الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في الذب عن خلفاء بني أمية الأئمة الفاتحين المجاهدين]
فصل
في الذب عن خلفاء بني أمية، الأئمة الفاتحين المجاهدين قد سبق ذكر جملة من مطاعن المالكي في بني أمية، مما يشق حصره في كتابه هذا، فضلا عن كتبه الأخرى ومقالاته! .
فرماهم بكل قبيحة ورذيلة، وكل ظلم وبغي، وزعم مزاعم كبيرة، وكذب كذبات بلقاء كثيرة، لا يسترها الليل وإن طال، ولا مغيب الشمس، ولو حرمت الشروق والزوال.
وزعم أن الأحاديث النبوية الصحيحة - زيدت شرفا -: قد جاءت بذمهم! والآثار الصحابية والتابعية، تكاثرت في ذم زمانهم!
والجواب عن هذا كله وغيره، من وجوه: أحدها: أن خلفاء بني أمية من خيار ملوك المسلمين، ولا أدل على ذلك ولا أظهر، من كثرة فتوحاتهم، وما خصهم الله عز وجل ويسره على أيديهم، من نشر الإسلام، وتمكينه في الأرض، حتى أصبح المسلم عزيزا، لا تجرؤ أمة - وإن عظمت - على انتقاص قدره، أو هضم حقه.
الثاني: ما حصل من بعضهم من ظلم: لم ننكره، وما ادعينا لهم العصمة؟ !
بل هم كغيرهم من المؤمنين، يحصل منهم تقصير وتفريط، وأفعالهم السابقة، كفيلة - بمشيئة الله ورحمته ورضوانه - بإزالة ما قيل إن صدقا، وإن كذبا، وكما قال الأول:
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها
…
كفى المرء نبلا: أن تعد معايبه
الثالث: أن زعمه أن الأحاديث الصحيحة قد جاءت بذمهم فكذب، ولم يصح في ذلك شيء، عدا ذم الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95 هـ) ، ولم يكن أمويا! وإنما كان عاملا لهم، استعملوه على العراق، ولم يوفقوا في اختياره. قال الإمام العلامة الكبير أبو عبد الله ابن قيم الجوزية في " المنار المنيف، في الصحيح والضعيف "(ص 117) : (وكل حديث في ذم بني أمية: فهو كذب) اهـ.
الرابع: أن ما صح من الآثار الصحابية والتابعية، في ذم بني أمية: فلكون ميزانهم عزيزا، ولسان منجمهم رفيعا دقيقا، أحسوا بفرق حالهم في خلافة الخلفاء الأربعة الراشدين، عمن جاء بعدهم مع ما حصل من بعض بني أمية من معاصي وجور، لم يكن في عهد من قبلهم.
وكان بعض ذم أولئك الأئمة في الزمان، لا في الأعيان، لدخول المولدين في الإسلام، وما قدموا به معهم إليه، فأزالوا ثوابت، وأحدثوا حوادث.
ولظهور بدع زلزلت السنة، كبدعة الخوارج، والقدرية والرافضة، والجهمية، وغيرهم.