الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القراءات التي تتوفر فيها الشروط المتقدمة:
القراءات التي تتوفر فيها الشروط المتقدمة المتفق عليها عند الجمهور:
هي القراءات السبع التي تُنسب إلى الأئمة السبعة المشهورين الذين اختارهم الإمام ابن مجاهد، وألف في قراءاتهم كتابه "السبعة".
وهذا القسم من القراءات يجب على المسلم اعتقاد قرآنيته، وأنه منزَّل من الله تعالى، ويقرأ به للتعبد في الصلاة وخارجها، وجحود حرف منه يستلزم الكفر والعياذ بالله1.
يقول الإمام ابن السبكي في جمع الجوامع:
"القراءات السبع متواترة تواترًا تامًّا
…
ولا يضر كون أسانيد القراء آحادًا؛ إذ تخصيصها بجماعة لا يمنع مجيء القراءات عن غيرهم؛ بل هو الواقع، فقد تلقاها عن أهل كل بلد بقراءة إمامهم الجم الغفير عن مثلهم، وهلم جرًّا، وإنما أسندت إلى الأئمة المذكورين ورواتهم المذكورين في
1 راجع آراء العلماء في القراءات السبع في "منجد المقرئين" ص57-70، ومناهل العرفان 1/ 435 وما بعدها.
أسانيدهم؛ لتصديهم لضبط حروفها وحفظ شيوخهم الكمل فيها1.
أما ما ذهب إليه ابن الحاجب من أن "القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه
…
".
وما ذهب إليه أبو شامة المقدسي من أن "القراءات السبع متواترة فيما اتفقت الطرق على نقله عن القراء، أما ما اختلفت الطرق في نقله عنهم فليس بمتواتر
…
" فكل ذلك كلام لا يحالفه الصواب ولا يسلم لهما، وهما في ذلك على خلاف ما ذهب إليه الجمهور2.
وهذا القسم من القراءات هو ما كتب فيه كثير من الأئمة القراء، ومن أشهرهم الإمام أبو عمرو الداني "ت444هـ" الذي ألَّف فيه كتابه "التيسير" الذي نظمه الإمام الشاطبي في قصيدته اللامية المعروفة بـ"الشاطبية"، وقد رويت فيهما القراءات السبع بالطرق التالية:
1 مناهل العرفان 1/ 436، 437.
2 راجع: منجد المقرئين ص57-70، ومناهل العرفان 1/ 437-440.
وتلحق بهذا القسم القراءات الثلاث التي أثبت الإمام ابن الجزري تواترها، ورد على مَن أنكر تواترها أو قدح فيها، واستفتى فيها علماء عصره فوافقواه في حكم التواتر عليها، وهي القراءات التي تنسب إلى كل من:
1-
الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني ت128هـ.
2-
الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي ت205هـ.
3-
الإمام خلف بن هشام البزار البغدادي ت229هـ.
وقد عقد الإمام ابن الجزري فصلًا مستقلًّا في كتابه "منجد المقرئين" لبيان تواتر القراءات العشر1.
واتفق الجمهور على أن ما وراء العشر فكلها شاذة.
يقول الإمام ابن الجزري:
"والذي جمع في زماننا هذه الأركان الثلاثة هو قراءة الأئمة العشرة التي أجمع الناس على تلقيها بالقبول، أخذها الخلف عن السلف إلى أن وصلت إلى زماننا، فقراءة أحدهم كقراءة الباقين في كونها مقطوعًا بها، أما قول من قال: إن القراءات المتواترة لا حد لها، فإن أراد القراءات المعروفة في زماننا، فغير صحيح؛ لأنه لا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء القراءات العشر، وإن أراد ما يشمل قراءات الصدر الأول فيحتمل إن شاء الله"2.
وقال ابن السبكي في جمع الجوامع:
"والصحيح أن ما وراء العشر فهو شاذ"3.
1 راجع: منجد المقرئين لابن الجزري ص57 وما بعدها.
2 المرجع السابق ص15، 16، وراجع: مناهل العرفان 1/ 466 وما بعدها.
3 منجد المقرئين ص16، وغيث النفع للصفاقسي ص18.