الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بون
تقع مدينة بون على نهر الراين على بعد 32 كم جنوبي كولون وسط غربي ألمانيا.
يمتد الجزء القديم من المدينة على الضفة الغربية لنهر الراين ويضم الحي التجاري الرئيسي. وتصطف بنايات مشهورة عديدة على الشوارع الضيّقة والمتعرجة في هذه المنطقة.
تقع المونستر، وهي كاتدرائية للرومان الكاثوليك بنيت في القرن الثاني عشر الميلادي، في وسط المدينة، وعلى مقربة منها المبنى الرئيسيّ لجامعة بون الذي تم بناؤه في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، ليكون مقرا للأمراء الناخبين في عهد الإمبراطورية الجرمانية. تضم باحة المبنى متنزها شعبيا واسعا يدعى الهفجارتن (حديقة القصر) وبعيدا عن المكان ببضعة شوارع، توجد قاعة المدينة القديمة والسوق. وعلى مقربة من السوق توجد دار بيتهوفن حيث ولد الموسيقار المشهور.
يمتد شارع أديناور الرئيسي الذي كان يدعى سابقا شارع كبلنز، من الجزء القديم من المدينة باتجاه الجنوب. وبعد أن أصبحت بون عاصمة لألمانيا، تحوّل شارع أديناور إلى مكان يعجّ بالأنشطة الحكومية الرئيسية. يقع على شارع أديناور قصر شامبورج، المكتب الرسمي للمستشار الألماني ومكان إقامته، وعلى مقربة منه فيلا همرشميت، منزل الرئيس الاتحادي ومكتبه.
أول القاطنين المعروفين للمنطقة كانوا أليوبي، وهم أقوام جرمانية عاشت في المنطقة في عام 38 قبل الميلاد. وفي حوالي 50م، أنشأ الرومان معسكرا على الضفة الغربية لنهر الراين، وقد اختاروا ذلك الموقع للمحافظة على مواقعهم على النهر ضد القبائل الجرمانية التي تحتل الضفة الشرقية. وفي حوالي 250م نفّذ حكم الإعدام على جنديين رومانيين قرب المعسكر بسبب معتقداتهما النصرانية، وأسّس الفرانكيون (الفرنجة) وهم شعب جرمانيّ آخر مدينة بون قرب قبريهما.
دمّر الغزاة النرويجيون مدينة بون إبان القرن التاسع الميلادي، ومع حلول عام 1200م، أعيد تأسيس بون تحت قيادة رئيس أساقفة كولون، وبقيت بون مقرا لأمراء كولون في الفترة 1265 - 1794م عندما سيطرت عليها القوات الثورية الفرنسية.
وفي عام 1815م، أصبحت بون والمنطقة المحيطة بها جزءا من مملكة بروسيا. وأنشئت جامعة بون في عام 1818م على يد ملك بروسيا فريدريك وليم الثالث حيث أصبحت مركزا للعلوم والمعرفة. وازدهرت بون لأن كثيرا من العائلات الثرية أحبّت الطبيعة السكنية الهادئة للمدينة، فاستقرّت فيها.
عكّرت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) وحالة عدم الاستقرار السياسي، في أرض الراين خلال العشرينيات من القرن العشرين الميلادي، صفو الحياة الهادئة لمدينة بون. وإبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، عانت بون من التدمير الشديد نتيجة للغارات الجوية والقصف المدفعيّ.
وفي عام 1949م، قسّمت ألمانيا إلى دولتين منفصلتين: ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وأصبحت بون عاصمة لألمانيا الغربية. وتم اختيار بون لقربها من روندورف، وهي البلدة التي ينتمي إليها كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا الغربية. وكان من المقرر أن تبقى بون عاصمة لألمانيا إلى أن يعاد توحيدها، وعندئذ يتعين على الحكومة أن تعود لبرلين، التي كانت عاصمة ومقرا للحكومة الألمانية قبل تقسيم عام 1949م. وأعيد توحيد ألمانيا في عام 1990م وأصبحت برلين عاصمة رسمية لألمانيا الموحدة، لكن بون أصبحت مقرّ الحكومة، حيث توجد فيها معظم الدوائر الحكومية. وفي عام 1991م، صوّت البرلمان الألماني لصالح نقل مقر الحكومة إلى برلين، ووضع جدولا زمنيا لنقل الدوائر الحكومية هناك خلال 10 إلى 12 عاما. تم نقل البرلمان من بون إلى برلين في عام 1999م، أما مكاتب المستشار الألماني فلم تنقل إلا في عام 2001م.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية.