الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في رميه الحنابلة بالتناقض بذمهم المنطق وإنكار المجاز ثم يستدلون بهما والرد عليه]
فصل
في رميه الحنابلة بالتناقض بذمهم المنطق وإنكار المجاز، ثم يستدلون بهما، والرد عليه قال المالكي ص (136) :(وتراهم يذمون المنطق، وينكرون المجاز، مع وجود هذا وهذا في كلامهم وحججهم.) اهـ.
والجواب: أن من ذم المنطق من أئمة السنة، حنابلة وغيرهم، ومن أنكر منهم المجاز لم يستدل به أبدا، إلا أن يكون في معرض الرد عليهم، وإظهار تناقضهم، كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الرد على المنطقيين"، وفي غير كتاب.
ولم ينفرد الحنابلة بتحريمه، بل كل السلف على ذلك، ولم يطرأ الخلاف في جواز تعلم مبادئه، ما خلى منها عن محادة الشريعة، إلا متأخرا عند المتأخرين، ولم يسلم أيضا من تحريم العلماء الربانيين، حنابلة وغيرهم.
قال أبو عمرو بن الصلاح (ت 643 هـ) الإمام الشافعي الشهير، في فتواه الشهيرة في تحريم المنطق والفلسفة:
(الفلسفة رأس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة.
ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة، المؤيدة بالحجج الظاهرة، والبراهين الباهرة.
ومن تلبس بها تعليما وتعلما قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان) .
إلى أن قال: (وأما المنطق: فهو مدخل الفلسفة، ومدخل الشر شر، وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع، ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، والسلف الصالحين، وسائر من يقتدى به من أعلام الأئمة وسادتها، وأركان الأمة وقادتها، قد برأ الله الجميع من معرة ذلك وأدناسه، وطهرهم من أوضاره) إلى آخر فتواه المعروفة الشهيرة، رحمه الله.
وكذلك حرمه الإمام النووي (ت 676 هـ) ، والجلال السيوطي (ت 911 هـ) في رسالة سماها "القول المشرق، في تحريم الاشتغال بالمنطق " قال فيها: (فن المنطق، فن خبيث مذموم، يحرم الاشتغال به، مبنى بعض ما فيه على القول بـ "الهيولي"، الذي هو كفر يجر إلى الفلسفة والزندقة، وليس له ثمرة دينية أصلا، بل ولا دنيوية، نص على مجموع ما ذكرته أئمة الدين، وعلماء الشريعة. فأول من نص على ذلك:
. الإمام الشافعي رضي الله عنه.
ونص عليه من أصحابه: * إمام الحرمين.
* والغزالي في آخر أمره.
* وابن الصباغ، صاحب "الشامل".
* وابن القشيري.
* ونصر المقدسي.
* والعماد بن يونس.
* وحفده (ت 571 هـ) .
* والسلفي.
* وابن بندار.
* وابن عساكر.
* وابن الأثير.
* وابن الصلاح.
* وابن عبد السلام.
* وأبو شامة.
* والنووي.
* وابن دقيق العيد.
* والبرهان الجعبري.
* وأبو حيان.
* والشرف الدمياطي.
* والذهبي.
* والطيببي.
* والملوي.
* والأسنوي.
* والأذرعي.
* والولي العراقي.
* والشرف بن المقري.
* وأفتى به شيخنا، قاضي القضاة، شرف الدين المناوي.
* ونص عليه من أئمة المالكية:
* ابن أبي زيد، صاحب " الرسالة ".
* والقاضي أبو بكر بن العربي.
* وأبو بكر الطرطوشي.
* وأبو الوليد الباجي.
* وأبو طالب المكي، صاحب "قوت القلوب ".
* وأبو الحسن بن الحصار.
* وأبو عامر بن الربيع.
* وأبو الحسن بن حبيب.
* وأبو حبيب المالقي.
* وابن المنير.
* وابن رشد.
* وابن أبي جمرة.
* وعامة أهل الغرب.
ونص عليه من أئمة الحنفية: * أبو سعيد السيرافي.
* والسراج القزوني، وألف في ذمه كتابا سماه "نصيحة المسلم المشفق، لمن ابتلي بحب علم المنطق ".
ونص عليه من أئمة الحنابلة: * ابن الجوزي.
* وسعد الدين الحارثي.
* والتقي ابن تيمية، وألف في ذمه ونقض قواعده مجلدا كبيرا سماه "نصيحة ذوي الإيمان، في الرد على منطق اليونان ".
وقد اختصرته في نحو ثلث حجمه، وألفت في ذم المنطق مجلدا، سقت فيه نصوص الأئمة في ذلك) إلى آخر فتواه رحمه الله.
فإن قال المالكي: لست أنكر على الحنابلة تحريمهم المنطق، فقد حرمه السلف، وجمهور الخلف، كما ذكرت سابقا.
وإنما ما أنكرته عليهم القول بتحريمه، ثم الاستدلال به، فهذا تناقض منهم.
قلنا له:
هذا كذب منك ظاهر، فهلا مثالا واحدا إن كنت صادقا؟!