الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسًا: الإمام عاصم الكوفي
"ت127هـ"
- اسمه ونسبه وشهرته:
هو عاصم ابن بهدلة أبي النَّجُود الكوفي الحناط الأسدي بالولاء.
وكنيته: أبو بكر، ويقال: أبو النجود اسم أبيه، وبهدلة اسم أمه.
وقيل: اسم أبي النجود عبد الله.
- تاريخ ولادته ووفاته:
لم تتعرض كتب التراجم -التي بين يدي- لتارخ ولادته.
أما وفاته فقيل: توفي بالكوفة، وقيل: بطريقة الشام في آخر سنة 127هـ، وقيل: سنة 128هـ، وقيل: 129هـ، وقيل غير ذلك، والأول أصح.
- شيوخه:
قرأ على كثيرين؛ منهم:
1-
أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي "ت74هـ".
2-
أبو مريم زر بن حبيش الأسدي "ت82هـ".
3-
أبو عمرو سعد بن إلياس الشيباني "ت96هـ" أو نحوها.
كما روى عن أبي رمثة رفاعة بن يثربي التميمي والحارث بن حسان البكري -وكانت لهما صحبة- وقرأ كذلك على أنس
ابن مالك وغيره.
- تلامذته:
روى القراءة عنه خَلْقٌ لا يحصون؛ منهم:
1-
أبان بن تغلب "ت141هـ".
2-
حماد بن سلمة "ت167هـ".
3-
سليمان بن مهران الأعمش "ت147هـ".
4-
أبو بكر شعبة بن عياش "ت193هـ".
5-
أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة "ت180هـ".
كما روى حروف القرآن عنه كل من: أبي عمرو بن العلاء، وحمزة بن حبيب الزيات، وهارون بن موسى الأعور، وغيرهم.
- مناقبه ومآثره:
كان رحمه الله شيخ الإقراء بالكوفة، وقد انتهت إليه رئاسة الإقراء بها، بعد موت أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه، جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن.
قال أبو إسحاق السبيعي: ما رأيت أحدًا أقرأ للقرآن من عاصم.
وكان رحمه الله فصيحًا، إذا تكلم كاد يدخله خيلاء.
قال ابن عياش: قال لي عاصم: مرضت سنتين، فلما قمت
قرأت القرآن فما أخطأت حرفًا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم ابن بهدلة، فقال: رجل صالح خير ثقة، فسألته: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم.
قال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش وعاصم وأبو حسين سواء كلهم لا يبصرون، وجاء رجل يقود عاصمًا فوقع وقعة شديدة، فما كرهه ولا قال له شيئًا.
وقال أبو بكر: دخلت على عاصم -وقد احتضر- فجعلت أسمعه يردد هذه الآية يحققها كأنه يصلي: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ
…
} 1 فعلمت أن القراءة منه سجية2.
- أشهر رواته:
اشتهرت قراءته بروايتي: شعبة وحفص، وهما من تلامذته.
1-
شعبة "94-193هـ":
هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الحناط الكوفي الأسدي الكاهلي النهشلي، اختلف في اسمه على ثلاثة
1 الأنعام: 62.
2 راجع: غاية النهاية 1/ 346-349، ومعرفة القراء الكبار 1/ 88-94، والإقناع 1/ 115، والنشر 1/ 155، والأعلام 3/ 248، والسبعة ص69-71.
عشر قولًا، أصحها شعبة، وكان مولى.
ولد سنة 94هـ، وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة 193هـ، وفي هذا الشهر مات هارون الرشيد بطوس، عاش نحو تسع وتسعين سنة، وقطع عن الإقراء قبل موته بسنوات، روى عن عاصم، وعرض عليه القرآن ثلاث مرات وعلى عطاء بن السائب وأسلم المنقري، وعرض عليه أبو يوسف الأعشى، ويحيى بن محمد العليمي، وغيرهم.
وروى عنه الحروف سماعًا كثيرون؛ منهم: علي الكسائي، ويحيى بن آدم، وخلاد الصيرفي، وغيرهم، كما روى عنه: ابن المبارك مع تقدمه، وأبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
كان رحمه الله أمامًا كبيرًا عالمًا عاملًا، من أئمة السنة، ثقة.
قال رحمه الله: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله، لا نجالسه ولا نكلمه.
قال ابن معين والنخعي: لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة. قال الذهبي: كان سيدًا إمامًا حجة، كثير العلم والعمل، منقطع القرين.
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: الخلق أربعة: معذور ومخبور ومجبور ومثبور، فالمعذور:
البهائم، والمخبور: ابن آدم، والمجبور: الملائكة، والمثبور: الجن1.
قال ابن الجزري: ولما حضرته الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيكِ؟ انظري تلك الزاوية، فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة، قال أبو بكر: تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم، وقال: تعلمت من عاصم خمسًا خمسًا، وقال: الدخول في العلم سهل، والخروج منه إلى الله شديد2.
2-
حفص "90-180هـ":
هو أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي البزاز الغاضري، ويعرف بحفيص.
كان أعلم أصحاب عاصم بقراءته، أخذ القراءة عرضًا وسماعًا وتلقينًا عن عاصم، وكان ربيبَه -ابنَ زوجته- وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوةً، نزل بغداد فأقرأ بها، وجاور مكة فأقرأ بها أيضًا.
قال ابن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية حفص بن سليمان.
1 معرفة القراء الكبار 1/ 136.
2 راجع: غاية النهاية 1/ 325-327، ومعرفة القراء الكبار 1/ 134-138، والإقناع 1/ 116.
كان ثقة في الإقراء ثبتًا ضابطًا لها، أقرأ الناس دهرًا.
قال حفص: قلت لعاصم: أبو بكر يخالفني؟ فقال: أقرأتك بما أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قال ابن مجاهد: بينه -يعني حفص- وبين أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرين حرفًا في المشهور عنهما.
وذكر حفص أنه لم يخالف عاصمًا في شيء من قراءته إلا في حرف.
روى الحديث عن علقمة بن مرثد، وثابت البناني، وأبي إسحاق السبعي، وليث بن أبي سليم، وغيرهم، وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا كثيرون؛ منهم: حسين بن محمد المروزي، وسليمان بن داود الزهراني، وعمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وغيرهم كثيرون.
ولد سنة 90هـ، وتوفي سنة 180 هـ على الصحيح1.
1 راجع: معرفة القراء الكبار 1/ 140، 141، وغاية النهاية 1/ 254، والإقناع 1/ 117.