الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاهرة
القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر مدنها، تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، في شمال شرقي مصر، على بعد 800كم تقريبا من موقع السد العالي الواقع جنوبي مصر. ويضم نطاق المدينة جزيرتي الجزيرة (حي الزمالك) والروضة (حي المنيل) في مجرى النيل، بالإضافة إلى الضفة الغربية للنهر. وتغطي أحياء المدينة مساحة 215كم2، وتحف بها الأراضي الزراعية من ناحيتي الشمال والجنوب.
تشكل القاهرة جزءا من وادي النيل، في حين تحف بها قطاعات صحراوية من ناحيتي الشرق، وتمتد الأطراف الشمالية الغربية للصحراء الشرقية والغرب حيث توجد مقدمات الصحراء الغربية. ويضم نطاق المدينة كذلك هضبة المقطم التي تشكّل حاليا جزءا من النطاق السكني، والجبل الأحمر. ويتفرّع نهر النيل شمالي القاهرة إلى فرعين هما: فرع دمياط البالغ طوله 242كم، وفرع رشيد البالغ طوله 236كم.
يتصف مناخ القاهرة بارتفاع درجة الحرارة خلال أشهر الصيف واعتدالها مع الميل إلى البرودة أحيانا خلال أشهر الشتاء، حيث يتراوح المعدل اليومي لدرجة الحرارة في شهر يوليو (الصيف) بين 36°م أعلى درجة حرارة و21°م أدنى درجة حرارة، في حين يتراوح المعدل اليومي خلال شهر يناير (الشتاء) بين 18°م أعلى درجة حرارة و8°م أدنى درجة حرارة. لذا يؤدّي نسيم نهر النيل خلال أشهر الصيف دورا في انخفاض الحرارة في القاهرة.
وتتعرض القاهرة أحيانا لهبوب رياح الخماسين خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس ويونيو، وهي رياح تعمل على رفع متوسط درجة الحرارة بمقدار قد يصل إلى 14°م بشكل فجائي، كما أنها تخفض الرطوبة في الهواء لنسبة لا تتجاوز 10%.
يشكّل المسلمون أكثر من 90% من مجموع سكان القاهرة، أما النسبة الباقية (أقل من 10%) فمعظمهم من النصارى الأورثوذكس، ونسبة قليلة منهم كاثوليك وبروتستانت. أما اليهود، فقد غادر غالبيتهم المدينة بعد عام 1957م، ولم تعد لهم بقية في القاهرة سوى بعض الأثار التي يأتي في مقدمتها معبدهم في شارع عدلي في قلب القاهرة ومدافنهم الخاصة في حي البساتين.
بنيت القاهرة الحديثة قرب موقع مدينة ممفيس القديمة التي شيّدت نحو عام 3100 ق. م، وكانت بذلك أول عاصمة لمصر القديمة. وعندما دخل العرب مصر عام 22هـ، 642م، أقامت وحدات الجيش العربي معسكرا لها جنوبي الموقع الحالي للقاهرة حيث شيدوا بجواره بعد ذلك وبصورة متدرّجة العديد من المساكن والمساجد، ويعد مسجد عمرو بن العاص أول وأكبر هذه المساجد، والقصور وهي النطاق العمراني الذي عرف بمدينة الفسطاط التي كانت أول عاصمة إسلامية لمصر.
ويعتقد أن القاهرة سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى نجم القاهر الذي ظهر في السماء عندما بدئ في بناء المدينة، وتلى ذلك تشييد الفاطميين للجامع الأزهر الشريف الذي أصبح أمل الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية من كافة دول العالم الإسلامي. ووسع السلطان صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر (567 - 648هـ، 1171 1250م) من النطاق العمراني للقاهرة وبنى قلعته (قلعة صلاح الدين الأيوبي) في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. وفعل المماليك نفس الشيء، حيث اتسع عمران المدينة خلال فترة حكمهم الطويلة (648 - 923هـ،1250 - 1517م) وشيّدوا فيها العديد من القصور والمساكن الفاخرة والمساجد الجميلة التصميم والتي لا يزال العديد منها باقيا حتى الآن. وتركت فترة الحكم التّركي على مصر (923 - 1299هـ، 1517 - 1882م) بصماتها في بعض مساكن المدينة، بالإضافة إلى مسجد محمد علي باشا الذي بني على طراز المساجد التّركية التاريخية الموجودة في إسطنبول بتركيا.
وتعرف القاهرة منذ عهد بعيد بمدينة المآذن، لكثرة مساجدها التي ترجع إلى عهود تاريخية مختلفة تبدأ من الفتح الإسلامي لمصر حوالي عام 22هـ، 642م عندما فتحها عمرو بن العاص وشيد مسجده الشهير المعروف باسمه حتى الآن في الفسطاط. وهو نهج سار عليه الكثير من حكام مصر الذين شيدوا العديد من المساجد ذات النماذج الفريدة في الفن المعماري الإسلامي مثل مسجد الأزهر.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية