الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في رمي المالكي للحنابلة بالتجسيم والتشبيه ورد ذلك عنهم]
فصل
في رمي المالكي للحنابلة بالتجسيم والتشبيه، ورد ذلك عنهم قال المالكي ص (129) تحت عنوان "التجسيم والتشبيه ":(صحح الشيخ عبد المغيث الحربي الحنبلي حديث الاستلقاء، الذي فيه أن الله لما انتهى من الخلق، استلقى ووضع رجلا على رجل، وهذا تشبيه واضح) وعزا المالكي ذلك إلى " سير أعلام النبلاء " للذهبي (21 / 160) .
والجواب من وجوه: أحدها: أن هذا يعاب به الشيخ عبد المغيث لا الحنابلة. ولم يكن- رحمه الله من علمائهم الكبار، بل كان قليل العلم، وقد بين قلة علمه، بعض أهل العلم، كابن الجوزي الحنبلي وغيره.
الثاني: أن إثبات الاستلقاء - لو صح، أو عند من صححه - لا يلزم منه التشبيه.
وإثبات الصفات المجرد، ليس فيه تشبيه، وإن كان جنس الصفة أو الفعل، موجودا في الخالق والمخلوق، والمالك والمملوك.
فالله عز وجل، حي، سميع، متكلم، ينزل، ويغضب، ويحب، ويرضى، ويكره، وغير ذلك من الصفات والأفعال الثابتة له سبحانه في كتابه الكريم، أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك المخلوق، حي، سميع، بصير، متكلم، ينزل، ويغضب، ويحب، ويرضى، ويكره، وغير ذلك.
وصفات الله وأفعاله سبحانه ليست كصفات خلقه جل وعلا، ولا تشبيه في ذلك.
أما إثبات الاستلقاء، فالعمدة فيه صحة الحديث أو ضعفه، فإن صح، فليس لنا إلا التسليم.
وإن كان الراجح ضعفه، إلا أن من صححه لم يكن مشبها، ومن ضعفه لم يكن معطلا.
الثالث: أن نص حديث الاستلقاء الذي ذكره المالكي، ليس مذكورا في مصدر المالكي الذي أحال عليه، والذي في مصدره- " سير أعلام النبلاء "-: أنه صحح حديث الاستلقاء فحسب.
فهذه الزيادة من المالكي، ولم ينبه عليها، وليست مستنكرة من مثله.