِ من ذلك "(3) .
ش- منصور بن المعتمر.
والوليد بن مسلم بن شهاب العنبري أبو بشر، يعد في البصريين.
(1) البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب: قصة البيعة 000 (3700) .
(2)
في سنن أبي داود:" فحزرنا قيامه ".
(3)
مسلم: كتاب الصلاة، باب: القراءة في الظهر والعصر (452)، النسائي: كتاب الصلاة، باب: عدد صلاة العصر في الحضر (1 / 237) .
روى عن: طلحة بن نافع، وحِمران بن أبان، وأبي الصديق الناجي روى له مسلم، وأبو داود (1) .
قلت: قد يلتبس كثيراً لوليد بن مسلم هذا بالوليد بن مسلم الدمشقي على كثير من الناس، فلذلك أوضحته، والهُجَيمي- بضم الهاء، وفتح الجيم- نسبة إلى هجيم، والهجيم، والعنبر أخوان، وهما ابنا عمرو بن تميم.
وأبو الصديق الناجي اسمه: بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس البصري سمع: عبد الله بن عمر، وأبا سعيد الخدري. روى عنه: مطرف بن عبد الله، وقتادة، وعاصم الأحول، والوليد بن مسلم العنبري، وغيرهم. قال ابن معين، وأبو زرعة: ثقة. روى له الجماعة (2) . والناجي بالنون والجيم، نسبة إلى ناجية قبيلة.
قوله: " حزرنا " من حزرت الشيء أحزُره أحزِره بالضم والكسر حَزْراً، والحزر التقدير، والخرص.
قوله:" قدر (الم تنزيل) ، بدل من قوله: " قدر ثلاثين ".
قوله: " السجدة " يجوز فيه الجر على البدل، والنصب على تقدير: أعني، والرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي: هي السجدة، وسورة السجدة مكية، ثلاثون آية عند أهل الكوفة والمدينة، وتسع وعشرون عند أهل البصرة، وثلاثمائة وثمانون كلمة، وألف وخمسمائة وثماني عشر حرفا، واستدل به بعض أصحابنا أن يقرأ في الظهر في الركعتين الأوليين (3) منه ثلاثين آية، وكذا في الصبح، لاستوائهما في سَعة الوقت، وفي العصر يقرأ بخمسة عثر آية، وذلك من قوله:" وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر "، وكان قدر الأخريين من الظهر قدر خمسة عشر آية، لأنه على النصف من قدر الأوليين،
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (1 3 / 6736) .
(2)
المصدر السابق (4 / 751) .
(3)
كذا.
.3. شرح سنن أبي داوود 3
وقدر الأوليين كان قدر ثلاثين آية، وقال صاحب " الهداية ": ويقرأ في
الحضر في الفجر في ركعتن بأربعين آية، أو خمسين آية سوى فاتحة الكتاب، ويروى من أربعين إلى ستين، ومن ستين إلى مائة، وبكل ذلك
ورد الأثر، وجه التوفيق أنه يقرأ بالراغبين مائة، وبالكسالى أربعين، وبالأوسط ما بين خمسين إلى ستين، وقيل: ينظر إلى طول الليالي وقصرها، وإلى كثرة الاشتغال وقلتها، قال: وفي الظهر مثل ذلك،
أي: مثل الفجر، وقال في الأصل: أو دونه، لأنه وقت الاشتغال
[1/274-أ] / فينقص عنه، محرزا عن الملال، والعصر، والعشاء سواء، يقرأ فيهما بأوساط المفصل، وفي المغرب دون ذلك، يقرأ فيها بقصار المفصل،
والأصل فيه كتاب، عمر إلى أبي موسى الأشعري أن اقرأ في الفجر،
والظهر بطوال المفصل، وفي العصر، والعشاء بأوساط المفصل، وفي
المغرب بقصار المفصل ".
قلت: " (1) هذا بهذا اللفظ غريب، ولكن روى عبد الرزاق في
"مصنفه ": أخبرنا سفيان الثوري، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن
الحسن، وغيره قال: " كتب عمر إلى أبي موسى- رضي الله عنهما
أن اقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسط المفصل، وفي
الصبح بطوال المفصل ".
وروى البيهقي في " المعرفة " من طريق مالك، عن عمه أبي سهيل بن
مالك، عن أبيه: " أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى: أن اقرأ
في ركعتي الفجر سورتين طويلتين من المفصل ".
وقال الترمذي في باب القراءة في الصبح: ورُوي عن عمر، أنه كتب
إلى أبي موسى: بأن اقرأ في الصبح بطوال المفصل " ثم قال في الباب
الذي يليه: ورُوي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى: " أن اقرأ في الظهر
(1) انظر: نصب الراية (2 / 5) .
(2)
قال الحافظ في " الدراية "(ص / 92) : " إسناده ضعيف منقطع ".