الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جدة
جدّة المدينة الرئيسية الثانية في المملكة العربية السعودية بعد مدينة الرياض، بحكم ثقلها السكاني البالغ نحو 1،210،000 نسمة في 1991م، وما تقوم به من عدة وظائف حيوية، هيأها لها موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر. فهي البوابة البحرية والجوية للحرمين الشريفين، والشريان التجاري الرئيسي في البلاد، والمنتجع السياحي الساحلي الأول في المملكة.
تقع المدينة على سهل تهامة الساحلي على بعد 75كم غربي مكة المكرمة، في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، ويحدّها من الشرق مجموعة من التلال السفحية، موازية لسلسلة جبال الحجاز الشاهقة الارتفاع. ويعلل اسم المدينة بعدة تفسيرات جغرافية ولغوية، فهي جدّة لأنها ساحل البحر لمكة والطريق إلى الماء والجبل، وقيل إنها جدّة لأسطورة ضمّها لقبر حواء أم البشر، أما السعوديون فيطلقون عليها جدّة وهو الاسم الشائع لها.
تشغل مدينة جدّة، التي تحمل لقب عروس البحر الأحمر، مساحة معمورة قدرها نحو 1200كم2 منها نحو 350كم2 مغطاة بالعمران، وهي تتكون من أربع مناطق متميزة هي: المنطقة التاريخية، ولاتزال تحتفظ بمساكنها التراثية وبيئتها التقليدية، ومنطقة الأعمال والتجارة المركزية، والمنطقة الحديثة بشوارعها الفسيحة وأحيائها السكنية الراقية ومجمعاتها التسويقية الضخمة، ومنطقة الكورنيش الذي يمتد على مسافة 80كم ويعطي للمدينة طابعا متفرّدا من حيث تصميمه الذي يمر بالشاطئ، عند أعماق مختلفة، تعكس للمشاهد ألوانا متعددة لماء البحر. وممّا جعل منطقة كورنيش جدة أشبه بالمتحف العالمي في الهواء الطلق وجود عديد من المجسمات الجمالية التعبيرية التي استمدت أشكالها من تاريخ المدينة وشخصيتها ومن الثقافة والتراث الإسلاميين، ونفذها كبار الفنانين الوطنيين والعالميين، وللمشهد الليلي الخلاب المتمثل في أعلى نافورة في العالم، حيث تنطلق مياهها من قلب البحر إلى ارتفاع 250م.
يتأثر مناخ جدة بموقعها؛ فنظرا لوجودها على البحر الأحمر، فإن نسبة الرطوبة تكون مرتفعة وخاصة إبان شهور الصيف، وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة ماء البحر، وتنخفض الرطوبة خلال شهور الشتاء. وفي الصيف ترتفع درجة الحرارة بشكل ملحوظ فقد تبلغ أحيانا 50°م.
عدد سكان مليون نسمة عام 1981م وتبلغ نسبة النمو السكاني 16% وهي أكبر بكثير من المعدل القياسي؛ الأمر الذي يدل على مدى التوسع العمراني والتقدم الاقتصادي وفرص العمل وقدراتها على الاستثمار والجذب، وموقعها بوصفها مدينة ساحلية جميلة.
تصدر في جدة ست صحف يومية، منها اثنتان بالإنجليزية وعدة مجلات أسبوعية وشهرية.
يعود تاريخ المدينة إلى العصر الحجري، فقد عثر علماء الآثار على آثار تدل على ذلك في وادي بريمان الواقع في الشمال الشرقي من جدة، كما وجدت كتابات ثمودية في جبالها الشرقية. وذكر المؤرخون أن أول من سكنها بنو قضاعة وكان ذلك في القرن الثاني قبل الميلاد، وقد انتقلوا إليها من اليمن بعد انهيار سد مأرب، وتجددت أهمية مدينة جدة بعد ظهور الإسلام.
وكان سكان جدة قد انتقلوا إلى موقع الشعيبة، لأنه يشرف مباشرة على البحر، إلا أن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أمر بإعادة مكان جدة إلى ما كان عليه بوصفه ميناء لمكة المكرمة.
ووفدت قبائل كثيرة وبعض سكان البادية إلى جدة، وكونت كل منها حيا. ومرت مئات السنين وأصبحت جدة تتألف من أربعة أحياء هي: الشام في الشمال والبحر في الغرب والمظلوم في الشرق واليمانية في الغرب.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية