الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السورة، وكرهت أن يثقل الكتاب، فأمسكت عن ذلك، وأخبرت بالقراءة مجردة"1.
وكأن ابن مجاهد أثار بذلك موضوع الاحتجاج وبيان القراءات؛ ومن ثَمَّ نرى تلامذته ومعاصريه بدءوا بالتأليف في الاحتجاج، وأغلب المؤلفات في علم الاحتجاج أُلفت بعد ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري، فنرى أن علم الاحتجاج أصبح ظاهرة من ظواهر التأليف في القراءات، فقد ذكر ابن النديم وغيره أناسًا كثيرين ممن ألفوا في الاحتجاج في هذا القرن2.
1 "السبعة" ص112.
2 راجع: "القراءات القرآنية" ص44، 45.
التدوين في الاحتجاج:
لا يُعرف بالتحديد بداية التأليف في علم الاحتجاج، وإن كان بعض العلماء بدأ يحتج بالقراءات وللقراءات، ويستشهد بها ولها في مؤلفاته، كما فعل ذلك إمام النحو سيبويه "ت180هـ" في كتابه، وسواء كان هذا منهجًا انتهجه لنفسه أو كان استقاه من منهج شيخه الخليل بن أحمد؛ إلا أنه لا يعتبر تأليفًا -بالمعنى الدقيق- في الاحتجاج وتدوينًا لمادته، وإن كان تعرض له ضمنًا.
يرى الدكتور/ محمد سالم محيسن أن أوَّل من ألف في الاحتجاج هو أبو بكر محمد بن السراج "ت316هـ"1.
ويرى الدكتور/ عبد الفتاح شلبي أن التدوين في الاحتجاج بدأ في القرن الثاني الهجري، ويعد ممن ألف في هذا القرن:
1-
هارون بن موسى الأعور "ت: قبل سنة 200هـ" الذي قال عنه أبو حاتم السجستاني: "إنه أول من سمع بالبصرة وجوه القراءات وألَّفها وتتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده". والبحث عن الإسناد ضرب من الاحتجاج.
2-
يعقوب بن إسحاق الحضرمي "ت205هـ" أحد القراء العشرة، وقد ألف كتابًا سماه: الجامع، جمع فيه عامة اختلاف وجوه القرآن، ونسب كل حرف إلى من قرأ به، وكان هو أعلم أهل زمانه بالاختلاف في القرآن وتعليله ومذاهبه
…
2.
ويرى الدكتور/ شلبي أن علمهما يكون جمعًا بين القراءات المتواترة والشاذة كما كان من قِبَل أبي عبيد القاسم بن سلام حيث جمع خمسا وعشرين قراءة3.
1 في رحاب القرآن الكريم 1/ 846.
2 راجع: المدخل للدكتور/ شلبي ص109، 110.
3 انظر "ابو علي الفارسي" ص: 157.