الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثًا: الإمام أبو عمرو البصري
"68-154هـ"
- اسمه ونسبه وشهرته:
هو أبو عمرو زبَّان بن العلاء بن عمار بن العريان المازني التميمي البصري، واختلف في أصله: هل هو من بني العنبر، أو من بني حنيفة، أو أنه فارسي الأصل من مدينة كارزون؟ والصحيح أنه تميمي.
كما اختلف في اسمه على أكثر من عشرين قولًا، بعضها تصحيف من بعض، وأكثر الحفاظ على أنه: زبَّان بالزاء والباء.
وصحف ابن الجزري من قال: ربان أو ريان.
- تاريخ ولادته ووفاته:
اختلف في تاريخ ولادته ووفاته على أقوال، وأصحها أنه ولد في سنة 68هـ بمكة، وتوفي بالكوفة سنة 154هـ.
- شيوخه:
قرأ على خلق كثير في: مكة، والمدينة، والكوفة، والبصرة، وهو أكثر القراء شيوخًا؛ ومن أشهرهم:
1-
أبو جعفر يزيد بن القعقاع -أحد القراء العشرة- "ت128هـ".
2-
شيبة بن نصاح "ت130هـ".
3-
نافع بن أبي نعيم -أحد القراء السبعة- "ت169هـ".
4-
عبد الله بن كثير - أحد القراء السبعة- "ت120هـ".
5-
الحسن البصري -أحد قراء الشواذ- "ت110هـ".
6-
عاصم بن أبي النجود -أحد القراء السبعة- "ت127هـ".
7-
محمد بن عبد الرحمن بن محيصن -أحد قراء الشواذ- "ت123هـ".
- تلامذته:
تلقى القراءة عليه خلق لا يحصون كثرة؛ ومن أشهرهم:
1-
سلام بن سليمان الطويل "ت171هـ".
2-
شجاع بن أبي نصر البلخي "ت190هـ".
3-
عبد الله بن المبارك بن واضح "ت181هـ".
4-
أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري "ت215هـ".
5-
يونس بن حبيب البصري "ت185هـ".
6-
أبو عبيدة معمر بن المثنى "ت210هـ".
7-
عبد الملك بن قريب الأصمعي "ت216هـ".
8-
هارون بن موسى الأعور، توفي قبل 200هـ.
9-
يحيى بن المبارك اليزيدي -أحد قراء الشواذ- "ت202هـ".
10-
سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر "ت180هـ".
- مناقبه ومآثره:
كان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة
والزهد.
قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت، لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا وكذا
…
وقال أبو عبيدة: كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها، وتفرد للعبادة وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث.
روى عن الأخنس أنه قال: مر الحسن "البصري" بأبي عمرو وحلقته متوافرة، والناس عكوف، فقال: مَن هذا؟ فقالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، كادت العلماء أن تكون أربابًا، كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يئول.
قال ابن مجاهد: وحدثونا عن وهب بن جرير، قال: قال لي شعبة: تمسك بقراءة أبي عمرو؛ فإنها ستصير للناس إسنادًا.
قال ابن الجزري: وقد صح ما قاله شبعة رحمه الله فالقراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو، فلا تكاد تجد أحدًا يلقن القرآن إلى على حرفه خاصة في الفرش
…
وقال ابن الجزري -بعدما ذكر تحول أهل الشام من قراءة ابن عامر إلى قراءة أبي عمرو: وأنا أعد ذلك من
كرامات شعبة.
لما توفي أبو عمرو جاء يونس بن حبيب إلى أولاده يعزيهم، فقال: نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبهًا له آخر الزمان، والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهادًا، والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه1.
- أشهر رواته:
اشتهرت قراءته بروايتي: الدوري والسوسي، وهما ليسا من تلامذته2.
1-
الدوري "ت246هـ":
هو أبو عمرو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي، الدوري النحوي، الضرير، نزيل سامراء، و"الدور" محلة بالجانب الشرقي ببغداد، كان إمام القراءة وشيخ الناس في زمانه، ثقة، ثبتًا، ضابطًا، وهو أول من جمع القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة
1 راجع: غاية النهاية 1/ 288-292، والنشر 1-134، ومعرفة القراء الكبار 1/ 100-105، والأعلام 3/ 41، والإقناع 1/ 93، 94، والسبعة ص79-85.
2 وقد عدَّهما الدكتور/ محمد سالم محيسن -في كتابه "في رحاب القرآن الكريم 1/ 307"- ممن تلقى القراءة على أبي عمرو، ولعل ذلك سهو منه. راجع: النشر 1/ 133.
وبالشواذ.
قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع، وقرأ أيضًا عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر، وقرأ على سليم ومحمد بن سعدان عن حمزة، وعلى الكسائي لنفسه، ولأبي بكر عن عاصم، وعلى يحيى بن المبارك اليزيدي، وشجاع بن أبي نصر البلخي، وغيرهم.
وقرأ عليه كثيرون؛ منهم: علي بن سليم الدوري، وعلي بن الحسين الفارسي، وعمر بن أحمد الكاغذي، والقاسم بن زكريا المطرز، وابنه محمد بن حفص الدوري، وغيرهم.
قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمرو الدوري.
وقال أحمد بن فرح المفسر: سألت الدوري: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق.
قال الزركلي: له كتاب "ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن" و"قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" مخطوط في الظاهرية، و"أجزاء القرآن"1.
1 الأعلام 2/ 264.
توفي برنبوية من قرى "الري" في شوال سنة 246هـ1.
2-
السوسي "173-261هـ":
هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل، السوسي، نسبة إلى "السوس" كورة بالأهواز.
كان رحمه الله ضابطًا، محررًا، ثقة.
أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن أبي محمد اليزيدي -وهو من أجل أصحابه- وقرأ على حفص عن عاصم.
وأخذ القراءة عنه جماعة؛ منهم: ابنه أبو المعصوم محمد، وموسى بن جرير النحوي، وإسماعيل بن يعقوب، وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ، وغيره.
ولد في سنة 173هـ، وتوفي بالرقة أول سنة 261هـ وقد قارب السبعين2.
1 راجع: غاية النهاية 1/ 255، 256، والنشر 1/ 134، ومعرفة القراء الكبار 1/ 87، والأعلام 2/ 264، والإقناع 1/ 94.
2 راجع: غاية النهاية 1/ 332، 333، والنشر 1/ 134، والأعلام 3/ 191، ومعرفة القراء الكبار 1/ 193، والإقناع 1/ 95.