الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيت المقدس
أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله ومعراجه، ومصلّى الأنبياء جميعا ليلة الإسراء. وهو جامع كبير يقع في الجهة القبلية من ساحة الحرم القدسي الشريف في مدينة القدس. وقديما كان يطلق اسم المسجد الأقصى على كل ما بداخل سور الحرم القدسي الشريف. بارك الله تعالى المسجد الأقصى حيث وصفه بقوله:(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء: 1.
يشمل مفهوم المسجد الأقصى، المسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة بالإضافة إلى الصلوات الأخرى حتى يومنا هذا، وكذلك الصخرة المشرفة، وجامع عمر، وجامع المغاربة وجامع النساء، ودار الخطابة والزاوية الختنية، والزاوية البسطامية، وقبة موسى بالإضافة إلى الأروقة والمنائر والمصاطب والأبواب والآبار وغرف السكن. كما تضم ساحة المسجد الأقصى محراب مريم (أم المسيح عليه السلام ومحراب زكريا والد يحيى عليه السلام، ويضم أيضا مآذن خليل الله إبراهيم ومكان اعتزاله للعبادة، وفيه القبة التي عرج منها رسول الله إلى السماء، وتقع فوق المكان الذي صلّى فيه رسول الله مع من سبقه من الأنبياء، وقبة السلسلة ومصلّى جبريل، ومصلّى الخضر عليهما السلام.
حدّد ابن الفقيه والمقدسي طول المسجد الأقصى بألف ذراع، وعرضه بسبعمائة ذراع، وأنه يضم أربع منائر للمتطوعة، ومنارة للمرتزقة، وثلاث مقصورات للنساء وثمانية أبواب وأربعة محاريب. أمّا المسجد الأقصى الذي تقام فيه صلاة الجمعة وهو المتعارف عليه في عصرنا الحاضر، والذي يقع في الجهة القبلية من ساحة الحرم القدسي فهو بناء عظيم، به قبة مرتفعة مزّينة بالفصوص الملونة، وتحتها المنبر والمحراب. يمتد بناؤه من جهة القبلة إلى الشمال في سبعة أروقة متجاورة مرتفعة على الأعمدة الرخامية والسواري التي تضم 33 عمودا رخاميّا و40 سارية مبنية بالحجر. يمتد المسجد من الجنوب إلى الشمال بطول 100 ذراع، ومن الشرق إلى الغرب بطول 76 ذراعا. وفي الجنوب الشرقي داخل المسجد، توجد مجموعة من العقود المشيدة بالحجر والجص وبها المحراب. وتسمى هذه الجهة جامع عمر. وإلى الشمال منها إيوان كبير معقود وآخر يسمى محراب زكريا بجوار الباب الشرقي.
ارتبط ذكر المسجد الأقصى عند المسلمين بمعجزة الإسراء والمعراج التي كانت بداية للصلة الفعلية بين الإسلام والحرم القدسي الشريف، حيث كان هذا المكان مسرى النبي ومعراجه. وبعد ما يزيد على سبعة عشر عاما من الإسراء والمعراج، كانت جيوش المسلمين تحاصر بيت المقدس في العام الخامس عشر من الهجرة، وبعد وفاة الرسول بخمس سنوات.
بعد أن تسلّم الخليفة الثاني لرسول الله عمر بن الخطاب بيت المقدس، كشف عن مكان الصخرة المباركة التي طمرت تحت الأتربة والنفايات، وتسابق المسلمون في مشاركته ذلك العمل حتى تم تنظيف المكان المبارك، وظهرت الصخرة. بنى عمر رضي الله عنه المسجد المعروف بالمسجد العمري وأصبحت الصخرة في مؤخرته.
تم تجديد قبة الصخرة عام 413هـ لحفظها من آثار التعرية الجوية، وتوالت التجديدات في عهدهم، لتشمل الحرم القدسي المبارك بكامله.
وبمجرد أن تسلم صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس، وبعد أن طهرها من الصليبيين، عقب احتلال دام 88 عاما، عمل على إزالة التشوهات التي لحقت بالآثار الإسلامية، فطهر قبة الصخرة من التماثيل والهياكل التي وضعت فوقها، وأزال الجدار الذي وضعه الصليبيون على محراب المسجد الأقصى، وأمر بتجديده، ونقل إلى المسجد الأقصى المنبر الذي أعده نور الدين زنكي لهذا.
وقد كان المسجد الأقصى مركزا للحياة الفكرية في بيت المقدس. وذلك بما قام فيه وفي ساحاته وحوله من مؤسسات علمية مدارس ومكتبات ودور لحفظ القرآن ودراسة علومه ودور للحديث النبوي الشريف وزوايا وخوانق، ورباطات معاهد علمية أو كليات جامعية تعقد فيها الحلقات العلمية لدراسة العلوم الشرعية، وعلوم اللغة العربية والتاريخ وعلم الكلام والمنطق والعلوم الرياضية، وغيرها من فنون العلم.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية