الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الحمال لا حمال خيبر
…
هذا أبرّ ربّنا وأطهر
ويقول:
اللهمّ إنّ الأجر أجر الآخره
…
فارحم الأنصار والمهاجره
فتمثّل بشعر رجل من المسلمين لم يسمّ لي قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثّل ببيت شعر تامّ غير هذا البيت «1» .
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: أدبه الجم صلى الله عليه وسلم
مع الخالق- تبارك وتعالى ومع المخلوقين:
1- أدبه صلى الله عليه وسلم مع الخالق:
فمع كل ما كان يلاقيه صلى الله عليه وسلم من أذى الكفار، البدني والنفسي، والتضييق عليه في الدعوة والتعبد، إلا أنه لم يخرج حتى أذن الله له في الخروج من مكة مهاجرا، وهذا تكليف شرعي لجميع الأنبياء ألا يخرجوا حتى يؤذن لهم، وما خرج منهم أحد- فيما نعلم- بدون إذن إلا يونس عليه السلام، قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه:«على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي» وقال صلى الله عليه وسلم في الثانية: «فإني قد أذن لي في الخروج» .
ويتفرع عليه: أن الخروج للهجرة يختلف فيه الأنبياء عن الناس اختلافا بينا، حيث إن عامة الناس، بما فيهم خير الأمة الصديق رضي الله عنه، يخرجون وقتما شاؤا، أما الأنبياء فلا.
2- أدبه صلى الله عليه وسلم مع المخلوقين:
فكان صلى الله عليه وسلم يستأذن قبل دخول البيوت، ولو كان صاحب البيت أقرب الناس إليه، ورد في الحديث:«فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له» .
الفائدة الثانية: حكمته صلى الله عليه وسلم:
وهي ظاهرة جدّا في حادثة الهجرة، وتتمثل في:
1-
أخذه صلى الله عليه وسلم مبدأ الحيطة والحذر في الإعلان عن موعد الهجرة، وفي تحركاته صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة:
فأما الأولى: ففي الحديث: «فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أخرج من عندك» حتى لا يسمع
(1) أخرجه البخاري، كتاب: المناقب، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، برقم (3906) .