الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسكة
هي مدينة تقع في الشمال الشرقي من سوريا.
تعتمد على الزراعة وتشتهر بزراعة القمح وهي الأكبر من حيث النتاج في سوريا وثاني أكبر إنتاج من محصول القطن يعد 30% من سكان الحسكة خارج سوريا وأكثرالمهاجرين هم من المسيحيين والأكراد والذين يشكلون 70% من عدد السكان.
تاريخ الحسكة يرتبط في عراقته بتاريخ بلاد ما بين النهرين حيث قسم المؤرخون عالم هذه البلاد إلى سومر وأكاد في الجنوب الشرقي، وعيلام في الشمال الشرقى وعمورو بلاد العموريين في الجنوب الغربي، وسوبارتو في الشمال الغربى، ويقع وادي الخابور ضمن مملكة سوبارتو التي كانت تمتد من مدينة عيلام في بلاد الرافدين إلى جبال طوروس، وقد عثر في لوحات جغرافية محفوظة في المكتبة الملكية لآشور بانيبال على لفظة "سوبارتو التي كانت مهد المدنية وحضارات قديمة متلاحقة، حيث خضعت المنطقة للحثيين الذين استولوا تدريجيا على القسم الغربى من سوبارتو، وبعدهم حكمها الميتانيون الذين أسسوا دولة في الجزيرة جعلوا عاصمتها مدينة "واشوكاني"، عند ينابيع الخابور، إلا أن الآشوريين قوضوا الدولة الميتانية، ودمروا عاصمتها واشوكاني، من غير أن يتمكنوا من الاستقرار وذلك بسبب الحروب المتواصلة بينهم وبين الحيثيين وشعوب أخرى، مما مهد لظهور الدولة الآرامية في منطقة الجزيرة، حيث استطاع أحد الشيوخ الآراميين بناء دولة جديدة على أنقاض دولة ميتاني المنهارة فاختار مدينة "غوزانا" في تل حلف عاصمة لدولته، ثم عاد الآشوريون في غزوة ثانية للمنطقة وتمكن "تغلات فلاصر الأول" من تدمير غوزانا، إلا أن الآراميين ما لبثوا أن حسروا نفوذ الآشوريين من جديد، وأعادوا بناء دولة آرامية جديدة تحت حكم "أبي سلمو" رئيس غوزانا، وهو الاسم الذي أطلق على بلاد الخابور في العهد الآشوري، ثم عاد الآشوريون مرة أخرى لإخضاع المنطقة، إلى أن قضى عليهم الفرس الميديون عام 606 ق. م. وفى عام 332 ق. م، تمكن اليونانيون بقيادة الإسكندر المقدوني من فتح البلاد، ثم حل محلهم الرومان عام 64 ق. م، حيث كان لمدينتي نصيبين ورأس العين شأن كبير في عهد الإمبرطور "تيودريوليوس.
أما حضاريا فتشير المصادر التاريخية إلى أن الاستقرار البشري في محافظة الحسكة يعود إلى الألف الثامن ق. م. وقد لعبت جغرافية المنطقة الخصبة دورا هاما في اجتذاب الشعوب السوبارتية والأكادية والآمورية والحورية والحيثية والميتانية والآشورية والآرامية والإغريقية والرومانية والفارسية والعربية، مما جعل حضارة المنطقة التي ترتقي في القدم إلى ما قبل الألف السادس ق. م، حيث تتسم بالغنى والتنوع، وهو ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة، وتكاد أغلب المواقع الأثرية تتوضع في التلال المنتشرة على ضفتي الخابور. وقد وثقت أغلب الأوابد ومراكز الاستيطان في النصوص المسمارية والآشورية القديمة ومن أشهر المواقع الأثرية المكتشفة: تل حلف "غوزانا": ويقع جنوبي مدينة رأس العين، وفيه أظهرت التنقيبات طبقات حضارية ومنحوتات بازلتية كانت تزين جدران مبانى المعبد والقصر، كما عثر على لقى فخارية ومجموعات من الخزف الملون تعود إلى الألفين الرابع والخامس ق. م. تل براك "ناجار": يرجح بعض الآثاريين أن يكون اسم موقع تل براك مستمد من "لاكورس بيراكى" المدون في لوحة بوتغنر لأسماء المدن والمواقع الشهيرة للإمبراطورية الرومانية، حيث أظهرت الحفريات ست طبقات حضارية متعاقبة وأبنية مثل معبد العيون قصر الملك "نارام سين" كما أظهرت لقى فخارية وتماثيل وأختاما أسطوانية ذات دلالات أسطورية
تل عجاجة "عرابان": يقع جنوب الحسكة، وكان يعد مركزا حدوديا فاصلا بين إمبراطوريتي الروم والفرس. وتشير النصوص المسمارية إلى أن هذا التل يعرف باسم مدينة "شاديكاني". ويضم التل آثار أهم مدينة من مدن حوض الخابور في العصر العباسي. تل حطين "شاغر بازار": ويقع شمال الحسكة، وقد أظهرت المكتشفات خمس عشرة طبقة حضارية متعاقبة، ومن أهم ما عثر عليه رقم طينية هامة في تاريخ الشرق القديم وحضاراته. تل ليلان "شبات انليل": يقع جنوب القامشلي على مسافة 25 كم، في منطقة مثلث الخابور، وقد أظهرت التنقيبات الأثرية طبقات حضارية تعود إلى الألف السادس ق. م، وسور المدينة والمعبد والقصر، ورقما طينية وأختاما أسطوانية وآثارا فخارية مختلفة. تل برى "كحت": يقع على بعد 8 كم شمال تل براك على الضفة الشرقية للجغجغ، وقد عثر فيه على نقشين حجريين، ساعدا على معرفة الموقع "كحت" الذي كان عام 885 ق. م. تل موزان "أوركيش": يقع بين مدينتي عامودا والقامشلي، وقد أظهر التنقيب أسوار مدينة، من أهم مدن حوض الخابور في بداية الألف الثانى ق. م. كما أظهر أطلال مبنى حجري وطبعات أختام وآثارا متنوعة هامة. تل الخوير: يقع بين مدينتي رأس العين وتل أبيض. وقد أظهرت التنقيبات مبنى معبد حجري ومنشآت معمارية ومكتشفات فخارية وعظمية ومعدنية، ومن بين أهم المكتشفات الفأس الأكادية. تل الأوبيض: يقع على مسافة 12كم جنوب مدينة الحسكة، على الضفة اليمنى لنهر الخابور، وقد أبرزت التنقيبات بقايا قصر ملكي يعود إلى العصر الآشوري الحديث 800 ق. م ويتألف من 45 غرفة ومعبدين وثلاثة أجنحة، عثر فيها على تنانير ومخازن للحبوب وأحواض وحمامات.
تلال كشكشوك: وهي أربعة تلال، الأول يقع إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة، على طريق الدرباسية الضفة اليمنى لمسيل أعيوج أما التلال الثلاثة الأخرى فتقع على الضفة اليسرى لهذا المسيل، وقد أثبتت الاكتشافات أن التلال الأربعة تنتمي إلى حضارات متعددة؛ فالأول ينتمي للحضارة الحلفية الألف الخامس ق. م والثانى ينتمي إلى الحضارة الحسونية الألف السادس ق. م والثالث يعود للحضارة العبيدية، أما الرابع فينحدر إلى الحضارة الأوروكية
تل أحمدى: يقع شرقي طريق القامشلي الحسكة، ويبعد عن القامشلي باتجاه الجنوب 20 كم، وقد أظهرت التنقيبات دورا تعود إلى العهد الميتاني، وفخاريات متنوعة وتعود إلى العهد الإسلامى والبيزنطي. وهناك تلال أثرية ضمت حضارات هامة مثل: العمارة "أبو حفو"، نص تل "أبو حجيرة"، الجسعة الغربي، تل بيدر، الحميدية، الشيخ حمد، قرمة، كرمة، تنينير، البديري، الميلبية، تل خزنة، تل عتيبج، المشنقة
…
إلخ
كشفت البعثة الأثرية السورية برئاسة الدكتور أنطوان سليمان خلال شهر نيسان 2005 عن معبدين في موقع تل مبطوح شرقي الواقع على بعد 45 كم عن مدينة الحسكة. وعن التسمية التاريخية للجزيرة تفيد المصادر التاريخية والكتب التي صدرت عن العديد من الباحثين، بالإضافة إلى الكتيبات التي أصدرتها المحافظة بهذه الخصوص عن تاريخ المحافظة وأصل التسمية أن المحافظة عرفت تسميات تاريخية عدة مثل:"ميزوبوتاميا"، و"آرام النهرين"، و"جزيرة أقور". وتأتى تسميتها بالجزيرة من خلال مدونات المؤرخين العرب لوقوعها بين دجلة والفرات، كما أشار إلى ذلك ياقوت الحموي، المقدسي، ابن حوقل، والإصطخري، والمسعودي، وغيرهم. يقول ياقوت في وصفه الجغرافي لمنطقة الجزيرة: "جزيرة أقور بالقاف، وهي التي بين دجلة والخابور، مجاورة للشام، تشتمل على ديار مضر وديار بكر، وسميت بالجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، وهما يقبلان من بلاد الروم وينحطان متساويين، حتى يلتقيا قرب البصرة، ثم ينصبان في البحر، وهى صحيحة الهواء جيدة الريح والنماء، واسعة الخير، بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة ومن أمهات مدنها: حران، الرها، الرقة، رأس العين، نصيبين، سنجار، الخابور، ماردين، ميافارقين، الموصل، ماكسين، تل مجدل، عبربان، وطابان
…
إلخ
الفضل في زراعة الشجرة المثمرة في منطقة الجزيرة يعود إلى الآشوريين "الذين ذهب بعضهم إلى حلب وحمص والساحل السوري ودمشق ولبنان وجلبوا معهم أشجار التين والتفاح والإجاص وغيرها.
المصدر: الموسوعة الحرة ويبكيبديا.