الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل أما ما زعمه هذا الرافضي أن الحنابلة لا يذكرون آل البيت أو لديهم حساسية من ذلك فكذب باطل]
فصل أما ما زعمه هذا الرافضي: أن الحنابلة لا يذكرون آل البيت، أو لديهم حساسية من ذلك: فكذب باطل، لم يستطع أن يختلق دليلا عليه، بله أن يجد دليلا غير مختلق! لبعدهم رحمهم الله عن ذلك، ومحبتهم العظيمة، لآل البيت رضي الله عنهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " العقيدة الواسطية " - المتن المختصر اللطيف في العقيدة، الذي يحفظه طلابنا، ويحرسه علماؤنا في مساجدهم -: ويحبون (1) أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديرخم:«أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» .
وقال أيضا للعباس عمه، وقد شكا إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال:«والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم ولقرابتي» .
(1) 1 – أي أهل السنة والجماعة.
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين، ويقرون بأنهن أزواجه في الجنة بالآخرة، خصوصا خديجة، أم أكثر أولاده، وأول من آمن به، وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العلية. والصديقة بنت الصديق، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:«فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام» .
ويتبرؤون من:
- طريقة الروافض، الذين يبغضون الصحابة، ويسبونهم.
- وطريقة النواصب، الذين يؤذون أهل البيت، بقول أو عمل. اهـ.
وهذا المختصر " الواسطية "، ليس أحد من طلاب العلم عندنا إلا وهو يحفظه. وليس أحد من مشايخنا، إلا وقد شرحه مرارا، في حلقات العلم بالمساجد، أو أفرده بشرح مؤلف.
قال الشيخ العلامة المحقق عبد الرحمن بن ناصر السِّعدي التميمي النجدي الحنبلي رحمه الله (ت 1376 هـ) ، في كتابه " التنبيهات اللطيفة، فيما احتوت عليه العقيدة الواسطية، من المباحث المنيفة "(ص 121) عند شرح الموضع السابق منها: (فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه، منها: لإسلامهم، وفضلهم، وسوابقهم) .
ومنها لما تميزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم، واتصال نسبه. ومنها لما حث عليه، ورغب فيه. ومنها ولما في ذلك، من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. اهـ.
ومن المعلوم المستقر عندنا وعند غيرنا، ممن له علم وعقل: أن كثيرا من بني هاشم طالبيين وغيرهم: حنابلة، بل فيهم جماعة، هم من كبار أئمتهم ومصنفيهم، كأبي الحسن اليونيني، وابن أبي موسى.
فهل انتحل هؤلاء الهاشميون، مذهبا ينتقص من شأنهم! ويطعن في أجدادهم؟ !
أو أنهم أصبحوا يأمرون بذلك! ويصنفون فيه! ويحثون عليه؟ !
أو أنهم لم يعلموا بتلك الأمور؟ !
ولما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (4 / 478 - 488) عن محبة آل البيت قال: (محبتهم عندنا: فرض واجب، يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في " صحيح مسلم " (2408) عن زيد بن أرقم قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خما، بين مكة والمدينة فقال: " يا أيها الناس! إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله " فذكر كتاب الله وحض عليه، ثم قال: "وعترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» .
قلت لمقدم - وهو السائل:
ونحن نقول في صلاتنا كل يوم " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
قال مقدم: فيمن يبغض أهل البيت؟
قلت: من أبغضهم، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. اهـ.