الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري كذلك1.
وقد اختصره من كتابه السابق "نهاية الدرايات"، وجَمَعَ فيه ما في كتابي الداني والذهبي، وزاد عليهما كثيرًا2، وقد رتب تراجم القراء فيه حسب ترتيب الأسماء بالحروف الأبجدية.
1 طبع في مجلدين عام 1351هـ بعناية المستشرق/ ج. برجستراسر.
2 انظر: "غاية النهاية" 1/ 3.
الاحتجاج النحوي واللغوي
الاحتجاج للأصول
…
2-
الاحتجاج النحوي واللغوي:
إذا أطلق "الاحتجاج" فهو ينصرف إلى هذا القسم منه.
ويشمل الخلافات: الأصولية، والفرشية.
أ- الاحتجاج للأصول:
سبق أن ذكرنا: أن الأصول الدائرة على اختلاف القراءات سبعة وثلاثون أصلًا3 حسبما تضمنتها "الشاطبية" و"الدرة".
وتفصيلها كالآتي:
الإظهار، والإدغام، والإخفاء، والإقلاب، والصلة، والمد، والقصر، والتوسط، والإشباع، والتحقيق، والتسهيل،
1 طبع في مجلدين عام 1351هـ بعناية المستشرق/ ج. برجستراسر.
2 انظر: "غاية النهاية" 1/ 3.
3 راجع ص15 من هذا الكتاب.
والإبدال، والإسقاط، والنقل، والتخفيف، والحذف، والفتح، والتقليل، والإمالة، والترقيق، والتفخيم، والتغليظ، والاختلاس، والإحفاء، والتتميم، والإرسال، والتشديد، والتثقيل، والوقف، والسكت، والقطع، والإسكان، والروم، والإشمام، وياءات الإضافة، وياءات الزوائد1.
وأغلب هذه الأصول يرجع الاختلاف فيها إلى وجوده في اللغة العربية وثبوته من حيث القراءة.
وفيما يلي نذكر نماذج من التوجيهات لبعض هذه الأصول:
1-
الإظهار والإدغام:
الإظهار: لغة: الإبانة والإيضاح.
واصطلاحًا: فصل الحرف الأول من الحرف الثاني من غير سكت عليه.
أو يقال: هو عبارة عن النطق بالحرفين، كل واحد منهما على صورته، موفّى صفته، مخلصًا إلى كمال بنيته.
والإدغام: لغة: الإدخال والستر، يقال: أدغمت اللجام في فم الفرس؛ أي: أدخلته فيه.
واصطلاحًا: النطق بالحرفين حرفًا كالثاني مشددًا.
1 راجع: "الإضاءة في بيان أصول القراءة" للشيخ علي محمد الضباع ص12.
والإظهار والإدغام لغتان واردتان عن العرب.
والإظهار هو الأصل؛ لعدم احتياجه إلى سبب، ولأنه هو الأكثر في الحروف، ولأن فيه إعطاء كل حرف حقه من إعرابه وحركة بنيته التي استحقها، والإدغام متوقف على سبب؛ وهو إرادة التخفيف، ولأن اللسان إذا لفظ بالحرف من مخرجه ثم عاد مرة أخرى للمخرج بعينه ليلفظ بحرف آخر مثله صعب عليه.
وشبَّهه النحويون بمشي المقيد؛ لأنه يرفع رجلًا ثم يعيدها إلى موضعها أو قريب منه.
وشبهه بعضهم بإعادة الحديث مرتين، وذلك ثقيل على السامع؛ ولذلك ورد الإدغام عن أبي عمرو بن العلاء كثيرًا، وقال: الإدغام كلام العرب الذي يجري على ألسنتها ولا يُحسنون غيره، ومن شواهد الإدغام في كلام العرب قول الشاعر:
عشية تمنى أن تكون حمامة
…
بمكة يغشاها الشتا والمحرم1
1 كذا في "الإضاءة" ص14، وفي "طلائع البشر" ص8: يؤويك الستار المحرم، وكذا في "قلائد الفكر" ص5.
ولا ينتظم البيت إلا بإدغام التاءين من "عشية تمنى"1.
2-
المد والقصر:
"المد" لغة: الزيادة، ومنه:{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ} 2 أي: يزدكم.
واصطلاحًا: إطالة زمن صوت حرف المد أو اللين عند ملاقاة همز أو سكون.
"والقصر" لغة: الحبس، ومنه:{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} 3 أي: محبوسات فيها.
واصطلاحًا: إثبات حرف المد أو اللين من غير زيادة عليه.
والقصر هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب، والمد فرع عنه لاحتياجه إلى سبب.
- فوجه المد: الاستعانة على النطق بالهمز محققًا، وبيانًا لحرف المد خوفًا من سقوطه عند الإسراع لخفائه وصعوبة الهمزة بعده -لأنه من حروف الشدة- فزيد في حرف المد ليظهر، ولئلا يزداد خفاءً بملاصقته للهمز الذي هو حرف قوي شديد.
- ووجه القصر: بقاء الحرف على أصله من غير زيادة عليه؛ لأن الهمز الواقع بعده لما كان بصدد الزوال في حالة الوقف
1 راجع: "الإضاءة" ص12-14، و"طلائع البشر" ص7، 8.
2 آل عمران: 125.
3 الرحمن: 72.
-كما في المد المنفصل- لم يعطَ في حالة الوصل حكمًا1.
3-
الفتح والإمالة:
الفتح:
عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف، وليس المراد منه فتح الحرف؛ لأن الألف لا تقبل الحركة2، وقد يعبر عنه بـ"التفخيم" أو بـ"الفغر".
والإمالة:
لغة:
التعويج، تقول: أملت الرمح؛ أي: عوجته.
واصطلاحًا:
أن تنحوَ بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء.
وتنقسم إلى قسمين:
أ- الكبرى: ويقال لها: "الإضجاع" أو "البطح" أو "الإمالة المحضة"، وهي المراد عند الإطلاق؛ كإمالة حمزة والكسائي في نحو:"قلى"، "الأولى"، "فترضى" من رءوس آي سورة الضحى.
ومنها: إمالة حفص في "مجريها"3.
ب- الصغرى: ويقال لها: "التقليل" أو "بين بين".
1 راجع للتفصيل: "طلائع البشر" لمحمد الصادق قمحاوي ص9، والإضاءة ص17 وما بعدها.
2 راجع: "إتحاف فضلاء البشر" 1/ 247.
3 هود: 41.
أو "بين اللفظين".
أي: بين لفظ الفتح ولفظ الإمالة، كما في رواية الإمام ورش، وقراءة الإمام أبي عمرو، ورواية دوري الكسائي.
وتوجيه الفتح والإمالة: أنهما لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن الكريم، الفتح لغة أهل الحجاز، والإمالة "بنوعيها" لغة عامة أهل نجد من تميم وقيس وأسد.
وهل الأصل هو الفتح والإمالة فرع عنه، أو العكس، أو هما أصلان؟
خلاف بين العلماء في ذلك.
وللإمالة أسباب كثيرة ذُكرت في مواضعها من كتب القراءات.
وفائدته: سهولة اللفظ بالحرف؛ لأن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف من الارتفاع1.
1 راجع: الإضاءة ص35-38، وطلائع البشر ص14، 15.