الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بايعوا على أن يؤووا النبي صلى الله عليه وسلم وينصروه على أن لهم الجنة، فوفّوا بذلك» «1» .
ويتفرع عليه:
وجوب حب الأنصار وبغض من يبغضهم؛ روى الشيخان في صحيحهما عن البراء رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«الأنصار لا يحبّهم إلّا مؤمن، ولا يبغضهم إلّا منافق؛ فمن أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» «2» .
الفائدة الواحدة والعشرون:
فضل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وفقهه- وشفقته بالنبي صلى الله عليه وسلم، يظهر ذلك من معارضته إحضار كتاب للنبي صلى الله عليه وسلم ليكتب للأمة أمورا إن تمسكوا بها لا يضلوا بعدها أبدا، ورد في الحديث:«لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا» .
قال الإمام النووي. رحمه الله.: «اتفق العلماء على أن قول عمر: «حسبنا كتاب الله» من قوة فقهه ودقيق نظره؛ لأنه خشي أن يكتب أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة؛ لكونها منصوصة، وأراد ألاينسد باب الاجتهاد على العلماء، وفي تركه صلى الله عليه وسلم الإنكار على عمر إشارة إلى تصويب رأيه، ويحتمل أن يكون قصد التخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما رأى ما هو فيه من شدة الكرب وقامت عنده قرينة بأن الذي أراد كتابته ليس مما يتركه النبي صلى الله عليه وسلم لأجل اختلافهم» «3» .
الفائدة الثانية والعشرون:
ما كان عليه أمهات المؤمنين من الأدب الجم مع النبي صلى الله عليه وسلم، والحرص على مرضاته، ودليله أنهن أذنّ لهن في أن يمرّض في بيت عائشة. رضي الله عنها.، مع كونهن أحرص الناس على ملازمته صلى الله عليه وسلم خاصة في أيامه الأخيرة، ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن عائشة. رضي الله عنها.:«لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذنّ له» «4» .
(1) انظر فتح البارى (7/ 122) .
(2)
رواه البخاري، كتاب: المناقب، باب: حب الأنصار، برقم (3783) ، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن حب الأنصار
…
برقم (75) .
(3)
انظر شرح النووى على صحيح مسلم (11/ 90) .
(4)
رواه البخاري، كتاب: الأذان، باب: حد المريض أن يشهد الجماعة، برقم (665) ، ومسلم، كتاب: