الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفائدة الثانية:
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على نفع أهله، لقول عائشة:(إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات) . ويتفرع عليه مشروعية الرقية، وتكون بالقرآن، والأدعية المشروعة، الثابتة في السنة الصحيحة.
الفائدة الثالثة:
في مناقب عائشة رضي الله عنها:
1-
حبها للنبي صلى الله عليه وسلم وتمنيها شفاءه، ويدلنا على ذلك كثرة رقيتها له بالمعوذات لقولها:
(فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه) .
2-
تعظيمها للنبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت تمسح جسد النبي صلى الله عليه وسلم بيده هو، مع أنها هي التي كانت تقرأ المعوذات، وما كانت تفعل ذلك إلا لاعتقادها أن يده صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من يدها، وهي من؟، أم المؤمنين، وبنت أفضل الصحابة، الصديق رضي الله عنه وأحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وانظر ماذا قالت لما قارنت بركة يدها مع بركة يد النبي صلى الله عليه وسلم هل قالت: أشد بركة أو أكثر بركة، لا، قالت:(أعظم بركة) . مع إيمانها رضي الله عنها أن ليدها بركة، حيث إن التفضيل لا يكون إلا بين اثنين قد اشتركا في أصل الشيء المفضل.
3-
حب النبي صلى الله عليه وسلم لها رضي الله عنها، حيث كان يمرّض صلى الله عليه وسلم في مرض موته في بيتها، وما كان ذلك إلا بأمره، فعن عائشة- رضي الله عنها:(أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الّذي مات فيه يقول: «أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟» . يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتّى مات عندها. قالت عائشة: فمات في اليوم الّذي كان يدور عليّ فيه في بيتي فقبضه الله وإنّ رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي، ثمّ قالت: دخل عبد الرّحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستنّ به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: أعطني هذا السّواك يا عبد الرّحمن. فأعطانيه، فقضمته، ثمّ مضغته، فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستنّ به وهو مستند إلى صدري)«1» .
وهذا يدل دلالة قاطعة على عظيم حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وكفاها شرفا أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض في بيتها، في يوم نوبتها، ورأسه الشريفة بين نحرها وسحرها. والسحر هو أسفل الصدر، بل أقول كفاها شرفا أنها آخر من لامس جسد النبي صلى الله عليه وسلم حيّا، وسيأتي ذلك تفصيلا في فصل «يوم الوفاة النبوية» .
الفائدة الرابعة:
قد تحدث الرقية، بشيء معظم، وهو القرآن الكريم، من قبل نفث
(1) البخاري، كتاب: المغازي، باب: مرض النبي
…
برقم: (4450) .