الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مآخذ على الأقوال في الأوجه:
أ- لقد اتفق الجميع على أن الأوجه تنحصر في سبعة؛ إلا أنهم اختلفوا في تعيينها.
ب- انفرد الرازي بذكر اختلاف اللهجات ضمن الأوجه، وقد أهملها ابن قتيبة وتبعه الباقلاني في ذلك. ولم يذكر السجستاني إلا بعض الخلافات الأصولية في الوجه السابع، أما ابن الجزري فلا يراها من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ والمعنى، ويقول: ولئن فرض فيكون من الأول1.
رغم أن الخلافات الأصولية في أحرف القرآن شيء كثير.
ج- استشهدوا للتمثيل ببعض هذه الأوجه بالقراءات الشاذة أو الضعيفة أو المنكرة.
د- الحكمة من تعدد الأحرف: رفع الحرج والمشقة من الأمة الأمية، والأنواع التي ذكروها معظمها يتعلق بالخط والكتابة، ولا يدركها إلا المحققون من خواص العلماء، فكيف يكون اليسر فيها للأمة التي لا تعرف الكتابة ولا القراءة؟!
هـ- تكلفوا كثيرًا في محاولتهم لحصر الأوجه في سبعة؛ بحيث يمكننا أن نقول: إن الأوجه في نفسها شيء، والأنواع التي ذكروها شيء آخر مغاير لها.
1 النشر 1/ 27.
ز- من الممكن أن نرجع تلك الأنواع السبعة إلى ثلاثة كما فعل ابن الجزري1:
1-
اختلاف اللفظ والمعنى واحد:
نحو: "الصراط" و"القدس" مما يطلق عليه أنه لغات فقط، فقد تقرأ "الصراط" بالصاد والسين والإشمام، وتقرأ "القدس" بضم الدال وإسكانها.
2-
اختلاف اللفظ والمعنى مع جواز اجتماعهما في شيء واحد:
نحو: {كَيْفَ نُنْشِزُهَا} 2 بالراء والزاء.
والإنشار -كما قال ابن قتيبة- الإحياء، والإنشاز: هو التحريك للنقل، والحياة حركة، فلا فرق بينهما3.
3-
اختلاف اللفظ والمعنى وعدم اجتماعهما في شيء واحد؛ إلا أنه اختلاف تنوع وتغاير لا تضاد وتناقض:
نحو: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} 4 بالتشديد والتخفيف.
و"الظن" على قراءة التشديد بمعنى "اليقين"،
1 النشر 1/ 49، 50، وتبعه القسطلاني في لطائفه 1/ 37، 38.
2 البقرة: 259.
3 تأويل مشكل القرآن ص41.
4 يوسف: 110.
والضمائر الثلاثة للرسل، فيكون المعنى: وتيقن الرسل أن أقوامهم قد كذَّبوهم في رسالاتهم.
و"الظن" على قراءة التخفيف بمعنى "الشك"، والضمائر الثلاثة للمرسَل إليهم؛ أي: وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كَذَبوهم فيما أمروهم به.
فعلى هذا لا تضاد ولا تناقض وإن امتنع اجتماعهما في شيء واحد1.
1 اقرأ للمآخذ على هذه الأقوال: مقال الدكتور/ عبد العزيز القارئ، حول حديث "الأحرف السبعة" وصلتها بالقراءات ص72-76، وكتاب "الأحرف السبعة" للدكتور/ حسن ضياء الدين عتر، ص166، 167.