الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في دعوة المالكي للسماح بدخول كتب المبتدعة إلى المملكة وعدم رؤيته بزعمه معنى لمنعها]
فصل
في دعوة المالكي للسماح بدخول كتب المبتدعة إلى المملكة!
وعدم رؤيته - بزعمه - معنى لمنعها! والرد عليه قال المالكي ص (251) : (أنا لا أرى معنى لمنع كتب الأشاعرة، والشيعة، والإباضية، وغيرهم من المسلمين، من دخول المملكة في ضوء هذا التفجر المعرفي.
بل إن التناقض يبلغ عندنا- في مراقبة المطبوعات- مبلغا عظيما، عندما نسمح بدخول كتب ملحدين، ونصارى، ويهود، ولا نسمح بكتب المسلمين!!) اهـ. .
والجواب من وجهين: أحدهما: أن ما رآه المالكي، لم يره إلا لفساد ديانته، وخبث فطرته، ولو كان سالم المعتقد، لخشي على معتقده، لكنه لما كان مسلوب ذلك، لم يخف.
والتفجر المعرفي- كما يسميه المالكي! - لا يوجب أحكاما شرعية جديدة، فالحلال حلال في عصر النبوة- ما لم يكن منسوخا- وفي عصرنا هذا، والحرام حرام كذلك.
وكان السلف رحمهم الله ينهون عن مجالسة المبتدعة، وسماع كلامهم، وقراءة كتبهم، طلبا للسلامة، وإحرازا للكرامة، فإنه ما من
أحد عرَّض قلبه للأهواء، فرجع سالما، إلا ما شاء الله.
وكم أزلت كلمة مبتدع قلب مؤمن، فخلفته في بحور الشكوك تائها، بعد أن كان في أرض الإيمان مطمئنا.
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في "نونيته ":
يا من يظن بأننا حفنا عليهم
…
كتبهم تنبيك عن ذا الشان
فانظر ترى ، لكن نرى لك تركها
…
حذرا عليك مصايد الشيطان
فشباكها والله لم يعلق بها
…
من ذي جناح قاصر الطيران
إلا رأيت الطير في قفص الردى
…
يبكي له نوح على الأغصان
ويظل يخبط طالبا لخلاصه
…
فيضيق عنه فرجة العيدان
والذنب ذنب الطير أخلى طيب الث
…
مرات في عالٍ من الأفنان
وأتى إلى تلك المزابل يبتغي ال
…
فضلات كالحشرات والديدان
وروى الآجري في "الشريعة" بإسناد صحيح: عن الفريابي، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: كان أبو قلابة - وهو أحد أئمة الدين وأركانه- يقول: "لا تُجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين، بعض ما لُبِّسَ عليهم ".
الثاني: أن زعمه أنا متناقضون في المملكة، فنسمح بدخول كتب الملحدين واليهود والنصارى، ولا نسمح بدخول كتب المسلمين من
الأشاعرة، والرافضة، والإباضية وغيرهم: فيه تفصيل:
* إن كان يعني بالمتناقضين: الجهة المسؤولة: فإن أنظمتها تمنع كل كتاب مُخِلّ بمعتقد أهل السنة أو فيه ضلالة، ومن هذا: منعها كتاب المالكي المردود عليه، وغالب كتبه الأخرى.
* وإن كان يعني بهم الحنابلة: فكلامه باطل؛ إذ لا علاقة لهم بذلك.
أما كتب الكفار نصارى وغيرهم، في علوم الدنيا، كالطب، والطيران، والزراعة، والصناعة، ونحوها: فلا بأس بها، ولا صلة لها بعقائد أصحابها، ولو قدر أن مؤلفيها: رافضة، أو معتزلة، أو غيرهم؛ لانتقاء المفسدة العقدية.
تم الكتاب
بحمد الله ومنه وفضله
يوم الأربعاء العشرين من شهر الله المحرم سنة 1423 هـ
على يد كاتبه:
عبد العزيز بن فيصل الراجحي،
عفا الله عنه وعن والديه وإخوانه ومشايخه وجميع المسلمين،
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
الرياض. ص. ب 37726 الرمز البريدي 11449