الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنواع الوقف عمومًا:
الوقف ثلاثة أنواع:
1-
وقف الفقهاء.
2-
وقف النحويين.
3-
وقف القراء.
1-
وقف الفقهاء:
هو حَبْسُ مال أو عِقَار أو أي شيء يمكن الانتفاع به لجهة معينة.
ودليل مشروعيته قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
…
} 1.
2-
وقف النحويين:
هو قطع النطق عند آخر الكلمة، والوقف عليها بصورة معينة؛ نحو قولك:"رأيت زيدًا" فتقف وتقول: رأيت زيدًا، أو زيدَ، أو زيدْ.
1 آل عمران: 92.
2-
وقف القراء:
وهو المقصود هنا، وقد سبق تعريفه لغة واصطلاحًا.
وينقسم إلى أربعة أقسام:
1-
اضطراري:
وهو ما يعرض للقارئ بسبب ضيق نَفَس ونحوه كعجز ونسيان، فله أن يقف على أي كلمة شاء؛ لكن يجب الابتداء بالكلمة الموقوف عليها إن صح الابتداء بها، نحو:{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} فإن وقف على "هدى" لا يبتدئ بها، بل يبتدئ بـ"على هدى
…
".
2-
انتظاري:
وهو أن يقف على مقطعة معينة من الجملة التامة؛ ليعطف عليها وجهًا آخر لقارئ نفسه، أو لراوٍ آخر من راويي قارئ واحد، فيكمل بقية الآية، وذلك عند جمع القراءات والروايات.
3-
اختباري:
وهو ما يتعلق بالرسم لبيان المقطوع والموصول، والثابت والمحذوف ونحوه، ولا يُوقف عليه إلا لحاجة؛ كسؤال ممتحن، أو تعليم مبتدئ لكيفية الوقف؛ كالوقف على التاء المجرورة أو المربوطة "سنت الله - سنة الله"، فيوقف على المجرورة بإثباتها، وعلى المربوطة بإبدالها هاءً.
4-
اختياري:
وهو ما يقصده القارئ لذاته من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة، وهو على أربعة أقسام: التام، الكافي، الحسن، القبيح.
والأخير يذكر كتتمة للأقسام ليعرفه القارئ فيتحرز منه.
1-
التام:
هو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده، لا لفظًا ولا معنًى، وأكثر ما يوجد هذا النوع في رءوس الآي، وعند انقضاء القصص واختتام السور؛ كالوقف على:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، {وَلا الضَّالِّينَ} .
وقد يكون قبل انقضاء الآية، نحو:{وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} وقد يكون في وسط الآية، نحو:{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} .
حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده.
2-
الكافي:
هو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنًى لا لفظًا.
كالوقف على: {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} .
وقد يتفاضل هذا النوع من الوقف في الكفاية؛ فالوقف على {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} كافٍ، وعلى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} أكفي منه، وعلى {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} أكفي منهما.
حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده.
3-
الحسن:
هو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده لفظًا ومعنًى؛ كالوقف على {الْحَمْدُ لِلَّهِ} من بداية الفاتحة، أو على {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} .
حكمه:
إن كان رأس آية، نحو:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} أو نحو: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده؛ بل هو سُنة، كما ذكر في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية.
وإن لم يكن رأس آية، نحو:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} فيجوز الوقف عليه، ولا يجوز البدء بما بعده؛ بل عليه أن يعيد من بداية الجملة ويصلها بما بعدها.
وكذلك لا يحسن الابتداء بكل تابع دون متبوعه.
4-
القبيح:
هو الوقف على ما لم يتم معناه، وتعلق بما بعده لفظًا ومعنًى.
كالوقف على المضاف دون المضاف إليه، والمبتدأ دون الخبر، أو الفعل دون فاعله؛ كالوقف على "الحمد" من {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ، أو على "بسم" من {بِسْمِ اللَّهِ
…
} ، أو على "رب" من {رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
وهكذا كل ما لم يُفهم منه معنى.
حكمه:
لا يجوز تعمده إلا لضرورة؛ كانقطاع نَفَس أو عطاس أو نحو ذلك، وكذلك لا يجوز الابتداء ما بعده؛ بل بما قبله حتمًا.
-وأقبح القبيح:
الوقف والابتداء الموهمان خلاف المعنى المراد؛ كالوقف على "لا يستحيي" من {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا
…
} أو الوقف على "لا إله" من {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} .
فمن وقف على مثل ذلك اختيارًا كان آثمًا، ومن تعمد معناه كان خارجًا عن الإسلام، والعياذ بالله.
ملاحظة:
الوقف في ذاته لا يوصف بوجوب ولا حرمة، ولا يوجد في القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه، ولا حرام يأثم بفعله؛ إنما يتصف بالوجوب أو الحرمة حسب ما يعرض له من قصد إيهام خلاف المراد.
قال الإمام ابن الجزري:
وليس في القرآن من وقف وجب
…
ولا حرام غير ما له سبب1
وقف المتكلف:
قد يتكلف البعض من القراء والمعربين في الوقف؛ فيخترع أنواعًا من الوقف يأباها سياق كتاب الله العزيز.
1 المقدمة، البيت رقم:78.