الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سابعًا: الإمام علي الكسائي
"119-189هـ"
- اسمه ونسبه وشهرته:
هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي ولاءً، الكوفي، النحوي، فارسي الأصل، من سواد العراق، الملقب بالكسائي.
وفي شهرته بـ"الكسائي" ثلاثة أقوال:
1-
سأله عنه عبد الرحيم بن موسى، فقال: لأني أحرمت في كسائي.
2-
قيل: لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة، فيقول حمزة: أعرضوا على صاحب الكساء، فسمي الكسائي بذلك.
3-
وقيل: لأنه من "باكسايا" قرية من السواد بين بغداد وواسط.
قال ابن الجزري: والأول أصحها، والآخر أضعفها1.
- تاريخ ولادته ووفاته:
قال الذهبي: ولد في حدود سنة 120هـ2.
وتوفي بـ"رنبويه" -قرية من قرى الري- في رحلته مع هارون الرشيد إلى "خراسان" سنة 189هـ، وتوفي معه في تلك القرية محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة،
1 غاية النهاية 1/ 539.
2 معرفة القراء الكبار 1/ 120.
فدفنا بها، فقال الرشيد: اليوم دفنت الفقه والنحو برنبويه.
- شيوخه:
تلقى القراءات عن كثيرين؛ منهم:
1-
حمزة بن حبيب الزيات الكوفي "ت156هـ".
2-
محمد بن أبي ليلى "ت148هـ".
3-
عيسى بن عمر الهمداني.
وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش، وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر، ورحل إلى البصرة فأخذ اللغة عن الخليل بن أحمد الفراهيدي.
- تلاميذه:
تلقى القرآن والقراءات عنه كثيرون؛ منهم:
1-
أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي "ت240هـ".
2-
حفص بن عمر الدوري "ت246هـ".
3-
أبو عبيد القاسم بن سلام "ت224هـ".
4-
قتيبة بن مهران الأصبهاني "ت202هـ".
5-
ابن ذكوان "ت242هـ".
6-
يحيى بن آدم "ت203هـ".
7-
خلف بن هشام البزار "ت229هـ".
8-
يحيى بن زياد الفراء "ت207هـ".
وروى الحروف عنه: يعقوب الحضرمي -أحد القراء
العشرة- وغيره.
- مناقبه ومآثره:
انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، وكان رحمه الله صادق اللهجة، واسع العلم بالقرآن والعربية والغريب، ومؤسس المدرسة النحوية بالكوفة، وعمدة نحويها ومرجعهم.
قال الشافعي: مَن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.
وقال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن.
وقال أبو عبيدة: كان الكسائي يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضًا، وكان من أهل القراءة، وهي كانت علمه وصناعته، ولم يجالس أحدًا كان أضبط ولا أقوم بها منه. قال ابن مجاهد: فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة، وكان إمام الناس في القراءة في عصره، وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم.
وكان الناس يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم
يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ، وكان يختم ختمتين في شعبان من قراءته على الناس.
وقد ألف كتبًا كثيرة في اللغة والنحو والقراءة؛ منها: معاني القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله، وكتاب الحروف، وكتاب الهاءات، والمتشابه في القرآن، وكان رحمه الله مؤدب الرشيد وولده محمد الأمين، وكان بذلك نال ما لم ينله أحد من الجاه والمال والإكرام، وحصل له رياسة العلم والدنيا.
وكان فيه دعابة، فقد قيل له: لم لا تهمز "الذيب"؟ قال: أخاف أن يأكلني.
وقد رثاه يحيى اليزيدي بأبيات رائعة؛ منها:
تصَّرمت الدنيا فليس خلود
…
وما قد ترى من بهجة فيبيد
لكل امرئ كأس من الموت مُترعٌ
…
وما إن لنا إلا عليه ورود
ألم ترَ شيبًا شاملًا ينذر البلى
…
وإن الشباب الغصَّ ليس يعود
سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت
…
فكن مستعدًّا فالفناء عتيد1
- أشهر رواته:
اشتهرت قراءة الإمام الكسائي بروايتي: أبي الحارث والدوري، وهما من تلاميذه.
1-
أبو الحارث "ت240هـ":
هو الليث بن خالد البغدادي.
ثقة، حاذق، ضابط.
أخذ القراءة عرضًا عن الكسائي -وهو من جلة أصحابه- وروى الحروف عن: حمزة بن القاسم الأحول، وعن يحيى اليزيدي، وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا: سلمة بن عاصم -صاحب الفراء- ومحمد بن يحيى "الكسائي الصغير" والفضل بن شاذان، ويعقوب بن أحمد التركماني.
توفي سنة 240هـ2.
1 راجع: معرفة القراء الكبار 1/ 120-128، وغاية النهاية 1/ 535-540، والإقناع 1/ 138 وما بعدها، والنشر 1/ 167 وما بعدها، والسبعة 78، 79، والأعلام 4/ 283.
2 غاية النهاية 2/ 34، والنشر 1/ 172، ومعرفة القراء الكبار 1/ 211، والإقناع 1/ 140.