الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الإمام النووي- رحمه الله: «معناه: أكثرهم جودا لنا بنفسه وماله، وليس هو من المن الذي هو الاعتداء بالصنيعة؛ لأنه أذى مبطل للثواب؛ ولأن المنة لله وللرسول في قبول ذلك» «1» .
وقال القرطبي: «هو من الامتنان والمراد أن أبا بكر له من الحقوق ما لو كان لغيره نظيرها لمنّ بها» .
وقال ابن حجر رحمه الله: «وفي وقوله: ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، منقبة عظيمة لأبي بكر لم يشاركه فيها أحد» «2» .
ثانيا: في فضائل ومناقب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
الفائدة الخامسة عشرة:
حبهم الشديد. رضي الله عنهم. للنبي صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك فرحتهم العارمة التي كادت تلهيهم عن الصلاة، عندما كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر حجرته وجعل ينظر إليهم، وذلك يوم وفاته صلى الله عليه وسلم.
ورد عند البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: «فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم» «3» ، وعند مسلم:«فبهتانا ونحن في الصلاة من فرح بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم» «4» .
والظاهر من الحديث أن هذا الفرح الذي بلغ الغاية والمنتهى كان بسبب ظن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تماثل للشفاء وأنه خارج يصلي بهم.
الفائدة السادسة عشرة:
إجلالهم. رضي الله عنهم. للنبي صلى الله عليه وسلم وجمال وجهه في أعينهم، حتى إنهم ما كانوا يرون شيئا أجمل منه صلى الله عليه وسلم، حتى مع شدة مرضه، ورد في الحديث:«كأن وجهه ورقة مصحف» .
(1) انظر شرح النووى على صحيح مسلم (15/ 150) .
(2)
انظر فتح البارى (8/ 142) .
(3)
رواه البخاري، كتاب: الأذان، باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، برقم (680) .
(4)
رواه مسلم، كتاب: الصلاة، باب: استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض، برقم (419) .