الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"ت189هـ" وغيرهم1.
ويعتبر ذلك تخريجات واحتجاجات فردية لبعض القراءات، ينهج فيها أصحابها نهجًا لغويًّا وإعرابيًّا في الاحتجاج أو يستعينون بقراءة على تخريج قراءة أخرى، واستمر الأمر على ذلك إلى عصر التدوين والتأليف في الاحتجاج2.
1 مقدمة كتاب "المحتسب" لابن جني 1/ 8، 9، وكتاب "أبو علي الفارسي" للدكتور/ عبد الفتاح شلبي ص154 وما بعدها.
2 راجع: "أبو علي الفارسي" ص154، 155.
بواعث الاحتجاج للقراءات:
1-
منذ أواخر القرن الثاني الهجري اشتد نشاط أعداء الإسلام والحاقدين عليه، وقد أخذ هذا النشاط ينمو حتى قَوِيَ واستحصد في القرن الثالث الهجري، وما تلاه من قرون، حين ارتفعت راية الإسلام على كثير من الأقطار، ودخلت شعوب كثيرة في دين الإسلام بعضها صادق في إيمانه، وبعضها حاقد يعمد إلى شبهات يثيرها حول الكتاب والسنة؛ رغبة في إشباع نهمه في الإلحاد، وإشاعة البلبلة والعبث والفساد، وقد أصاب القراءات شرر من كيد الكائدين في هذه العصور التي شاعت فيها
الزندقة، وتفشاها الإلحاد؛ حيث يثيرون مثل هذه الأسئلة:
ما سند هذه القراءات؟ وما حجتها؟
ولِمَ ذهب ذلك القارئ هذا المذهب؟
وهل له مُعتمَد من اللغة والنحو؟
من هنا تجرد النحاة والقراء -فيما ألَّفوا من كتب في الاحتجاج- للرد على هؤلاء، وآثروا القياس والنظر وأعملوهما فيما هو ثابت بالنقل والأثر؛ حتى يتصدوا للمعاندين ويواجهوهم بأسلحتهم نفسها التي جردوها في وجوه المسلمين وكتابهم المبين.
إذن، فكان من المعاندين نظر وتشكيك في كتاب الله، وكان من المسلمين دفاع عنه وفَهْم متشابهه وتوجيه حروفه وقراءته1.
2-
تطور الاحتجاج للقراءات بعد تسبيع ابن مجاهد؛ حيث بدأ هو بذكر توجيه القراءات في سورة الفاتحة من كتابه "السبعة"، ووجه كل خلاف بعد عزوه إلى قارئه؛ إلا أنه أمسك عن ذلك بعد انتهائه من الكلام في خلافات سورة الفاتحة مخافة التطويل وثقل الكتاب، يقول في "السبعة":
"قال أبو بكر: استطلت ذكر العلل بعد هذه
1 المدخل والتمهيد للدكتور/ عبد الفتاح شلبي ص105-107 باختصار وتصرف.