الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في إبطال المالكي الانتساب إلى السلف الصالح لتردد معناه عند أهل الفرق]
فصل
في إبطال المالكي الانتساب إلى السلف الصالح! لتردد معناه عند أهل الفرق، والرد عليه قال المالكي ص (25- 26) : (والغريب: أن كل الفرق الإسلامية، دعواها واحدة، فكل فرقة تزعم أنها امتداد للسلف الصالح، وللمنهج الصحيح!! وأن الفرقة الأخرى، هي المبتدعة، المبتعدة عن الطريق الصحيح.
وأصبحت كل فرقة، تسرد أسماء بعض علماء الصحابة والتابعين في سلفها الصالح!! ثم تدلل على ذلك بأقوال موهمة لهذا الصحابي، أو هذا التابعي.
وأغلب تلك الأقوال أو الآثار، تكون ضعيفة أو موضوعة، وإن صحت تكون دلالتها موهمة، أو غير صريحة) اهـ.
والجواب من وجوه ثلاثة: أحدها: تقدم أول الكتاب في "المقدمة الثانية"(ص 13- 14) ، وأن العبرة بصواب وصدق الادعاء، وموافقة الوحي، لا بمجرد وجوده.
ولو اطرد هذا الشك والحيرة عند المالكي: لفسد الإسلام عنده، فإن أهل الأديان، يدعون في أديانهم وصحتها، ما تدعيها أهل الفرق في صحة مذاهبها، فاليهود والنصارى، يدعون أنهم على
دين الله الذي ارتضاه لعباده، وأنهم أتباع الأنبياء والرسل!
الثاني: زعم المالكي، أن كل فرقة تزعم أنها امتداد للسلف الصالح: باطل، فمنها: من يدعي ذلك، سواء صدق في دعواه، أم لم يصدق. ومنها: من لا يدعيها! ولا يتشرف بنسبته إليهم! كرءوس المعتزلة، وكبار أئمة الاعتزال، عمرو بن عبيد ومن بعده.
الثالث: أنا -بحمد الله- قاطعون جازمون بلا شك ولا ريب، بعلم ضروري قطعي: أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، وتابعيهم على ذلك: كانوا على عقيدة أهل السنة.
روى معتقداتهم، بأسانيدها الصحيحة العالية: أئمة الإسلام في مصنفاتهم، المفردة في العقيدة، أو العامة التي تطرقوا فيها إلى مسائل الاعتقاد.
فأما المفردة التي صنفها أئمة السلف: فزادت على المائتين.
وأما مصنفاتهم العامة في التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها التي تطرقوا فيها لجملة من مسائل الاعتقاد: فهي أكثر من أن تحصى.
قال الإمام ابن قيم الجوزية في "نونيته ":
وانظر إلى السنن التي قد صنف الـ
…
ـعلماء بالآثار والقرآن
زادت على المئتين منها مفرد
…
أوفى من الخمسين في الحسبان
منها لأحمد: عدة موجودة
…
فينا رسائله إلى الإخوان
واللاء في ضمن التصانيف التي
…
شهرت ولم تحتج إلى حسبان
فكثيرة جدا فمن يك راغبا
…
فيها يجد فيها هدى الحيران
أصحابها فم حافظو الإسلام لا
…
أصحاب جهم حافظو الكفران
وهم النجوم لكل عبد سائر
…
يبغي الإله وجنة الحيوان
وسواهم والله قطاع الطـ
…
ـريق أئمة تدعو إلى النيران
ما في الذين حكيت عنهم آنفا
…
من حنبلي واحد بضمان
بل كلهم والله شيعة أحمد
…
فأصوله وأصولهم سيان
وبذاك في كتب لهم قد صرخوا
…
وأخو العماية ماله عينان
فمن ادعى غير ذلك، كانت دعواه كاذبة، محتاجة إلى دليل، لا قدرة له عليه ولا سلطان.
أما زعم المالكي: أن أقوالهم موهمة الدلالة! ضعيفة الأسانيد غالبا! : فكبقية مزاعمه، لا وجود لها إلا في مخيلته وذهنه، لذا لم يأت بمثال، ولو كان مثالا يتيما!