الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المغرب
دولة عربية تقع في الزاوية الشمالية الغربية من قارة إفريقيا، وتحدها الجزائر من الشرق والجنوب، وموريتانيا من الجنوب، والبحر الأبيض المتوسط من الشمال، بساحل طوله 468كم، والمحيط الأطلسي من الغرب، بساحل يتجاوز طوله 2،500كم، ولا يفصلها عن أوروبا سوى مضيق جبل طارق.
يتراوح مناخ المغرب بين شبه الجاف في الجنوب، إلى المعتدل الدافئ من نمط البحر الأبيض المتوسط في الشمال. وتختلف درجات الحرارة في المغرب من مكان إلى آخر. فعلى امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي تكون الحرارة معتدلة في فصل الشتاء ولطيفة في الصيف، بحيث يؤدي ذلك إلى وجود مناطق مناسبة للسياحة الشتوية بالنسبة للأوروبيين. أما في داخل البلاد فتظهر الخصائص القارية، إذ تهبط درجات الحرارة كلما زاد الارتفاع، خاصة في أعالي الجبال. ففي قمة جبل طوبقال سجلت الحرارة 20°م تحت الصفر، وهي درجة لا يسجل مثلها في البلاد العربية إلا نادرا. ويعدّ شهر يناير أقل الشهور حرارة، حيث يبلغ متوسطه 19°م في مراكش ومثلها في الرباط، وشهر يونيو أعلى الشهور حرارة، إذ يبلغ معدله 33°م في مراكش و25°م في الرباط. وتبلغ درجة حرارة أغادير 13،9°م في الشتاء، و22،2°م في الصيف.
عدد السكان. زاد عدد سكان المغرب بشكل مستمر خلال الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي. ففي إحصاء 20 يوليو عام 1971م كان عدد السكان 15،321،210 نسمة، وفي 3 سبتمبر عام 1982م زاد العدد إلى 20،388،217 نسمة، بينما بلغ 28،060،000 نسمة عام 1998م، ويتوقع أن يصل عددهم إلى 34،426،000 عام 2010م.
وبلغت كثافة السكان في المغرب 39،5 نسمة/كم2 عام 1997م، وتتفاوت الكثافة بشدة من منطقة إلى أخرى. فهي ترتفع في المناطق الساحلية إلى 60 شخصا/كم2، كما ترتفع في المناطق الزراعية إلى ما بين 50 و100 شخص /كم2، على حين تنخفض في المناطق الصحراوية إلى شخص واحد في كل خمسة كم2، وتبلغ 10 أشخاص/كم2 في شرق المغرب وفي أطلس الصحراء.
الإسلام هو الدين الرسمي للمغرب، وتبلغ نسبة المسلمين حوالي 99،8% من جملة السكان، كلهم تقريبا من أتباع السنة من المذهب المالكي. وفيها عدد من النصارى واليهود تبلغ نسبتهم أقل من 1% من جملة السكان.
وتعدّ العربية اللغة الرسمية في المغرب، ولا يتحدث بها العرب وحدهم وإنما العديد من البربر إلى جانب لغتهم الأصلية. كذلك يتحدث عدد كبير من البربر والعرب اللغة الفرنسية أو الأسبانية.
التعليم: توفّر الدولة التعليم الابتدائي (الأساسي) والثانوي بالمجان، ويتم التدريس باللغتين العربية والفرنسية. ويلزم الأطفال بحضور المدرسة من سن 7 إلى 13 سنة ولمدة ست سنوات على الأقل في التعليم الابتدائي، لكن الملاحظ أن أقل من 70% منهم ينتظم في الدراسة بالفعل. وقد عرف النظام التربوي ابتداء من عام 1990م، هيكلة جديدة حلت محل النظام القديم، قسمت بموجبها مراحل الدراسة إلى نظام أساسي مدته 9 سنوات وآخر ثانوي مدته ثلاث سنوات.
بلغت نسبة الأمية في المغرب 80% بين جميع المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر عام 1986م، ولكن هذه النسبة انخفضت إلى 56،3% عام 1995م، حسب تقديرات منظمة اليونسكو (43،6% بين الذكور، 69% بين الإناث).
وتوجد بالمغرب 13 جامعة فهناك على سبيل المثال جامعة القاضي عياض في مراكش، وجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وجامعة ابن زهر، وجامعة محمد الأول، وجامعة محمد الخامس بالرباط، التي تعدّ أكبر الجامعات المغربية.
الاقتصاد: تتميز المغرب باقتصاد نام يعتمد بشكل أساسي على الزراعة والتعدين والاستثمارات الأجنبية، وكانت الحكومة تسيطر على صناعة التعدين ومعظم خدمات النقل والمواصلات وبعض الصناعات حتى عام 1993م، عندما دخل الاقتصاد المغربي مرحلة جديدة من برنامج الخصخصة. فقد صادق مجلس النواب في ذلك العام على القانون 89 - 39 الذي يخول تحويل منشآت عامة للقطاع الخاص.
وتؤدي الزراعة دورا مهما في اقتصاد المغرب، بالرغم من زيادة أهمية المعادن ونمو النشاط الصناعي والاستثمار الأجنبي. حيث تبلغ مساحة المغرب حوالي 71 مليون هكتار، وتعتبر مليون هكتار من هذه المساحة صالحة للفلاحة. ففي عام 1996م، خصص 5،9 مليون هكتار لزراعة الحبوب و325،000 للخضراوات و1،4 مليون للفواكه، و312،000 للبقول و57،000 لبنجر السكر و14،000 لقصب السكر.
الصناعة: تتميز الصناعة المغربية بتنوع بنياتها، وتمثل صادراته الصناعية حوالي 70% من مبيعاته للخارج. وبلغ حجم الاستثمارات الصناعية 14،2 مليار درهم عام 1995م، منها 92% بوساطة القطاع الخاص و8% عن طريق القطاع العام.
وتتخصص معظم صناعات المغرب في سد حاجات الاستهلاك المحلية، وتضم صناعة الأغذية، والمنسوجات، والسلع الجلدية، والإسمنت، والمواد الكيميائية، والورق، والمعادن، والمطاط، ومنتجات البلاستيك، والأسمدة، ومنتجات تكرير النفط بغرض التصدير أساسا، كما تعدّ منتجات الفوسفات ذات قيمة كبيرة في الإنتاج المغربي. وتقوم في البلاد صناعة تجميع السيارات الصغيرة (الفرنسية والإيطالية)، وقد اتجهت المغرب أخيرا إلى الاهتمام بالصناعات المعدنية الثقيلة.
نبذة تاريخية: المغرب قاعدة حضارية عريقة بدأ تاريخها المعروف منذ أسس الفينيقيون مستعمراتهم التجارية على ساحلها نحو القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وقد أدخل الرومان زراعة الرمان والعنب إلى بلاد المغرب، كما أدخلوا صناعة التعدين، ثم صارت مع بقية بلاد شمالي إفريقيا في نطاق حكم الرومان الذين أقاموا سورا رومانيا يمتد من الرباط حتى تازة لكي يحموا أنفسهم من هجمات بدو الصحراء.
الفتح العربي. فتح المسلمون المغرب سنة 62هـ، 681م على يد عقبة بن نافع، ولكن الفتح النهائي تم على يد موسى بن نصير سنة 88هـ، 707م. وقد دخل الكثير من البربر في الإسلام.
وفي سنة 172هـ، 788م، وحّد القائد العربي إدريس بن عبد الله أقاليم العرب والبربر تحت حكمه، وأنشأ بذلك أول دولة مغربية. وقد أنشأ كذلك دولة الأدارسة (وهم مجموعة من الحكام من الأسرة ذاتها) التي حكمت المغرب نحو 200 سنة تقريبا، وسمي حكام الدولة باسم السلاطين. وقد نمت فاس عاصمة الأدارسة إلى أن أصبحت مركزا دينيا وثقافيا كبيرا.
ومنذ نحو عام 1050م إلى نهاية القرن الرابع عشر الميلادي حكمت المغرب ثلاث أسر بربرية إسلامية، وغطت إمبراطورية البربر في عصور مختلفة معظم شمالي إفريقيا وامتدت إلى داخل الأراضي النصرانية في أسبانيا والبرتغال. ولكن في القرن الثاني عشر الميلادي بدأ النصارى في إخراج المسلمين من البرتغال وأسبانيا.
السيطرة الفرنسية والأسبانية. استطاع الفرنسيون والأسبان عن طريق المعاهدات والانتصارات العسكرية السيطرة على الشؤون السياسية والاقتصادية للمغرب في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. وقد حاول السلطان الحسن الأول (الذي حكم من عام 1873 - 1894م) تطوير وتحديث حكومة المغرب وجيشها، ولكن القوى الأوروبية ضربت أية إصلاحات تهدد مصالحها. وخلف الحسن ابنه عبد العزيز.
وفي عام 1907م أرسلت فرنسا قوات حربية إلى المغرب بسبب معارضتها المتزايدة لنمو النفوذ الأوروبي في الدولة، وقد أدى وجود القوات الفرنسية إلى سخط المغاربة.
الاستقلال. في عام 1943م، إبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، تقابل كل من فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وونستون تشرتشل رئيس الوزراء البريطاني، في الدار البيضاء لمناقشة خطط الحرب. وفي السنة ذاتها أنشئ حزب الاستقلال للعمل من أجل حرية المغرب.
وقد أيد السلطان محمد الخامس حزب الاستقلال، وفي سنة 1947م طالب بإعادة اتحاد الإقليم المغربي الذي تسيطر عليه فرنسا وأسبانيا، وأن تمنح المغرب حق الحكم الذاتي، ولكن فرنسا رفضت الموافقة على أية إصلاحات كبيرة. وفي سنة 1953م نفى الفرنسيون محمد الخامس وسجنوا بعض قادة حركة الاستقلال.
وقد أدى نفي السلطان إلى غضب المغاربة الذين طالبوا بعودة ملك البلاد المنفي. فسادت أعمال العنف، وشكل قادة الاستقلال الجدد جيش التحرير الوطني الذي قاوم القوات الفرنسية، فأعاد الفرنسيون محمد الخامس في أواخر عام 1955م من أجل استعادة النظام، ووعدوا بمنح المغرب حريته.
وفي مارس عام 1956م أصبحت المغرب مستقلة عن فرنسا. وفي أبريل من العام ذاته تنازلت أسبانيا عن كل مطالبها تقريبا في شمال المغرب، وأصبحت مدينة طنجة الدولية مرة أخرى جزءا من المغرب في شهر أكتوبر 1956م.
الخلاف حول الصحراء الغربية. طالبت المملكة المغربية منذ استقلالها عام 1956م باسترجاع الصحراء الغربية، وهي المنطقة التي كان الأسبان يحكمونها على الحدود الجنوبية للمغرب. وقد ماطلت أسبانيا في البداية كثيرا في استرجاع الصحراء للمغرب، ثم أعلنت عام 1975م أنها تحرص على تخويل سكان الإقليم حق تقرير المصير. وطالبت موريتانيا أثناء ذلك بأجزاء من المنطقة، ولكن جبهة البوليساريو (وهي منظمة في الصحراء الغربية) طالبت باستقلالها. وفي عام 1976م تخلت أسبانيا عن المنطقة للمغرب وموريتانيا. وقد طالبت المغرب بالجزء الشمالي، وطالبت موريتانيا بالجزء الجنوبي، وأصبحت المنطقة تعرف باسم الصحراء الغربية.
المغرب حاليا. يشهد الوضع السياسي بالمملكة المغربية عامة، ومنطقة الصحراء خاصة استقرارا تاما منذ سنوات عديدة، والدليل على ذلك حالة السلم والأمن الاجتماعي التي يعيشها المغرب منذ استقلاله. وعلى الصعيد الاقتصادي، فرغم هبوط أسعار السوق الدولية لصخور الفوسفات، التي تعد واحدة من أهم مصادر الدخل المغربي، إلا أن الحكومة عملت جاهدة على إنعاش الاقتصاد من خلال بعض الخطط وتطبيق نظام الخصخصة والاهتمام بالصناعة أكثر.
في 23 يوليو 1999م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد بلاده ودعم استقلالها، وبذل جهودا كبيرة من أجل لم الشمل الإسلامي والعربي والإفريقي. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.
المصدر:
موقع الموسوعة العربية العالمية