الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زكي، وهو نفث عائشة رضي الله عنها وبيد عظيمة البركة، وهي يد النبي صلى الله عليه وسلم ومع توفر كل تلك الأسباب المباركة، قد لا يحدث الشفاء لأن أجل الله، سبحانه وتعالى، قد سبق بالموت، أو قد يتأجل الشفاء لحكمة يعلمها الله- تبارك وتعالى، وفي كل الأحوال، قد ثبت الأجر، إن شاء الله، للراقي والمرقي، إذا ما تمت الرقية، بما يشرع من الكتاب والسنة، وكانت من قلب توفر فيه حسن الإخلاص وتمام اليقين، أما إذا كانت الرقية بوسيلة غير شرعية، فقد ثبت الوزر، حتى وإن تم الشفاء، وقد يكون الشفاء تم استدراكا من الله للعبد الذي يأبى اتباع الكتاب والسنة، فلا نغتر.
الفائدة الخامسة:
لم تكن عائشة- رضي الله عنها وحدها هي التي تتبرك بيديه الشريفتين، بل كان ذلك نهج الصحابة رضي الله عنهم فعن أبي جحيفة قال:(قام النّاس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم. قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثّلج، وأطيب رائحة من المسك)«1» .
سادسا- تبركهم بعرقه صلى الله عليه وسلم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أمّ سليم فينام على فراشها وليست فيه. قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت. فقيل لها: هذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك. قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها «2» ، فجعلت تنشّف ذلك العرق، فتعصره في قواريرها، ففزع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:«ما تصنعين يا أمّ سليم؟» فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا. قال:
«أصبت» ) «3» .
الشاهد في الحديث:
قول أم سليم: (يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا) .
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
في الشمائل النبوية:
1-
عظيم بركة عرقة وشعره صلى الله عليه وسلم حيث رد النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم رضي الله عنها لما قالت (يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا) . بقوله: «أصبت» . أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر أم سليم، على
(1) البخاري، كتاب: المناقب، باب: صفة النبي
…
برقم: (3553) .
(2)
العتيدة: وعاء يوضع فيه ما يشرف ويعظم من المتاع.
(3)
مسلم، كتاب: الفضائل، باب: طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم
…
، برقم (2331)