الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسقط
مسقط عاصمة سلطنة عمان، تطل على الخليج العربي الذي يحدّ السلطنة من جهة الغرب. تبلغ مساحتها 2،300كم2، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة حسب تقديرات عام 1993م. وقد شهدت مسقط في السنوات الأخيرة نهضة شاملة في مختلف المجالات العمرانية والتعليمية والاقتصادية، وتضخمت المدينة بسبب تزايد الهجرة إليها، وأصبح هناك مايعرف بمسقط الكبرى. ارتبط تاريخ مسقط بالبحر وبالتجارة منذ نشأتها. فهي ذات موقع جغرافي وحيوي مهم بالنسبة لكل دول المنطقة، وتقع منطقة مسقط بين خطي عرض30 23° و45 23° شمالا وخطي طول 58° و59° شرقا. ويتميز مناخ مسقط بشتاء معتدل قصير يصل فيه متوسط الحرارة إلى 20°م، وفيه يتركز المطر الإعصاري نتيجة المنخفضات الجوية، أما الصيف فهو جاف وحار وطويل، ترتفع فيه درجة حرارة النهار إلى أكثر من 45°م خاصة في شهري يونيو ويوليو. مع ارتفاع في درجة الرطوبة النسبية قرب السواحل التي تزيد من ارتفاع درجة الحرارة. وصل عدد سكان مسقط إلى 622،506 نسمة حسب تعداد 1993م، أي نحو 33% من جملة سكان السلطنة. بعد أن كانوا 50،000 نسمة فقط، منذ ربع قرن، منهم 47% من الأجانب العاملين في مجال الخدمات والصناعة والتجارة، ومعظمهم من عناصر آسيوية هندوسية أو نصرانية وهناك عرب من السودان ومصر والأردن، وقلة من الأوروبيين وغيرهم. تطورت العاصمة تطورا متميزا في فترة وجيزة. فمن 50كم من الطرق عام 1975م إلى 250كم الآن، بعضها دولي من الدرجة الأولى، به ثلاثة مسارات في اتجاه واحد وهو شارع السلطان قابوس. كما أقيمت عليه بعض الجسور العالية، أو الأبراج مثل برج الصحوة، وبرج المطار، ودوار الكتاب بالسيب. ولأنها المدينة الأولى في السلطنة، فلقد أولت الحكومة منافذها الدولية أهمية خاصة، سواء من أجل حركة الركاب أو البضائع والسلع، فأقيم مطار السيب الدولي ثم ميناء قابوس بمطرح.
ويجري حاليا توسيع كل منهما ليواكبا ازدياد الطلب على خدماتهما، وأقامت مسقط قبل غيرها من المدن معظم مرافقها الحيوية من شبكات الكهرباء والهاتف وخطوط الماء والصرف الصحي والغاز الطبيعي
…
إلخ. كما استوفت الخدمات الأخرى التي يتطلبها النمو السكاني وارتفاع مستويات المعيشة. وفي مجال التعليم زاد عدد المدارس كثيرا. ففي العام الدراسي 1989/ 1990م كان عدد المدارس الابتدائية 46 مدرسة، بلغ عدد طلابها 38،228 مناصفة بين الذكور والإناث، وبينما بلغت المدارس الإعدادية 28 مدرسة بلغ عدد طلابها 12،186 طالبا، والثانوية تسع مدارس وطلابها 5،072 طالبا. هذا غير خمس مدارس ثانوية إسلامية وتجارية وكليات متوسطة. إضافة إلى بعض المدارس الأجنبية للجاليات البريطانية والأمريكية والهندية.
وفي مجال الخدمات الصحية كان هناك في عام 1970م مستشفيان صغيران فقط، ثم ارتفع عددها الآن إلى ثمانية مستشفيات رئيسية، مثل السلطاني، خولة، النهضة، الرحمة، الجامعي
…
إلخ. فضلا عن تسعة مراكز صحية و18 وحدة صحية وقائية. هذا غير الوحدات الصحية التابعة للدفاع ولشرطة وشركة نفط عمان.
ولم تغفل الدولة أمر النشاط الثقافي العام عن طريق وسائل الاتصال والإعلام الحديثة؛ فالإرسال التلفازي يبث على مدار اليوم، وكذلك البث الإذاعي. وهناك عدة صحف ومجلات يومية وأسبوعية؛ وعن طريق المؤسسات الثقافية المختلفة، ومن أشهر المناطق السياحية في مسقط:1 - السواحل الصخرية شرقي البستان وفي بندر الجصة وبندر الخيران. 2 - الشواطئ من العذيبة حتى بندر خيران، وكذلك على امتداد ساحل السيب. 3 - السواحل المرجانية في جزر الفحل والديمانيات. 4 - المزارع. 5 - بعض الطرق المحفوفة بالجبال كالتي بين الرسيل وأزكي، وعبر وادي عدي حتى قريات. 6 - مناطق أثرية بها آثار قديمة للقرى والمقابر في بندر الجصة، بندر خيران، رأس أبو داود، القريات، خور الملح. 7 - القلاع الأساسية مثل الميراني والجلالي في مسقط، وقلعة مطرح، وبوشر والقريات. 8 - بعض القصور والمساكن التقليدية في مسقط. 9 - منطقة قصر العلم. 10 - الأسواق المميزة في مطرح والسيب والقريات حيث السلع التقليدية القديمة والطرق الضيقة. 11 - المرافق العامة مثل حديقة القرم الطبيعية وريام، والوادي الجديد، والسيب
…
إلخ. 12 - أرض المعارض. وتنتشر في مسقط عشرات المساجد والجوامع، ومن أشهرها جوامع السلطان قابوس بروي والخوض والسيب. ومسجدا الزواوي بالخوير والقرم، ومسجد الجامعة. وهي جميعها مفروشة بالسجاد ومكيفة وتتسع للمئات من المصلين في صلوات العيدين والجمع .. ولافرق هنا بين مساجد الإباضية وغيرها من مساجد المذاهب الأخرى.
أما الحدائق العامة فيوجد منها 22 حديقة، وإن لم تبلغ شهرة حديقة النسيم ببركاء، منها ريام، الوادي الكبير، الحديقة الطبيعية بالقرم، الخوض
كانت الصناعة في مسقط قليلة ومحلية متواضعة قبل عام 1970م وكانت مركزة في الحمرية والوادي الجديد، لقربهما من مسقط المدينة. ولكن مع ازدياد الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل واستثمار رؤوس الأموال العائدة من الخارج، وبحكم الوظيفة التجارية الأساسية للعاصمة كان للنشاط التجاري وجوده الدائم. وتتوافر بمسقط معظم الخدمات المطلوبة للحياة المعاصرة. فبحكم وظيفتها الإدارية بوصفها عاصمة، بها 25 وزارة وأجهزة الحكم الأخرى، وبلدية العاصمة، والبلديات الفرعية، والسفارات الأجنبية. فجميع التسهيلات الإدارية متوافرة. وكذلك الخدمات التعليمية من دور الحضانة حتى الجامعة، والخدمات الصحية بوجود عدد كبير من المستشفيات المهمة بالسلطنة، والخدمات الاجتماعية بمختلف مجالاتها،
وتتمتع مسقط بشبكة طرق داخلية ممتازة؛ بلغ طولها 250كم على مستوى عال من الصيانة والنظافة وجودة الرصف، حتى الطرق الترابية عبر حدود مسقط الكبرى تلقى عناية كبيرة. أما النقل البحري فتقوم به موانئ: 1 - قابوس الذي يتردد عليه سنويا أكثر من ألف سفينة، ويستقبل سنويا مايقرب من 60% من تجارة عمان الخارجية. 2 - ميناء الفحل الذي يستقبل سنويا 400 ناقلة نفط وسفينة لشحن 30 مليون طن. 3 - مطار السيب الدولي الذي يستقبل سنويا مليونا ونصف مليون راكب بين قادم ومغادر وعابر للأجواء.
وكان سكان مسقط في الماضي من صيادي السمك والتجار والمزارعين في الأودية المحيطة بها. وعندما دمرت مملكة هرمز مدينة صحار وهليز العين وخزانة الشرق والعراق ومغوثة اليمن وقصبة عمان في القرن الثالث عشر الميلادي، انتقلت الوظيفة التجارية إلى موانئ أخرى مثل صور وقلهات ومسقط. وبمرور الزمن استقطب موقع مسقط الطبيعي الحصين الأهمية الملاحية على امتداد الساحل العماني، وأصبحت محطة تجارية ومركزا لتوزيع البضائع أو لإعادة شحنها بين دول الخليج، والهند، وشرقي إفريقيا. وتعتبر مسقط الكبرى اليوم على قمة التنظيم الهرمي في عمان. وفي موقع القلب جغرافيا، حيث يسهل اتصالها بكل أطراف الدولة جوا وبرا وبحرا. وإداريا هي العاصمة والمدينة الأولى ووظيفتها أنها المركز الرئيسي للصناعات والتجارة وتوسعات التمويل ومختلف الخدمات. وهي المثال الرائع الناجح للتخطيط العمراني الدقيق، فلا غرو أن تكون عروس الخليج العربي ومفتاحه الجنوبي وأجمل مدن سلطنة عمان.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية