الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الركن الثاني: صفات الحروف
قال ابن الجزري: "كل حرف شارك غيره في مخرج فإنه لا يمتاز عن مشاركه إلا بالصفات
…
"1.
تعريف الصفات:
الصفات جمع: صفة، وهي لغة: ما قامت بالغير.
واصطلاحًا: كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج.
والصفات تنقسم إلى قسمين:
1-
اللازمة:
وهي التي تلازم الحروف ولا تفارقها في حال من الأحوال.
وتسمى "الذاتية" كذلك.
2-
العارضة:
وهي التي يتصف بها بعض الحروف في بعض الحالات لسبب من الأسباب، وتفارقها في بعض الحالات لسبب من الأسباب.
أولًا: الصفات اللازمة
وهي تنقسم إلى قسمين:
1-
المتضادة:
وهي عشر صفات.
1 النشر 1/ 214.
2-
غير المتضادة: وهي -عند الجمهور- سبع، وقد أضاف إليها ابن الجزري صفات أخرى؛ من أهمها الغنة.
الصفات اللازمة المتضادة:
1-
الهمس: لغة: الخفاء.
واصطلاحًا: جريان النفَس عند النطق بالحرف لضعف اعتماده على المخرج، وحروفها عشرة، جُمعت في: سكت فحثه شخص.
2-
الجهر: وهي ضد الهمس.
لغة: الإعلان.
واصطلاحًا: انحباس النفَس عند النطق بالحرف لقوة اعتماده على المخرج، وحروفها ما عدا حروف الهمس، وقد جُمعت في:"عظم وزن قارئ ذي غض جد طلب".
3-
الشدة: لغة: القوة.
واصطلاحًا: انحباس الصوت عند النطق بالحرف لقوة اعتماده على المخرج، وحروفها ثمانية، جُمعت في: أجد قط بكت.
- التوسط: لغة: الاعتدال، وهي ضد الشدة والرخاوة.
واصطلاحًا: اعتدال الصوت بعدم انحباسه -كما في الشدة- وعدم جريانه -كما في الرخاوة- وحروفها خمسة، جُمعت في: لن عمر.
4-
الرخاوة: لغة: اللين والسهولة، ضد الشدة.
واصطلاحًا: جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف اعتماده على المخرج، وحروفها ستة عشر، وهي ما عدا حروف الشدة والتوسط.
5-
الاستعلاء: لغة: الارتفاع.
واصطلاحًا: ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى، وحروفها سبعة، جُمعت في: خص ضغط قظ.
6-
الاستفال: لغة: الانخفاض.
واصطلاحًا: انخفاض اللسان إلى قاع الفم عند النطق بالحرف، وحروفها اثنان وعشرون، وهي ما عدا حروف الاستعلاء.
7-
الإطباق: لغة: الالتصاق.
واصطلاحًا: التصاق جزء من اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفها أربعة؛ وهي:"ص، ض، ط، ظ".
8-
الانفتاح: لغة: الافتراق.
واصطلاحًا: تباعد اللسان قليلًا عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفها خمسة وعشرون، وهي ما عدا حروف الإطباق.
9-
الإذلاق: لغة: حدة اللسان، من الذلاقة
بمعنى: الطرف.
واصطلاحًا: خفة الحرف بخروجه من ذلق اللسان أو الشفة، وحروفها ستة، جُمعت في: فر من لب.
10-
الإصمات: لغة: المنع.
واصطلاحًا: ثقل الحرف بخروجه من غير ذلق اللسان والشفة، وحروفها ثلاثة وعشرون، وهي ما عدا حروف الإذلاق.
والمقصود من هذه الصفة: منع اجتماع حروفها في أصول الكلمة الرباعية أو الخماسية، فإذا اجتمعت في كلمة مثل: عسجد، عسطوس، حُكم عليها بالشذوذ، أو أنها مستعربة، منها كلمة:{الْقِسْطَاسِ} 1.
الصفات اللازمة غير المتضادة:
وهي عند الجمهور سبع، وسنضيف إليها "الغنة"؛ لكونها صفة لازمة لا ضد لها2.
1-
الصفير: لغة: صوت حاد يشبه صوت الطائر.
1 الإسراء: 35، الشعراء: 182، قال مجاهد: القسطاس: العدل بالرومية، وقال سعيد بن جبير: القسطاس بلغة الروم: الميزان. انظر: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب للسيوطي ص: 104، 105، بتعليق سمير حسين حلبي.
2 راجع: هداية القارئ ص91، ونهاية القول المفيد ص59.
واصطلاحًا: صوت زائد يخرج من بين الشفتين عند النطق بحروف ثلاثة؛ وهي: الزاء، والسين، والصاد.
2-
القلقلة: لغة: التحريك والاضطراب.
واصطلاحًا: اضطراب الصوت في المخرج عند النطق بالحرف ساكنًا؛ بحيث تسمع له نبرة قوية، وحروفها خمسة، مجموعة في "قطب جد".
والقلقلة تنقسم إلى قسمين:
أ- الأصلية: وهي التي توجد في حروفها الخمسة حالة الحركة، وتكون ناقصة، نحو:{بَلْ طَبَعَ} وذلك لأن حروفها تتصف بصفتي: الجهر والشدة، فلاتصافها بالجهر ينحبس النفَس عند النطق بها، ولاتصافها بالشدة ينحبس الصوت عند النطق بها، فيحتاج إلى معاناة عند النطق بها، ومن ثَمَّ يحدث صوت زائد عند النطق بحرف منها فيجعلها شبيهة بالمتحركة.
ب- الفرعية: وهي التي توجد في حروفها الخمسة عند النطق بها ساكنة، وتكون كاملة.
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- القلقلة الصغرى: وهي أن يكون الحرف ساكنًا موصولًا -غير موقوف عليه- سواء كان في وسط الكلمة نحو: {حَبْلِ} ، أو كان في آخرها نحو:{لَمْ يَلِدْ} .
- القلقة الكبرى: وهي أن يكون الحرف ساكنًا موقوفًا عليه مخففًا، نحو:{الْفَلَقِ} .
- القلقلة الأقوى: وهي أن يكون الحرف ساكنًا موقوفًا عليه مشددًا، نحو:{وَتَبَّ} .
ملاحظة: الراجح في كيفية النطق بالحرف المقلقل أن يكون مائلًا إلى الفتحة1.
3-
اللين: لغة: السهولة.
واصطلاحًا: إخراج الحرف في لين وعدم كلفة، ولها حرفان؛ وهما: الهواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، نحو:{الْبَيْتِ} و {خَوْفٍ} .
4-
الانحراف: لغة: الميل.
واصطلاحًا: ميل الحرف عند خروجه إلى مخرج غيره، ولها حرفان؛ وهما: اللام والراء.
5-
التكرير: لغة: إعادة الشيء أكثر من مرة.
واصطلاحًا: ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف، ولها حرف واحد؛ وهو الراء.
والمقصود من هذه الصفة: العلم بها للتجنب عنها، لا
1 انظر: العميد في علم التجويد ص65، ورجح البعض كونه مائلًا إلى حركة الحرف الذي قبله. انظر: هداية القارئ ص87.
للعمل بها1.
وكيفية ذلك: أن يلصق اللسان بمخرج الراء إلصاقًا محكمًا -دون ضغط عليه- بحيث لا يرتفع إلا مرة واحدة، خاصة إذا كانت الراء مشددة.
6-
التفشي: لغة: الانتشار.
واصطلاحًا: انتشار الريح في الفم عند النطق بالحرف، ولها حرف واحد؛ وهو الشين.
7-
الاستطالة: لغة: الامتداد.
واصطلاحًا: امتداد الصوت في المخرج عند النطق بالحرف، ولها حرف واحد؛ وهو الضاد.
8-
الغنة: لغة: الترنم، أو هي صوت أرن يخرج من الخيشوم، لا عمل للسان فيه.
واصطلاحًا: صوت لذيذ يخرج من الخيشوم، مركب في جسم حرفي النون -ولو تنوينا- والميم مطلقًا2.
وهي تنقسم إلى قسمين:
أ- فرعية مظهرة، وتسمى كاملة كذلك.
وحالاتها ثلاثة:
1 راجع: النشر 1/ 104، 218، 219.
2 أي: في جميع الحالات، سواء كان الحرف ساكنًا أو متحركًا، وسواء كان مخففًا أو مشددًا، لكون الغنة صفة لازمة للحرفين مثل القلقلة تمامًا. انظر: نهاية القول المفيد ص59.
1-
حالة التشديد، نحو: إنا، لما، وتحلقها حالة الإدغام بالغنة الكامل، نحو:{إِنْ نَشَأْ} ، {مِنْ مَالٍ} ، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ} .
2-
حال الإدغام بالغنة الناقص، نحو:{مَنْ يَقُولُ} ، {مِنْ وَلِيّ} .
3-
حالتي الإخفاء والإقلاب، نحو:{كُنْتُمْ} ، {مِنْ بَعْدِ} ، {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} ، {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} .
مقدارها: حركتان.
ب- أصلية، وتسمى ناقصة كذلك، ولها حالتان:
1-
حالة الإظهار، نحو:{أَنْعَمْتَ} ، {عَلِيمًا حَكِيمًا} ، {يَمْشُونَ} ، {يس، وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ} ، {ن وَالْقَلَمِ} .
2-
حالة الحركة، نحو:{نَعْبُدُ} ، {مَالِكِ} .
مقدارها: لا تقدر لكونها نسبية ضعيفة بحيث لا تكاد تظهر لخفائها بالحركة؛ ولكن لا بد من وجودها، والدليل على ذلك: تعذر النطق بالنون والميم -في الحالتين- إذا انسد مخرج الغنة، وهو الخيشوم1.
ملاحظات:
1-
الغنة تتبع ما بعدها تفخيمًا وترقيقًا، فتكون مرققة
1 راجع: العميد ص33، 34، وهداية القارئ ص177.
إن وليها حرف مرقق، نحو:{إِنْ كُنْتُمْ} ، {مِنْ بَعْدِ} ، {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ} .
وتكون مفخمة إن وليها حرف مفخم، نحو:{مَنْ طَغَى} {مِنْ ضَرِيعٍ} ، {عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ، وينبغي فيها مراعاة مراتب التفخيم1.
وهذا الذي ذكرته من اتباع الغنة لما بعدها تفخيمًا وترقيقًا، نص عليه بعض المتأخرين2، ولم أرَ فيه نصًّا لأحد من المتقدمين إلا أنه متوارث ومأخوذ به، والله أعلم.
2-
قد يُسمع من بعض القراء وحفاظ القرآن الكريم من إظهار الغنة في النون والميم والمخففتين حالة الوقف عليهما، نحو:{الْعَالَمِينَ} ، {الرَّحِيمِ} وهو لحن في الأداء يجب الاحتراز عنه؛ حيث إن حكم النون والميم في الحالة المذكورة هو الإظهار المطلق، وفي هذه الحالة تكون الغنة فيهما أصلية نسبية التي تتأدى مصحوبة بأداء الحرف والنطق به، ولا تكاد تظهر لعدم وجود سبب للغنة الفرعية، فليحترز منه وليتنبه.
1 ستأتي مراتب التفخيم في الكلام على صفتي: التفخيم والترقيق، إن شاء الله تعالى.
2 انظر: هداية القارئ ص181، 182.
ثانيًا: الصفات العارضة
وقد تسمى: المحسنة أو المحلية، وهي التي تلحق الحرف أحيانًا وتفارقه أحيانًا، وتنقسم إلى قسمين:
1-
المتضادة: وهي أربع: المد، والقصر، والتفخيم، والترقيق.
2-
وغير المتضادة: وهي أربع كذلك: الإظهار، والإدغام، والقلب، والإخفاء.
الصفات العارضة المتضادة:
1-
المد:
لغة: مطلق الزيادة أو الإطالة، ومنه:{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ} أي: يزدكم.
واصطلاحًا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين أو اللين فقط، وحروف المد واللين ثلاثة: الألف مطلقًا، الواو الساكنة المضموم ما قبلها، الياء الساكنة المكسور ما قبلها، وقد اجتمعت في كلمة:{نُوحِيهَا} .
وللين حرفان: الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، نحو: سوف، قريش.
2-
القصر:
لغة: الحبس والمنع، ومنه:{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} أي: محبوسات.
اصطلاحًا: إثبات حرف المد من غير زيادة عليه، وهو خاص بالمد الطبيعي، وقد يطلق "القصر" في القراءات ويراد به حذف حرف المد.
وإذا ذكر القصر مقابل المد فيكون المراد بالقصر: المد الطبيعي، وبالمد: المد الفرعي1.
تقسيم المد:
المد ينقسم إلى قسمين:
1-
الأصلي.
2-
الفرعي.
والمد الأصلي ينقسم إلى قسمين:
أ- الكلمي.
ب- الحرفي.
والفرعي ينقسم إلى قسمين:
1-
ما يتوقف على سبب الهمزة.
2-
ما يتوقف على سبب السكون.
الذي يتوقف على سبب الهمزة ثلاثة أنواع:
أ- المتصل، وينقسم إلى قسمين: المتوسط والمتطرف.
ب- المنفصل، وينقسم إلى قسمين: الحقيقي والحكمي.
ج- البدل، وينقسم إلى قسمين: الحقيقي والحكمي.
1 ذكر المد الطبيعي أو القصر الذي هو ضد للمد ضمن الصفات العارضة على غير حقيقته؛ لأن المد الطبيعي صفة لازمة لحروفه، فليتأمل.
والذي يتوقف على سبب السكون نوعان:
أ- اللازم: وينقسم إلى قسمين: الكلمي والحرفي، وكل منهما ينقسم إلى قسمين: المثقل والمخفف.
ب- العارض للسكون.
وإليك جدول أقسام المد.
المدود بالتفصيل:
أولًا: المد الأصلي
- تعريفه: هو الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب.
وينقسم إلى قسمين:
1-
الكلمي: هو ما يقع في الكلمات القرآنية، نحو: قال، يقول، قيل.
2-
الحرفي: هو ما يقع في الحروف المقطعات، وقد وقع في خمسة أحرف، جُمعت في "حي طهر"، نحو: طه.
- مقدار مده: حركتان.
- حكم مده: الوجوب.
- شرط مده: وجود حرف المد.
- وجه تسميته:
سمي أصليًّا؛ لأنه أصل للمدود الفرعية، وسمي طبيعيًّا؛ لأنه من طبيعة الحرف، وإلا فلا يكون لحرف المد وجود، أو لأن صاحب الطبيعة السليمة والنطق الصحيح يعطيه حقه، ويمده بقدره دون زيادة فيه أو نقصان.
المدود الملحقة بالمد الطبيعي:
1-
مد العوض: هو إبدال التنوين المنصوب ألفًا لدى الوقف "ما لم يكن تاء تأنيث"، نحو:{أَفْوَاجًا} .
2-
مد الصلة الصغرى: هو جعل ضمة هاء الضمير واوًا، وكسرته ياءً وصلًا.
ولمده شروط ثلاثة:
أ- أن تكون الهاء ضميرًا للمفرد المذكر الغائب.
ب- وأن تقع بين حرفين متحركين.
ج- وألا يكون المتحرك الثاني همزة.
نحو: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} ، {بِعِبَادِهِ خَبِيرًا} .
باستثناء كلمة {يَرْضَهُ لَكُمْ} 1 حيث تقرأ بضمة فقط دون إشباعها؛ اتباعًا للرواية.
3-
مد التمكين: هو أن تجتمع ياءان الأولى منهما مشددة مكسورة، والثانية ساكنة، نحو:{حُيِّيتُمْ} ، {النَّبِيِّينَ} .
ثانيًا: المد الفرعي:
تعريفه: هو ما زاد على مقدار المد الطبيعي وتوقف على سبب.
وللمد الفرعي سببان:
1-
الهمزة.
2-
السكون.
1 الزمر: 7.
المدود الفرعية بسبب الهمزة:
1-
المتصل: هو أن يقع الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة، وينقسم إلى قسمين:
أ- المتوسط، نحو:{أُولَئِكَ} ، {سِيئَتْ} ، {السُّوأَى} .
مقدار مده: أربع أو خمس حركات وصلًا ووقفًا.
ب- المتطرف، نحو:{جَاءَ} ، {جِيء} ، {السُّوءَ} .
مقدار مده: أربع أو خمس حركات وصلًا، ويجوز مده بقدر ست حركات وقفًا.
حكم مده: الوجوب؛ لوجوب مده أكثر من الطبيعي باتفاق القراء.
وسُمي متصلًا؛ لاتصال الهمزة بحرف المد، أو لاتصال السبب بالشرط.
2-
المنفصل: هو أن يقع الهمز بعد حرف المد في كلمة ثانية.
وينقسم إلى قسمين:
أ- الحقيقي: هو أن يكون الهمز فيه منفصلًا عن حرف المد رسمًا، نحو:{وَلا أَنْتُمْ} ، {أُمِرُوا إِلَّا} ، {فِي أَنْفُسِهِمْ} .
ب- الحكمي: هو أن يكون الهمز فيه متصلًا بحرف المد رسمًا، نحو:"يأيها" وأصلها: يا أيها، "هؤلاء" وأصلها: ها أولاء.
مقدار مده: أربع أو خمس حركات وصلًا.
حكم مده: الجواز؛ لجواز قصره وإشباعه لدى بعض القراء.
وسمي "منفصلًا"؛ لانفصال الهمزة عن حرف المد، أو لانفصال السبب عن الشرط.
المد الملحق بالمنفصل:
يلحق به مد الصلة الكبرى؛ وهو أن يقع هاء الضمير المفرد المذكر الغائب بين متحركين، ويكون المتحرك الثاني همزة القطع، نحو:{عِنْدَهُ إِلَّا} ، {مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا} .
3-
البدل: هو أن يقع الهمز قبل حرف المد "عكس المد المتصل".
وينقسم إلى قسمين:
أ- الحقيقي: هو ما كان حرف المد فيه مبدلًا من همزة، نحو:"ءامنوا "، أصلها أأمنوا، أبدلت الهمزة الثانية من جنس حركة ما قبلها فصارت ألفًا، "إيمانًا" أصلها: إإمانًا، أبدلت الهمزة الثانية من جنس حركة ما قبلها فصارت ياءً، "أوتي" أصلها: أأتي، أبدلت الهمزة
الثانية من جنس حركة ما قبلها فصارت واوًا.
ب- الحكمي: وهو ما لم يكن حرف المد فيه مبدلًا من همزة، نحو:{قُرْآَنَ} ، {مُتَّكِئُونَ} ، {خَاسِئِينَ} .
مقدار مده: حركتان.
حكم مده: الجواز؛ لقصره -بقدر حركتين- عند جميع القراء، وجواز توسطه وإشباعه لدى ورش فقط.
وسمي "بدلًا"؛ لأن الأصل فيه إبدال حرف المد عن الهمزة الساكنة الواقعة بعد همزة متحركة، كما وضحنا في القسم الأول منه.
المد الملحق بـ"البدل":
يلحق به حرف المد المبدل من التنوين، نحو:{دُعَاءً} ، {نِداءً} ، أو ما كان حرف المد فيه مبدلًا من همزة واقعة بعد همزة الوصل المبدوء بها، نحو:"إيت"، "أوتمن".
المدود الفرعية بسبب السكون:
1-
المد اللازم:
تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي، نحو:{الطَّامَّةُ} ، {آَلآَنَ} ، {الم} .
وينقسم إلى قسمين:
1-
الكلمي: وهو ما كان السكون الأصلي فيه بعد حرف المد في كلمة، نحو:{ضَالًّا} .
2-
الحرفي: وهو ما كان السكون الأصلي فيه بعد حرف المد في حرف من حروف التهجي، نحو:{ص} .
وكل منهما ينقسم إلى قسمين:
أ- المثقل: وهو ما كان الحرف الساكن فيه مدغمًا فيما بعده، نحو:{الصَّاخَّةُ} ، {الم} .
ب- المخفف: وهو ما كان الحرف الساكن فيه غير مدغم فيما بعده، نحو:{آَلآَنَ} ، {عسق} .
وهكذا تصبح أقسام المد اللازم أربعة:
1-
المد اللازم الكلمي المثقل، نحو:{الضَّالِّينَ} .
2-
المد اللازم الكلمي المخفف، نحو:{آَلآَنَ} 1.
3-
المد اللازم الحرفي المثقل، نحو:{الم} ، {طسم} في حرفي اللام والسين فقط.
4-
المد اللازم الحرفي المخفف، نحو:{ق} ، {ن} .
- مقدار المد اللازم: المد اللازم -بجميع أقسامه-
1 وقعت في موضعين من سورة يونس: 51، 91، ولا نظير لها في القرآن الكريم.
يمد بقدر ست حركات.
- حكم مده: اللزوم والوجوب؛ لإجماع القراء على إشباع مده.
- وجه تسميته: يسمى باللازم للزوم السكون بالحرف وصلًا ووقفًا.
تنبيه: المد اللازم الحرفي لا يوجد إلا في فواتح السور.
والحروف التي وقعت في فواتح السور 14 حرفًا -نصف حروف الهجاء- وقد جمعها البعض في: "صله سحيرا من قطعك"، أو في:"صح طريقك مع السنة".
1-
قسم لا مد فيه، وهو حرف واحد فقط "ألف".
2-
قسم آخر يمد بقدر حركتين، وله خمسة أحرف، جمعت في:"حي طهر".
3-
والثالث يمد بقدر ست حركات، وله ثمانية أحرف، جمعت في:"سنقص علمك" أو "نقص عسلكم".
وهي على قسمين:
1-
قسم يمد بقدر ست حركات قولًا واحدًا، وله جميع الحروف الثمانية ما عدا حرف "العين".
2-
والثاني يجوز مده بقدر أربع حركات أو ست حركات، وله حرف واحد فقط؛ وهو "العين" وذلك لأن أوسطه
حرف لين -الياء الساكنة المفتوح ما قبلها- وهو أضعف من حروف المد واللين التي توجد في أواسط بقية حروف المجموعة، وقد وقع "العين" في فاتحة سورتي: مريم والشورى فقط.
المد الملحق باللازم:
يلحق به مد "الفرق":
وهو ما كان حرف المد فيه مبدلًا من همزة الوصل الواقع بعد همزة الاستفهام، وكان بعد حرف المد سكون أصلي.
وينقسم إلى قسمين:
1-
مد الفرق المثقل: وقد وقع في كلمتين فقط في القرآن؛ وهما:
{آَلذَّكَرَيْنِ} في موضعين من سورة الأنعام: 143، 144.
{آَللَّهُ} موضع في سورة يونس: 59، وموضع في النمل:59.
2-
مد الفرق المخفف: وقد وقع في كلمة واحدة في القرآن الكريم؛ وهي:
{آَلآَنَ} في موضعين من سورة يونس: 51، 91.
مقدار مده: ست حركات، مثل اللازم.
حكم مده: الوجوب في وجه الإبدال فقط.
وجه تسميته: سُمي بـ"الفرق" لأن حرف المد أبدل من همزة الوصل في الدرج الواقع بعد همزة الاستفهام، والأصل في همزة الوصل سقوطها في الدرج، وقد أُثبتت هنا وأبدلت حرف مد للفرق بين الاستفهام والخبر.
تنبيه: يجوز في كلمات مد الفرق الثلاثة وجهان في رواية الإمام حفص من طريق الشاطبية:
1-
الإبدال: ويتحتم عليه المد بقدر ست حركات كالمد اللازم.
2-
التسهيل: أن تسهل همزة الوصل بينها وبين الألف، وتكون الهمزة الأولى محققة، وعلى هذا الوجه لا يكون فيها المد، وكلاهما وجهان صحيحان مقروء بهما، والوجه الأول مُقدَّم في الأداء.
2-
المد العارض للسكون:
- تعريفه: هو أن يقع سكون عارض للوقف بعد حرف المد واللين، نحو:{الْعَالَمِينَ} ، {وَالنَّاسِ} ، {تَعْلَمُونَ} ، {بِوَالِدَيْهِ} ، {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ} ، {مَآَبٍ} ، {الزَّكَاةِ} .
- مقدار مده: القصر "حركتان"، أو التوسط "أربع
حركات"، أو الطول "ست حركات"1.
- حكم مده: الجواز؛ لجواز الأوجه الثلاثة في مده لجميع القراء.
- وجه تسميته: سمي بالعارض للسكون لأن الأصل في الحرف الموقوف عليه حركة، وقد سُكن لأجل الوقف، فإن وصلت الكلمة بما بعدها فسيزول السكون ويرجع الحرف إلى حركته الأصلية، ويصبح المد طبيعيًّا، فلكون السكون عارضًا سمي به.
المد الملحق بالعارض للسكون:
يلحق به مد اللين الوقفي:
وهو أن يقع سكون عارض للوقف بعد حرف اللين، نحو:{قُرَيْشٍ} ، {خَوْفٍ} .
- حكم مده: كالمد العارض للسكون، وتجوز فيه الأوجه الثلاثة.
1 يمتنع وجه القصر وقفًا إذا اجتمع المد المتصل بالعارض للسكون، نحو:{السَّمَاءِ} لأن المتصل أقوى من العارض للسكون، ولعدم جواز قصر المتصل.
مراتب المدود الفرعية:
المدود الفرعية بعضها أقوى من بعض؛ وذلك لقوة السبب أو ضعفه، فأقواها المد اللازم، ثم المتصل، ثم المد العارض للسكون، ثم المد المنفصل، وأضعفها المد البدل.
قال صاحب لآلئ البيان:
أقوى المدود لازم فما اتصل
…
فعارض فذو انفصال فبدل1
وفائدة معرفة مراتب المدود:
أنه إذا اجتماع سببان لمدين في كلمة واحدة، وكان أحدهما أقوى من الآخر، فيعمل بالأقوى ويترك العمل بالضعيف، نحو:{آَلآَنَ} وفي هذه الكلمة أربعة مدود:
1-
البدل: حيث تقدمت الهمزة على حرف المد في أولهما، ومقدار مده: حركتان.
2-
اللازم: حيث وقع سكون أصلي بعد حرف المد، ومقدار مده: ست حركات.
3-
البدل: حيث إن الهمزة الثانية واقعة قبل حرف المد، ومقدار مده: حركتان.
1 راجع: هداية القارئ ص352.
4-
العارض للسكون: في حالة الوقف؛ حيث يكون الحرف الموقوف عليه ساكنًا سكونًا عارضًا واقعًا بعد حرف المد، ومقدار مده: حركتان، أو أربع حركات، أو ست حركات.
وفي هذه الحالة يترك العمل بالبدل الأول ويعمل باللازم لقوته.
وكذلك يترك العمل بالبدل الثاني -فيما عدا القصر- ويعمل بالعارض للسكون؛ لأنه أقوى من البدل.
ونحو: {السَّمَاءَ} وفيها مدان وقفًا:
1-
المتصل: لوقوع الهمزة بعد حرف المد في كلمته، ومقدار مده: أربع أو خمس حركات.
2-
العارض للسكون: لكون الهمزة ساكنة للوقف، ومقداره مده: حركتان أو أربع أو ست حركات.
والمتصل أقوى من العارض، فيُعمل بالأول، ويترك العمل بالثاني في وجه القصر فقط؛ لعدم جواز قصر المتصل.
وفي هذا قال صاحب لآلئ البيان:
وسببا مد إذا ما وجدا
…
فإن أقوى السببين انفردا1
من الصفات العارضة المتضادة:
3-
التفخيم.
4-
الترقيق.
1 انظر: هداية القارئ ص354.
تعريف التفخيم:
لغة: التسمين.
اصطلاحًا: سمن في جسم الحرف عند النطق به؛ بحيث يمتلئ الفم بصداه.
تعريف الترقيق:
لغة: التنحيف.
واصطلاحًا: نحوفة في جسم الحرف عند النطق به؛ بحيث لا يمتلئ الفم بصداه.
الحروف الهجائية -من حيث التفخيم والترقيق- تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1-
الحروف المفخمة قولًا واحدًا:
وهي حروف الاستعلاء السبعة المجموعة في: خص ضغط قظ.
2-
الحروف المرققة قولًا واحدًا:
وهي جميع حروف الاستفال ما عدا: الألف واللام والراء.
3-
الحروف المفخمة أحيانًا والمرققة أحيانًا: وهي: الألف واللام والراء.
مراتب التفخيم:
الحروف المفخمة قولًا واحدًا بعضها أقوى وأفخم
من بعض.
فحروف الإطباق الأربعة: "ص، ض، ط، ظ" أخص تفخيمًا من بقية حروف الاستعلاء لاشتراكها معها في الاستعلاء وانفرادها في الإطباق.
ولتفخيمها مراتب خمس:
1-
ما كان مفتوحًا قبل ألف، نحو:"طال، قال، ضاق، ظالم، صالح، غافر، خافوا".
2-
ما كان مفتوحًا وليس بعده ألف، نحو:"طبع، ضرب، صبر، ظهر، قدرنا، غفر، خلق".
3-
ما كان مضمومًا، نحو:"طبع، ضربت، صرفت، الظنونا، والقرآن، الخلود، غرورا".
4-
ما كان ساكنًا، نحو:"يطبع، يضرب، فاصبروا، أظهره، أقرب، يغلب، أخلده".
ويلاحظ هنا: أن الحرف الساكن بعد فتح يأخذ المرتبة الثانية من التفخيم، والساكن بعد ضم يأخذ المرتبة الثالثة، والساكن بعد كسر يأخذ المرتبة الخامسة.
5-
ما كان مكسورًا، نحو:"بطرت، ضعافًا، بصير، قيامًا، غشاوة، خلال، فانتظروا".
أحكام الحروف التي قد تفخم وقد ترقق:
1-
الألف: تتبع ما قبلها تفخيمًا وترقيقًا، فإن وقعت بعد حرف مفخم، نحو:"قال، طال" فخمت.
وإن وقعت بعد حرف مرقق، نحو:"جاء، شاء" رققت.
2-
اللام: تفخم في لفظ الجلالة فقط إن سبقت بفتح أو بضم نحو: "الله، شهد الله، عبدُ الله، رسولُ الله، قالوا اللهم".
وإن وقعت بعد كسر، نحو:"باسم الله، الحمد لله" ترقق كبقية اللامات الواقعة في غير لفظ الجلالة، نحو:"الحمد، عليهم".
3-
الراء: لها حالتان: الحركة، السكون.
- الراء المتحركة: ينظر إلى حركتها، سواء كانت في أول الكلمة أو في وسطها أو في آخرها ووصل بها.
تفخم إن كانت مفتوحة، نحو:"رَبّ، الرحمن، أبصارهم".
أو مضمومة، نحو:"رُزقوا، عشرُون، غيرُ ممنون".
وترقق إن كانت مكسورة، نحو:"رزقًا، القارعة، غير المغضوب".
- الراء الساكنة:
لها حالتان: تكون متوسطة أو متطرفة.
- الراء الساكنة المتوسطة:
ترقق بشروط أربعة:
1-
أن يكون ما قبلها مكسورًا.
2-
أن تكون الكسرة أصلية.
3-
أن تكون الكسرة متصلة بها.
4-
ألا يقع بعدها حرف استعلاء مفتوحًا نحو: "فرعون، شرذمة، مرية".
وتفخم إن اختل شرط من هذه الشروط الأربعة، فتفخم في مثل:
- "مَرْيم، قُرْبى" لكون ما قبلها غير مكسور.
- "اركعوا، ارْجعي" لاختلال الشرط الثاني؛ حيث إن الكسرة هنا غير أصلية.
- "ربِّ ارْحمهما، الذي ارْتضى" لاختلال الشرط الثالث؛ حيث إن الكسرة هنا منفصلة.
- "المرصاد1، إِرْصادا، القِرْطاس، فِرْقة" لاختلال الشرط الرابع؛ حيث وقع بعدها حرف استعلاء مفتوح.
أما لو وقع بعدها حرف استعلاء غير مفتوح، كما في كلمة "فرق" في الشعراء -ولا نظير لها في القرآن الكريم- ففيها وجهان: التفخيم والترقيق، ويكون وجه الترقيق مقدمًا في الأداء.
1 وردت في النبأ: 21 {كَانَتْ مِرْصَادًا} وفي الفجر: 14 {لَبِالْمِرْصَادِ} .
- الراء الساكنة المتطرفة 1:
لها حالتان:
أ- تكون بعد متحرك.
ب- أو بعد ساكن.
أ- الساكنة المتطرفة الواقعة بعد متحرك:
ينظر إلى حركة ما قبلها:
1-
إن وقعت بعد فتح، نحو:"القمَر، مزدجَر، محتضَر".
2-
أو بعد ضم، نحو:"نكُر، فما تغن النذُر، التكاثُر".
حكمها في الحالتين: التفخيم.
باستثناء كلمة: "ونذر" المسبوقة بـ"الواو" في ستة مواضع من سورة القمر، فيجوز فيها التفخيم؛ نظرًا إلى ضمة ما قبلها، ويجوز فيها الترقيق؛ نظرًا إلى حالتها الوصلية أو الأصلية؛ حيث إنها مكسورة مرققة في الوصل، وأصلها: ونذري، حذفت الياء رسمًا ولفظًا، ووجه الترقيق مُقدَّم في الأداء.
3-
وإن وقعت بعد كسر، نحو:"مستمِر، قدِر، مدكِر" يكون حكمها الترقيق.
ب- الساكنة المتطرفة الواقعة بعد ساكن:
لها حالتان:
1-
يكون الساكن قبلها حرف "ياء".
2-
أو غيره.
1 سواء كان سكونها أصليًّا نحو: "فاصبر"، أو عارضًا لأجل الوقف نحو:"قُدر".
1-
فإن كان الساكن حرف "ياء" مدية أو لينة، نحو:"قدير، خبير، بصير، خير، ضير، غير" حكمها: الترقيق.
2-
وإن كان الساكن غير حرف "ياء" فينظر إلى ما قبله:
- فإن كان ما قبله مفتوحًا، نحو:"الفَجْر، النهار، العَصر".
- أو مضمومًا، نحو:"صُفْر، خُسر" فحكمها: التفخيم.
باستثناء الكلمات الآتية: "يسر"1 "فأسر"2 "أن أسر"3.
فيجوز فيها: التفخيم والترقيق، ويقدم في الأداء وجه الترقيق.
- وإذا كان ما قبله مكسورًا، نحو:"حِجْر، سِحْر" فحكمها: الترقيق.
باستثناء كلمتي "مصر"4، والقطر"5 فيجوز فيهما التفخيم والترقيق، ويقدم وجه التفخيم في "مصر" ووجه الترقيق في "القطر"؛ لكون الأول مفخمًا وصلًا، والثاني مرققًا وصلًا.
خلاصة أحكام الراء:
أحكام الراء -من حيث التفخيم والترقيق- أربعة:
أ- تفخم دائمًا.
1 الفجر: 4.
2 هود: 81، الحجر: 65، الدخان:23.
3 طه: 77، الشعراء:52.
4 يونس: 87، يوسف: 21، 99، الزخرف:51.
5 سبأ: 12.
ب- ترقق دائمًا.
ج- يجوز فيها التفخيم والترقيق، والتفخيم مُقدَّم.
د- يجوز فيها التفخيم والترقيق، والترقيق مُقدَّم.
أ- الراء المفخمة دائمًا:
1-
المفتوحة: "رَب، صرَاط، أبصارَهم".
2-
المضمومة: "رُزقوا، عشرُون، غيرُ ممنون".
3-
الساكنة بعد فتح: "القَمَر، محتضَر، مَرْيم".
4-
الساكنة بعد ضم: "التكاثُر، نكُر، قُرْبى".
5-
الساكنة بعد كسر عارض: "ارْكعوا، ارْجعي".
6-
الساكنة بعد كسر أصلي منفصلُ عنها: "الذي ارْتضى، ربِّ ارْحمها".
7-
الساكنة قبل حرف استعلاء مفتوح: "المِرْصاد، القِرْطاس، فِرْقة، إرصادًا".
8-
الساكنة بعد ساكن وما قبله مفتوح: "النهار، الفَجْر، العَصْر".
9-
الساكنة بعد ساكن وما قبله مضموم: "خُسْر، صُفْر".
ب- الراء المرققة دائمًا:
1-
المكسورة: "رِزقًا، الغارِمين، غيرِ المغضوب".
2-
الساكنة بعد كسر أصلي متصل بها ولم يقع بعدها
حرف استعلاء مفتوح: "شرعة، الفردوس".
3-
الساكنة بعد ياء ساكنة: "قدير، خير".
4-
الساكنة بعد ساكن -غير الياء- وما قبله مكسور: "حجر، سحر".
الراء التي يجوز فيها الوجهان ويُقدَّم التفخيم:
1-
الساكنة -وقفًا- ما قبلها ساكن -حرف استعلاء- وما قبله مكسور: "مصر" لا ثاني لها.
الراء التي يجوز فيها الوجهان ويُقدَّم الترقيق:
1-
الساكنة بعد ضم في كلمة سبقت بحرف "الواو"، نحو:"ونذر" في ستة مواضع من سورة القمر، ولا ثاني لها.
2-
الساكنة بعد ساكن وما قبله مفتوح، نحو:"يسر، فأسر، أن أسر" لا رابع لها.
3-
الساكنة بعد ساكن وما قبله مكسور، نحو:"القطر" لا ثاني لها.
ملاحظة: راء كلمة "مجريها" في سورة هود: 41، مرققة للإمالة.
وإليك جدول مخطط لأحكام الراء:
_________
1 1- أن يكون ما قبلها مكسورًا.
2-
أن يكون الكسر أصليًّا.
3-
أن يكون الكسر متصلًا بها.
4-
ألا يقع بعدها حرف استعلاء مفتوحًا، نحو:"فرعون، شرذمة".
2 "يسر، فأسر، أن أسر" ففيها التفخيم والترقيق، والترقيق مُقدَّم.
3 "مصر، القطر" ففيها وجهان، والمقدم في "مصر" التفخيم، وفي "القطر" الترقيق.
الصفات العارضة غير المتضادة:
وهي أربع:
1-
الإظهار.
2-
الإدغام.
3-
الإخفاء.
4-
الإقلاب.
وهي تشمل الأحكام المعروفة بالعناوين التالية:
أ- أحكام النون الساكنة والتنوين.
ب- أحكام الميم الساكنة.
ج- أحكام اللام الساكنة.
وفيما يلي نُعرِّف كل صفة منها، ثم نردفها بذكر الأحكام الثلاثة.
أولًا: تعاريف الصفات الأربع:
1-
الإظهار: لغة: البيان.
واصطلاحًا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة ظاهرة في الحرف المظهر1.
2-
الإدغام: لغة: الإدخال أو الإدماج.
واصطلاحًا: النطق بالحرفين كالثاني مشددًا.
1 قلنا: من غير غنة ظاهرة؛ لأن أصل الغنة يوجد في النون مطلقًا، حتى في حالة الإظهار؛ لكونها صفة لازمة لها، كما سبق توضيحه في الكلام على صفة الغنة.
3-
الإخفاء: لغة: الستر.
واصطلاحًا: النطق بحرف ساكن عارٍ عن التشديد بصفة بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنة في الحرف الأول.
4-
الإقلاب: لغة: التحويل.
واصطلاحًا: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب.
تنبيه: الغنة في حالة الإدغام بغنة، أو الإخفاء، أو الإقلاب تُؤدَّى بقدر حركتين -كما ذكرنا ذلك في الكلام حول صفة الغنة ضمن الصفات اللازمة غير المتضادة- فليتنبه من ذلك.
ثانيًا: ذكر الأحكام الثلاثة
أ- أحكام النون الساكنة والتنوين:
وهي أربعة:
1-
الإظهار:
وحروفه ستة، المجموعة في أوائل شطر البيت:
"أ"خي "هـ"ـاك "عـ"لما
"حـ"ـازه "غـ"ـير "خـ"ـاسر
وهي: الهمزة والهاء، والعين والحاء، والغين والخاء.
وإظهار النون الساكنة قد يكون في كلمة وقد يكون في
كلمتين، ولا يكون إظهار التنوين إلا بين كلمتين، والأمثلة على ذلك:
ويسمى الإظهار حلقيًّا؛ لمخارج حروفه من الحلق.
2-
الإدغام:
وحروفه ستة، المجموعة في كلمة "يرمُلون".
وينقسم إلى قسمين:
أ- الإدغام بغنة: وحروفه أربع، جُمعت في "ينمو"، وينقسم إلى قسمين:
- إدغام بغنة ناقص، وله حرفان؛ وهما: الواو والياء نحو:
{مَنْ يَقُولُ} ، {بَرْقٌ يَجْعَلُونَ} .
{مِنْ وَالٍ} ، {مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ} .
ويسمى الإدغام ناقصًا؛ لذَهَاب الحروف وبقاء صفته.
- إدغام بغنة كامل، وله حرفان؛ وهما: النون والميم، نحو:{مِنْ نِعْمَةٍ} ، {يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} {مِنْ مَالٍ} ، {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} .
ويلحق به إدغام نون التوكيد الخفيفة، الواقع في موضع واحد في القرآن، ورسم تنوينًا، وهو:{وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} 1 ويسمى الادغام هنا كاملًا؛ لذهاب الحرف وصفته معًا2.
ب- الادغام بغير غنة: وله حرفان؛ وهما: اللام والراء، نحو:
{مِنْ لَدُنْهُ} ، {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} .
{مِنْ رَبِّهِمْ} ، {ثَمَرَةٍ رِزْقًا} .
ويسمى كاملًا؛ لذهاب الحرف وصفته معًا.
ملاحظة:
إدغام النون الساكنة في أحد حروفه مشروط بأن تكون النون الساكنة في كلمة، وحرف الإدغام في كلمة ثانية -كما مثلنا- ويستثنى من ذلك موضعان:
1 يوسف: 32.
2 هذا على قول المحققين؛ لأن الغنة الموجودة في النطق هي للحرف المدغم فيه، وليست للحرف المدغم، والمشهور أنه إدغام بغنة ناقص، باعتبار الغنة الموجودة في النطق أثرًا للحرف المدغم. راجع: هداية القارئ ص166، 167.
1-
{يس، وَالْقُرْآنِ} .
2-
{نْ وَالْقَلَمِ} .
فإنه يجب فيهما الإظهار -رغم تحقق الشرط- اتباعًا للرواية.
أما لو وقعت النون الساكنة مع حرف الادغام في كلمة واحدة وجب الإظهار، ويسمى إظهارًا مطلقًا، وقد وقعت مع حرفين من حروف الإدغام في كلمة واحدة؛ وهما: الواو الياء، ووقع كل منهما في كلمتين فقط؛ وهي:
اجتماع النون مع الواو: "قنوان، صنوان".
اجتماع النون مع الياء: "الدنيا، بنيانا".
وسبب الإظهار:
1-
اتباع الرواية.
2-
مخافة الالتباس المضاعف -الذي يتكرر أحد أصوله- لئلا يلتبس الأمر؛ بينما أصله النون فأدغمت نونه وبينما أصله التضعيف.
قال ابن بري في الدرر اللوامع:
فتظهر النون لواو أو يا
…
في نحو قنوان ونحو الدنيا
خيفة أن يشبه في إدغامه
…
ما أصله التضعيف لالتزامه1
3-
الإقلاب: وله حرف واحد؛ هو الباء، نحو:{أَنْبِئْهُمْ} ، {أَنْ بُورِكَ} ، {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} .
ويلحق به نون التوكيد الخفيفة الواقعة في موضع واحد في القرآن الكريم، وقد رسمت تنوينًا، وهو:{لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} 2.
وكيفية الإقلاب: أن تخفى الميم المقلوبة عند الباء، مع إظهار الغنة وعدم الضغط على الشفتين عند النطق بالميم ولا فتحهما كليًّا، فيؤدَّى الإقلاب بضم الشفتين بتلطف أو بجعل فرجة خفيفة بينهما، ولا يضبط ذلك إلا بالتلقي مشافهة من أفواه المتقنين.
4-
الإخفاء: وله خمسة عشر حرفًا، وهي بقية حروف التهجي، وقد جمعها صاحب التحفة في أوائل كلم البيت:
"صـ"ف "ذ"ا "ث"ـنا "كـ"ـم "جـ"ـاد "شـ"ـخص "قـ"ـد "سـ"ـما
"د"م "طـ"ـيبا "ز"د "فـ"ـي "تـ"ـقًى "ضـ"ـع "ظـ"ـالما3
1 راجع: هداية القارئ ص165.
2 العلق: 15.
3 متن تحفة الأطفال للجمزوري، البيت رقم:16.
الأمثلة حسب ترتيب الحروف المذكورة في البيت:
ويسمى الإخفاء: حقيقيًّا.
وكيفية أداء الإخفاء: أن يبعد اللسان عن مخرج النون؛ فلا يكون ملصقًا بمخرجه، وتؤدَّى الغنة بقدر حركتين من الخيشوم.
أحكام الميم الساكنة:
ثلاثة:
1-
الإخفاء: وله حرف واحد؛ وهو الباء، نحو:{يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} .
ويسمى الإخفاء: شفويًّا؛ لخروج الحرفين من الشفتين1.
وكيفية أداء الإخفاء هنا مثل كيفية أدائه في حالة الإقلاب، فلا ينبغي كز الشفتين ولا المبالغة في فتحهما؛ بل يكون بتلطف.
2-
الإدغام: وله حرف واحد؛ وهو الميم، نحو:{لَهُمْ مَا} .
ويسمى الإدغام: شفويًّا، أو إدغام متماثلين صغير.
3-
الإظهار: وله ستة وعشرون حرفًا؛ أي: جميع حروف الهجاء ما عدا الميم والباء2.
ويكون الإظهار عند الواو والفاء أشد وآكد، ويسمى الإظهار: شفويًّا.
ومن أمثلة الإظهار:
في كلمة، نحو:{الظَّمْآنُ} ، {أَمْتًا} ، {أَمْثَالَكُمْ} ، {يَمْحَقُ} ، {أَمْرًا} .
1 هذا هو المشهور في حكم الميم الساكنة قبل الباء، وهو المقدَّم في الأداء لاتفاق القراء على إخفاء الميم لدى الباء في حالة الإقلاب، وهناك وجه آخر؛ وهو الإظهار الشفوي، وهو وجه صحيح مأخوذ به، نص عليه ابن الجزري إلا أنه غير مشهور. راجع: النشر 1/ 222.
2 لا تقع الألف بعد الميم الساكنة؛ ولذلك لم تذكر ضمن حروف التهجي.
في كلمتين، نحو:{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ، {أَمْ تَأْمُرُهُمْ} ، {أَمْ حَسِبْتَ} ، {أَمْ خُلِقُوا} .
تقع الميم الساكنة قبل جميع حروف الإظهار في كلمة وفي كلمتين ما عدا ثمانية أحرف؛ حيث تقع قبلها في كلمتين، ولم تجتمع معها في كلمة، والحروف الثمانية جمعها صاحب "العميد" في أوائل كلم البيت:
"صـ"ـل "ذ"ا "غـ"ـرام "فـ"ـيك "قـ"ـبل "جـ"ـنونه
"خـ"ـصمي "ظـ"ـلوم / انتهى بصفاء1
ملاحظات:
1-
أحكام الميم الساكنة الثلاثة -التي ذكرناها- مشروطة بأن تقع الميم الساكنة قبل حرف متحرك، نحو: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
…
} .
2-
لو وقعت الميم الساكنة قبل ساكن -ولا يكون إلا همزة الوصل- وجب تحريكها -وصلًا- تخلصًا من التقاء الساكنين بإحدى الحركات الثلاث:
- إما بالفتح، نحو:"الم الله" فاتحة آل عمران، فتقرأ هكذا:
1 العميد في علم التجويد للشيخ محمود علي بسة ص39.
المِّيمَ الله، وهو موضع وحيد لا ثاني له في القرآن الكريم1.
- أو بالكسر: وذلك في غير ميم الجمع، نحو: "أم ارتابوا، إن يعلم الله، قم الليل
…
".
- أو بالضم، وذلك بعد الكاف، نحو:{عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} .
أو بعد التاء، نحو:{وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} .
أو بعد الهمزة، نحو:{هَاؤُمُ اقْرَأوا} ولا ثاني لها.
أو بعد الهاء، نحو:{مِنْهُمُ الَّذِينَ} .
3-
إن اتصل ضمير الميم الساكنة وجب صلتها بواو لفظًا وخطًّا، ووصلًا ووقفًا، نحو:{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ} ، {فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ}
…
1 المد في حرف الميم من "الم" لازم حرفي مخفف، فإذ وصلت الميم بلفظ الجلالة من فاتحة سورة آل عمران، ففي مدها وجهان:
1-
مدها بقدر ست حركات مع تحريكها بالفتح.
2-
أو مدها بقدر حركتين مع تحريكها بالفتح.
ويجوز مدها بقدر أربع حركات مع تحريكها بالفتح، إلا أنه من طريق الطيبة لا من طريق الشاطبية التي كتبنا أحكام التجويد هنا من طريقها.
أحكام اللام الساكنة:
تقع اللام في أول الكلمة، أو في وسطها، أو في آخرها.
1-
في أول الكلمة:
وتختص بالأسماء فقط.
وهي لام "ال" للتعريف، سواء صح تجريدها عن الكلمة، نحو:"المحسنين، الشمس، القمر"، أو لم يصح، نحو:"الله، الذي، التي".
وتنقسم إلى قسمين: الشمسية والقمرية.
أ- الشمسية: وهي التي تُدْغَمُ فيما بعدها وجوبًا، وحروفها أوائل كلمات البيت:
طب ثم صل رحمًا تفز ضف ذا نِعَم
…
دع سوء ظن زر شريفًا للكرم
وتسمى شمسية لإدغامها عند النطق بها في لفظ "الشمس".
ب- القمرية: وهي التي تظهر عند حرف من حروف: ابغ حجَّك وخَفْ عقيمه.
وتسمى "قمرية" لظهورها عند النطق بها في لفظ "القمر".
2-
في وسط الكلمة:
يجب إظهارها، سواء وقعت في الاسم، نحو:"سلسبيلا، سلطانا" أو في الفعل، نحو:"قلنا، جعلنا"، ولا تقع في وسط الحروف.
3-
في آخر الكلمة:
تدغم في "اللام" و "الراء" فقط، سواء وقعت في الفعل، نحو:"قل، اجعل"، أو في
الحرف، نحو:"بل، هل"، ولا تقع في آخر الأسماء.
الأمثلة:
{قُلْ لَكُمْ} ، {قُلْ رَبِّ} ، {وَاجْعَلْ لِي} ، {بَل لَا تُكْرِمُونَ} ، {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ} ، {فَهَلْ لَنَا} .
وتظهر اللام المتطرفة عند بقية الحروف.
ملاحظة: لحفص في {بَلْ رَانَ} في المطففين سكتة لطفية، والسكت يمنع الإدغام.
لا يوجد مثال لإدغام لام "هل" في "الراء" لعدم وقوع "هل" قبل الراء في القرآن كله.
الإدغام وتقسيماته:
التقسيم الأول:
الإدغام من حيث السبب:
عُرف مما تقدم أن الإدغام صفة من الصفات العارضة
…
والصفات العارضة تتوقف على أسباب، إن وجد سبب لصفة ما اتصف الحرف بها، وإن زال السبب انفكت عن الحرف وتخلفت.
وأسباب الإدغام ثلاثة:
1-
التماثل: وهو اتحاد الحرفين اسمًا ورسمًا، أو أتحادهما مخرجًا وصفة؛ كاللام مع اللام.
2-
التجانس: وهو اتحاد الحرفين مخرجًا لا صفة؛ كالدال مع التاء.
3-
التقارب: وهو تقارب الحرفين مخرجًا كالدال مع السين، أو صفة كالشين مع السين، أو مخرجًا وصفة كاللام مع الراء.
وعلى هذا ينقسم الإدغام إلى ثلاثة أقسام:
1-
إدغام متماثلين، نحو: "قد دخلوا، اضرب بعصاك، الذي،
التي، الله، من نعمة، لهم ما، ماليه هلك -في وجه-"1.
2-
إدغام متجانسين، نحو:"اركب معنا، قد تبين، يلهث ذلك، قالت طائفة".
3-
إدغام متقاربين، نحو:"قل رب، من لدنه، من ولي، من يقول، من ربك، من مال، الرحمن، الشمس".
التقسيم الثاني:
الإدغام من حيث قلة عمليته وكثرتها:
الحرفان المدغمان إما أن يكونا متحركين، أو يكون الأول ساكنًا والثاني متحركًا.
وعلى هذا ينقسم الإدغام إلى قسمين:
1-
الصغير: وهو أن يكون الحرف الأول ساكنًا والثاني متحركًا، نحو:"منْ يَقول".
سمي صغيرًا لقلة عملية الإدغام، وهذا النوع هو المهم في رواية الإمام حفص لكثرته.
2-
الكبير: وهو إدغام متحرك في متحرك، نحو:"يعلم ما"2.
وسمي كبيرًا لكثرة عملية الإدغام فيه؛ حيث يسكن الحرف
1 هذا وصلًا، وفيه وجه آخر -وصلًا- وهو الإظهار مع السكت، ولا سكت ولا إدغام مع الوقف على "ماليه".
2 على رواية الإمام السوسي.
الأول ثم يدغم في الثاني، ولا يوجد هذا النوع من الإدغام في رواية الإمام حفص إلا في كلمة {لا تَأْمَنَّا} على وجه الإشمام فقط، ولا إدغام فيها على وجه الاختلاس، وكلمة {مَكَّنِّي} 1 وهي تقرأ بنون واحدة مشددة مكسورة.
التقسيم الثالث:
الإدغام من حيث الكمال والنقصان:
الحرف المدغم إما أن يكون مدغمًا في الثاني ذاتًا وصفة، أو ذاتًا لا صفة، أوذاتا لا صفة، وعلى هذا ينقسم الإدغام إلى قسمين:
1-
الإدغام الكامل: وهو أن يُدغم الحرف الأول في الثاني ذاتًا وصفة، نحو:"من لدنه، من ربك، فما ربحت تجارتهم، قد تبين، اركب معنا، نخلقكم -على وجه-".
ومنه على قول المحققين: "من نعمة، من مال، لهم ما".
سمي كاملًا لذَهَاب الحرف ذاتًا وصفة؛ بحيث لم يبقَ أثر للحرف المدغم.
2-
الإدغام الناقص: وهو أن يدغم الحرف الأول في الثاني ذاتًا لا صفة، نحو:"من يقول، من ولي، بسطتَّ، أحطتُّ، نخلقكم -على وجه-".
1 الكهف: 95.
التقسيم الرابع:
الإدغام من حيث الغنة وعدمها:
إذا كان الإدغام من قبيل إدغام النون الساكنة والتنوين، أو الميم الساكنة، فهو ينقسم إلى قسمين:
1-
الإدغام بغنة: وهو أن تظهر الغنة في النطق مصحوبًا به.
وحروفه -في النون الساكنة والتنوين- أربعة: ينمو، نحو:"من يقول، من نعمة، من مال، من ولي".
وفي الميم الساكنة: حرف واحد؛ وهو الميم، نحو:"لهم ما".
2-
والإدغام بغير غنة: وهو ألا تظهر الغنة في النطق، وله -في النون الساكنة التنوين- حرفان؛ وهما: اللام والراء، نحو:"من لدنه، من ربك".
وبقية أنواع الإدغام مع بقية الحروف كلها بغير غنة؛ حيث لا توجد الغنة إلا في النون والميم فقط.
أنواع الصفات العارضة غير المتضادة:
يتلخص مما سبق من الكلام حول الصفات الأربع: الإظهار والإدغام والإخفاء والإقلاب، أن كل واحدة منها -ما عدا الإقلاب- تنقسم إلى أقسام، وفيما يلي نذكر أنواعها بالإيجاز دون إعادة تعاريفها:
أولًا: الإظهار: وينقسم إلى خمسة أقسام:
1-
الإظهار الحلقي: وهو ما يتعلق بالنون الساكنة والتنوين.
2-
الإظهار الشفوي: وهو ما يتعلق بالميم الساكنة.
3-
الإظهار المطلق: ويتعلق بالنون والميم الساكنتين.
4-
الإظهار القمري: ويتعلق بلام "ال" للتعريف.
5-
إظهار اللام الساكنة "متوسطة ومتطرفة".
ثانيًا: الإدغام: وينقسم إلى أربعة أقسام:
1-
الإدغام من حيث السبب، وتحته ثلاثة أنواع:
أ- المتماثلين.
ب- المتجانسين.
ج- المتقاربين.
2-
الإدغام من حيث قلة عمليته أو كثرتها، وينقسم إلى قسمين:
أ- الصغير.
ب- الكبير.
3-
الإدغام من حيث الكمال والنقصان، وينقسم إلى قسمين:
أ- الكامل.
ب- الناقص.
4-
الإدغام من حيث الغنة وعدمها، وينقسم إلى قسمين:
أ- الإدغام بغنة.
ب- والإدغام بغير غنة.
ثالثًا: الإخفاء: وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1-
الإخفاء الحقيقي: وهو ما يتعلق بالنون الساكنة والتنوين.
2-
الإخفاء الشفوي: وهو ما يتعلق بالميم الساكنة.
3-
الإخفاء المصحوب بالغنة: وهو ما يتعلق بالإقلاب.