الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولى، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس) .
انتهى «1» .
الفائدة الثانية:
علل الشيخ السعدي- رحمه الله تعالى ورود الآية على هذا النسق، بكلام لطيف، وهذا نصه: (ولما كان هذا النفي عامّا- يقصد نفي أبوة النبي لأحد من رجال الأمة- في جميع الأحوال إن حمل ظاهر اللفظ على ظاهره، أي: لا أبوة نسب ولا أبوة ادعاء، وقد كان تقرر فيما تقدم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أب للمؤمنين كلهم، وأزواجه أمهاتهم فاحترز أن يدخل هذا النوع في عموم النهي فقال: ولكن رسول الله وخاتم النبيين، أي:
هذه مرتبته مرتبة المطاع المتبوع المهتدى به المؤمن له الذي يجب تقديم محبته على محبة كل أحد الناصح الذي لهم- أي: للمؤمنين- من برّه كأنه أب لهم) . انتهى كلامه رحمه الله «2» .
الفائدة الثالثة:
من اعترض على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أو اعترض على كونه خاتم النبيين وما يستتبع ذلك من أحكام، فقد طعن في علم الله- عز وجل؛ لأن الآية قد بينت أن الله بمقتضى واسع علمه، قد اختص النبي بكونه خاتم الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً.
الفائدة الرابعة:
إذا كان نفي أبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأي من رجال الأمة، تنسحب على أبوة النسب، فتكون هذه الآية هي من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، حيث لم يبلغ الحلم ولد من أولاده الذكور عليهم جميعا الصلاة والسلام.
17- النبي صلى الله عليه وسلم خليل الله:
عن عبد الله عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت متّخذا من أهل الأرض خليلا لاتخّذت ابن أبي قحافة خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله» . [رواه مسلم]«3» .
الخلة لله- سبحانه وتعالى هي أعظم مقامات العبد، بل هي منتهى تلك المقامات، فليس بعدها من مقام، فهي أرفع قطعا من مقام المحبة، حيث ثبتت محبة الله لعباده المؤمنين ومحبتهم له، ولكن الخلة لم تثبت إلا لاثنين لا ثالث لهما، هما محمد وإبراهيم- عليهما الصلاة والسلام.، وقد ثبتت خلة إبراهيم بقوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا [النساء: 125] .
(1) تفسير ابن كثير (3/ 494) .
(2)
تيسير الكريم الرحمن (667) .
(3)
مسلم، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، برقم (2383) .