الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في رميه البربهاري بتشريع الكراهية بين المسلمين، والرد عليه]
فصل
في رميه البربهاري بتشريع الكراهية بين المسلمين، والرد عليه ثم قال المالكي ص (161) : (وتأملوا الأقوال التالية للبربهاري مثلا، وكيف تشرع الكراهية بين المسلمين:
* من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه.
أقول: هذا يشبه ادعاء العلم بالغيب.
* آكل مع يهودي ونصراني، ولا آكل مع مبتدع.
* إذا علم الله من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له.
* ومن أعرض عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا.
* ومن انتهر صاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر.
* ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة) اهـ.
والجواب من وجوه ثلاثة: أحدها: أن نسبة المالكي هذه الأقوال للبربهاري لا تصح، فإنه رحمه الله ناقل لا قائل، وقد ذكرها في كتابه " شرح السنة " ص (138 -140) ، ونسبها للإمام الكبير والزاهد الشهير الفضيل بن عياض رحمه الله.
وهي أقوال مشهورة عنه روى غالبها: * أبو نعيم في " الحلية " في ترجمة الفضيل (8 / 103) .
* واللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ".
* وابن بطة في " الإبانة الكبرى "، وجماعة غيرهم.
فإن كان في ذلك عيب فالمعيب الفضيل لا البربهاري.
الثاني: أن أقوال أئمة السلف ومن تبعهم بإحسان من الخلف متواطئة ومتفقة على ذلك، لا تجد بينهم فيه خلافا.
الثالث: أن هجر ونهر وزجر أصحاب البدع وبغضهم وكرههم من أعظم الطاعات، وأوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، فمن حقق ذلك حقق طاعة عظيمة تزيد الإيمان وتعلي الدرجات، ومخالفتها معصية تضعف الإيمان.