الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادسًا: الإمام حمزة الزيات الكوفي
"80-156هـ"
- اسمه ونسبه وشهرته:
هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الكوفي التيمي ولاءً، وقيل: من صميمهم، ولقب بـ"الزيات" لأنه كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، كما كان يجلب الجبن والجوز من العراق إلى الكوفة.
- ولادته ووفاته:
ولد 80هـ، وأدرك الصحابة بالسن فيحتمل أن يكون رأى بعضهم.
وتوفي بحلوان العراق بموضع يقال له: باغ يوسف1 في خلافة أبي جعفر المنصور سنة 156هـ، وله ست وسبعون سنة.
- شيوخه:
أخذ القراءة عرضًا عن كثيرين؛ منهم:
1-
أبو حمزة حمران بن أعين "ت129هـ".
2-
أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي "ت132هـ".
3-
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى "ت148هـ".
4-
أبو محمد طلحة بن مصرف اليامي "ت112هـ".
5-
أبو عبد الله جعفر الصادق.
1 "باغ" بالفارسية بمعنى: البستان.
6-
سليمان بن مهران الأعمش "ت148هـ".
- تلامذته:
روى القراءة عنه أعلام مشهورون؛ منهم:
1-
إبراهيم بن أدهم.
2-
سليم بن عيسى بن سليم "ت188هـ".
3-
سفيان الثوري "ت161هـ".
4-
علي الكسائي "ت189هـ".
5-
يحيى بن زياد الفراء "ت217هـ".
6-
يحيى بن المبارك بن المغيرة "ت202هـ".
مناقبه ومآثره:
كان رحمه الله إمام الناس في القراءة بعد عاصم والأعمش، وكان حجة، ثقة، ثبتًا، قيمًا بكتاب الله، بصيرًا بالفرائض، عارفًا بالعربية، حافظًا للحديث، عابدًا خاشعًا، زاهدًا ورعًا، قانتًا لله، عديم النظير، أتقن القراءة وله خمس عشرة سنة، وأم الناس سنة مائة.
قال أبوحنيفة وسفيان الثوري ويحيى بن آدم: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.
وقال الثوري: ما قرأ حمزة حرفًا من كتاب الله إلا بأثر.
وقال عبيد الله بن موسى: كان حمزة يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما
بين الظهر إلى العصر، وما بين المغرب والعشاء، وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل يقول: هذا حَبْرُ القرآن1.
- أشهر رواته:
اشتهرت قراءته بروايتي: خلف وخلاد، وهما ليسا من تلامذته2.
1-
خلف البزار "150- 229هـ":
هو أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف البزار، الأسدي، البغددي، المقرئ، الصِّلْحي، من أهل فم الصلح.
ولد في رجب سنة 150هـ، وتوفي ببغداد وهو مختفٍ من الجهمية يوم السبت لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة 229هـ في خلافة الواثق بالله.
كان إمامًا في القراءة، علمًا بارزًا، ثبتًا عند أهل الحديث، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، كان زاهدًا، عابدًا، عالمًا.
1 راجع: غاية النهاية 1/ 261-263، ومعرفة القراء الكبار 1/ 111-118، والإقناع 1/ 125-137، والنشر 1/ 166، والأعلام 2/ 277، والسبعة 71-77.
2 وقد عدهما الدكتور/ محمد سالم محيسن -في كتابه "في رحاب القرآن الكريم 1/ 317"- ممن أخذ القراءة عن حمزة، وهو سهو منه. راجع: النشر 1/ 165.
قال ابن الجزري: روينا عنه أنه قال: أشكل عليَّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته، أو قال: عرفته. أخذ القراءة عرضًا عن سليم عن حمزة، وعن عبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة، وأبي زيد الأنصاري عن المفضل الضبي، وروى حرف نافع عن إسحاق المسيبي، وقراءة أبي بكر عن يحيى بن آدم، والكسائي، وقرأ على أبي يوسف الأعشى لعاصم، وسمع مالكًا وأبا عوانة وحماد بن زيد وغيرهم.
وروى القراءة عنه عرضًا وسماعًا: أحمد بن إبراهيم ورَّاقُه، وأخوه إسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن يزيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم الحداد. وروى الحديث عنه: أحمد بن حنبل، وغيره من الأئمة.
وله اختيار في القراءة خالف فيه حمزة في مائة وعشرين حرفًا؛ ومن ثَمَّ عد من القراء العشرة1.
2-
خلاد الصيرفي "ت220هـ":
هو أبو عيسى خلاد بن خالد الشيباني بالولاء، الصيرفي، الكوفي.
وهو غير خلاد بن عيسى الكوفي من كبار أصحاب حمزة ومن
1 راجع: غاية النهاية 1/ 273، 274، ومعرفة القراء الكبار 1/ 208-210، والإقناع 1/ 126.
المكثرين عنه1.
كما أنه غير خلاد بن خالد الأحول الكوفي من جلة أصحاب حمزة2.
والصيرفي لم يعرض على حمزة ولم يأخذ عنه؛ وإنما اشتهر بالرواية عنه؛ حيث أخذ القراءة عرضًا عن سليم -وهو من أضبط أصحابه وأجلهم- وروى القراءة عن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم، وروى القراءة عنه عرضًا: أحمد بن يزيد الحلواني، وإبراهيم بن علي القصار، وسليمان بن عبد الرحمن الطلحي، والقاسم بن يزيد الوزان -وهو من أنبل أصحابه- ومحمد بن شاذان الجوهري -وهو من أضبطهم- ومحمد بن عيسى الأصبهاني.
كان رحمه الله إمامًا في القراءة، ثقة، عارفًا، محققًا، أستاذًا.
تُوفي بالكوفة سنة 220هـ3.
1 انظر: غاية النهاية 1/ 274، السبعة ص98، والإقناع 1/ 133، 134.
2 المرجع السابق.
3 راجع: معرفة القراء الكبار 1/ 210، وقد خلط بين الصيرفي والأحول. وراجع: غاية النهاية 1/ 274، 275.