الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجر
المجر دولة أوروبية صغيرة، داخلية بدون سواحل، وتسمى عادة هنغاريا. ويعيش نحو خمس السكان في بودابست العاصمة، وهي أكبر مدينة مجرية. تنتشر السهول في الجزء الغربي من البلاد. وتعد خصوبة التربة، وصلاحية المناخ للزراعة من أهم موارد الدولة الطبيعية.
السطح: معظم أراضي المجر منخفضة، ويقع نحو ثلثي البلاد على ارتفاع أقل من 198م فوق سطح البحر. كل المناطق الشرقية سهلية، ماعدا بعض الجبال المنخفضة في الشمال. أعلى منطقة في المجر جبل كاكس 1،015م فوق سطح الأرض. أما غربي المجر فيتكون من تلال وجبال منخفضة. أطول أنهار المجر التيزا، الذي يبلغ طوله 579كم، ويجري من الشمال إلى الجنوب في المنطقة الشرقية من البلاد. وهو أحد روافد نهر الدانوب، الذي يجري في سبع دول أوروبية، منها المجر. ويستخدم نهر الدانوب وسيلة نقل تجارية مهمة داخليا، بين المجر والدول المجاورة. وبحيرة بالاتون المجرية، أكبر بحيرة في وسط أوروبا.
الأقاليم الجغرافية. يوجد في المجر أربعة أقاليم جغرافية هي: 1 - السهل الكبير، 2 - إقليم عبر الدانوب، 3 - السهل الصغير، 4 - المرتفعات الشمالية.
المناخ: يختلف المناخ قليلا في المجر؛ وذلك لصغر الدولة وعدم وجود اختلافات كبيرة في السطح. يسود في المجر شتاء بارد، وصيف حار، ومعدّل درجة الحرارة في يناير حوالي -2°م، وفي يوليو حوالي 21°م. ويهطل على المجر حوالي 60 سم من الأمطار والثلوج سنويا، وأكثر الشهور رطوبة: مايو ويونيو ويوليو.
السكان: يبلغ عدد سكان المجر نحو 9،940،000 نسمة. ومنذ أواخر الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي، ظهرت مشكلة هجرة السكان من الريف إلى المدينة؛ للعمل في قطاع الصناعة النامي. ويعيش نحو 63% من السكان في المدن، منهم 1،995،696 في بودابست العاصمة. ويوجد في المجر مدينتا دبرسن، ومسكولك عدد سكانهما أكثر من 200،000 نسمة.
اللغة المجرية هي اللغة الرسمية في البلاد، وتوجد أيضا لغات أخرى خاصة بالأقليات. ويتكلم سكان الأقاليم المختلفة اللغة المجرية، بلهجات مختلفة.
الدين: ينتمي نحو ثلثي سكان المجر للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ونحو ربع السكان من البروتستانت. ومن الديانات الأخرى في المجر الكاثوليكية، واليهودية، ومذهب البيزنطية، والموحدون.
التعليم: كل المجريين، تقريبا، يعرفون الكتابة والقراءة، ويلزم القانون المجري إلحاق الأطفال بالمدارس من عمر ست سنوات إلى 15 سنة. وبعد إنهاء ثماني سنوات في المرحلة الابتدائية، يختار الطالب الالتحاق بالمدارس التكميلية لسنتين، أو المدارس الثانوية لأربع سنوات.
والمدارس الثانوية نوعان: علمية تهتم بالتعليم العام، ومهنية تدرّب الطلاب على مهن فنية في مجالات الصناعة والزراعة، بالإضافة إلى التعليم العام.
تسيطر الدولة على المدارس الابتدائية، ومعظم المدارس الثانوية.
ويوجد في المجر خمس جامعات للتعليم العام، وخمس جامعات طب، وتسع جامعات تطبيقية.
الاقتصاد: قبل الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، كانت المجر دولة زراعية. وسيطر الشيوعيون على اقتصاد البلاد منذ أواخر الأربعينيات من القرن العشرين؛ فركزوا في خططهم التفصيلية على تطوير الصناعة، فأصبحت المجر دولة صناعية.
وبعد ثورة عام 1956م، خففت الحكومة من سيطرتها على الاقتصاد. وفي عام 1968م أدخلت نظام السوق الحرة، من خلال برنامج سمّي الآلية الاقتصادية الجديدة. وفي هذا البرنامج، ظلت الدولة تضع الخطط، ولكن بتوجيهات أقل من الماضي. وفي البداية أدّى هذا النظام إلى تحقيق نمو اقتصادي، وتحسين في مستوى الحياة، ولكن أعداء هذا النظام في الاتحاد السوفييتي السابق، والمجر أعاقوا البرنامج، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع أسعار النفط، والمواد الخام في السبعينيات من القرن العشرين، والذي أدّى إلى بطء النمو الاقتصادي في المجر فانتهى النظام في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين.
ولتقليل العجز الاقتصادي، وإعادة عجلة النمو الاقتصادي، أدخلت الدولة تغييرات جذرية في الاقتصاد خلال الثمانينيات من القرن العشرين، ومنح مديرو الشركات صلاحيات اتخاذ القرارات. وتوقفت الحكومة عن مساعدة الشركات الخاسرة، بينما سمحت للشركات الناجحة بدفع أجور عالية لعمالها، وشجعت تشكيل الشركات الخاصة، التي تجذب المشاركين من الخارج. ولكن العجز التجاري ازداد.
وفي عام 1990م، خفّفت الحكومة المنتخبة غير الشيوعية سيطرتها على الأعمال التجارية، بالإضافة إلى بيع الشركات الحكومية، وتشجيع التنافس والإنتاجية الاقتصادية.
نبذة تاريخية: سكنت الأراضي المجرية منذ آلاف السنين. ولكن بدأ تاريخ دولة المجر، في أواخر القرن التاسع الميلادي؛ عندما قدمت قبائل مجرية بزعامة أرباد، من الشرق إلى حوض نهر الدانوب الأوسط، وهو إقليم من الأراضي المنخفضة يكوّن معظم دولة المجر. وهاجم المجريون المدن الأوروبية في أوائل القرن العاشر، ولم توقف هجماتهم إلاّ بعد أن هزموا على يد الملك الألماني، أوتو الأول عام 955م.
وفي عام 1241م واجهت المجر الغزو المغولي، والمغول شعب محارب قدموا من وسط آسيا، واحتلوا معظم المجر. وبعد انسحاب المغول عام 1242م، أعيد بناء الدولة. وظلّت المجر مستقلة لمدة 225 سنة، بعد موت آخر ملك من نسل أرباد. ومن أشهر ملوكهم في تلك الفترة تشارلز روبرت، الذي حكم بين 1308م و 1342م، وأعاد النظام للدولة بعد الاضطرابات التي حدثت منذ انتهاء حكم أرباد، وخفف أيضا من سلطة الأشراف، وقوى السلطة الملكية.
الحكم التركي والهابسبيرجي: هزم الأتراك المجريين في معركة موهاكس عام 1526م؛ واحتلوا أواسط المجر، وجعلوا الثلث الشرقي منها إقليما سمي ترانسلفانيا، وهي دولة صغيرة يحكمها أمير، وتعتمد على الأتراك. واحتل الهابسبيرجيون المناطق الغربية والشمالية من المجر، وفي أواخر القرن السابع عشر الميلادي انتصروا على الأتراك، فسيطروا على جميع أراضي المجر وحكموها مما سبب حدوث ثورة عام 1703م؛ حيث تم القضاء عليها في عام 1711م. ولكنهم اقتنعوا بتخفيف التسلط، وتطوير الظروف الاقتصادية والسياسية في المجر.
النمسا-المجر: ضعفت النمسا بسبب خسارتها حربين ضد فرنسا وإيطاليا عام 1859م، وبروسيا وإيطاليا عام 1866م. وفي عام 1867م، استطاع المجريون بقيادة فرانسيس ديك، إجبار الحكومة النمساوية على الاعتراف بالمجر دولة مساوية للنمسا، فتكونت مملكة ثنائية يحكمها ملك واحد، ومتحدة في السياسة الخارجية والجيش، وبعض الأمور المالية. ولكل مملكة حكومة دستورية تدير الشؤون الأخرى. وأدى هذا الاندماج إلى ازدهار البلدين.
كان في دولة النمسا المجر الكثير من السلافيين والرومانيين وغيرهم، والذين شكّلوا نحو نصف سكان المجر. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وأوائل القرن العشرين، بدأت تلك المجموعات بالمطالبة بالحكم الذاتي. وعام 1914م، قتل طالب صربي من البوسنة ولي عهد المملكة النمساوية المجرية، واتّهم الصرب بتدبير العملية، فأعلنت المملكة النمساوية المجرية الحرب على الصرب، فكانت بداية الحرب العالمية الأولى (1914م - 1918م). شكلت ألمانيا وبلغاريا
والإمبراطورية العثمانية والنمسا المجر القوى المركزية، التي حاربت دول التحالف، وهي صربيا وفرنسا وبريطانيا ولاحقا الولايات المتحدة. بين الحربين العالميتين. وقّعت المملكة النمساوية المجرية وثيقة الاستسلام في الثالث من نوفمبر 1918م. وفي 16 نوفمبر، ثار الشعب المجري وأعلن الجمهورية، وأصبح ميخائيل كارولي رئيسا. في مارس 1919م، توحد الشيوعيون والاشتراكيون، وأسسوا حكومة ائتلافية. فاستقال كارولي، وتسلّم السلطة زعيم الشيوعيين بلاكن، الذي لم يدم حكمه إلا شهورا، إذ لم يستطع الدفاع عن المجر ضد الهجوم الروماني واحتل الرومان معظم البلاد، ومن ضمنها بودابست، بالإضافة إلى أن غالبية الشعب لم يؤيد سياسة بلاكن التي سيطرت على الصناعة والزراعة. في عام 1919م، سيطر نيقولا هورثي على السلطة لمدة 25 سنة. وفي عهده أصبحت المجر ملكية بدون ملك، فحكم هورثي بوصفه وصيا على العرش. وقّع الحلفاء معاهدة تريانون عام 1920م وكانت جزءا من التسوية السلمية بعد الحرب العالمية الأولى، وخسرت المجر أكثر من ثلثي أراضيها لتشكوسلوفاكيا، ورومانيا، والنمسا، وأراضي يوغوسلافيا الحالية. وما تبقّى من الأراضي أصبحت دولة المجر الحالية.
وفي مارس 1944م، احتل هتلر المجر، وشكّلت فيها حكومة نازية. وانتهت الحرب بهزيمة دول المحور، التي وقعت معاهدة الاستسلام عام 1947م.
المجر الشيوعية. أجريت في المجر انتخابات عام 1945م، وفي العام التالي، أعلنت المجر جمهورية، وشكلت حكومة ائتلافية، نفذت الكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ومن ضمنها توزيع الأراضي على الفلاحين. تكونت الحكومة الائتلافية من حزب صغار الملاك، وحزب الديمقراطية الاجتماعية، والحزب الشيوعي، وحزب الفلاحين الوطني. وبسبب وجود الجيش السوفييتي، حصل الحزب الشيوعي على السلطة في المجر عام 1947م، ووضعوا دستورا مشابها لدستور الاتحاد السوفييتي.
حكم ماثياس راكوسي زعيم الحزب الشيوعي المجر، وكان مستبدا. وفي أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، أدت سياسته إلى تدمير الاقتصاد، فحدث استياء شعبي كبير، وخاصة لدى الكتاب والشباب، وآخرين ممن اهتموا بحقوق الإنسان، وحرية التعبير. وفي أكتوبر 1956م، ثار الغاضبون على الحكومة في شوارع بودابست، وانتشرت الثورة في جميع أنحاء المجر، فدخلت القوات السوفييتية المجر، وقضت على الثورة في نوفمبر. وقتل وسجن عدد كبير من السكان، وهاجر من البلاد نحو 200،000 نسمة.
وبعد ثورة 1956م قوّى الاتحاد السوفييتي سلطته في المجر. وحكم يانوس كادار، وهو الزعيم الجديد للحزب الشيوعي، من 1956 - 1958م. وحاولت حكومة كادار كسب تأييد الشعب؛ فخفّفت القيود المفروضة على الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وعام 1968م، تبنّت نظاما اقتصاديا، جديدا حيث أدخل نظام السوق الحرة في البلاد.
التطورات الأخيرة: تحسّن مستوى الحياة في المجر، خلال النظام الاقتصادي الجديد، ثم بدأت الأحوال تسوء بسبب رفض كادار تنفيذ إصلاحات أكثر، مما أدى إلى تغييره بزعيم جديد، وهو كارولي جروز عام 1988م، وظهرت أحزاب سياسية جديدة، ومنها بعض الأحزاب التي قضى عليها الشيوعيون في الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي.
أدخلت المجر تعديلات جذرية في دستورها عام 1989م. وغيرت الإصلاحات تركيب حكومة الدولة من دولة الحزب الواحد إلى دولة ذات رئيس، وهو زعيم الحكومة. واختير ماتياس سورس، رئيسا لحين إجراء الانتخابات. أجريت أول انتخابات تعددية منذ عام 1949م في مارس وأبريل 1990م. وفاز حزب المنتدى الديمقراطي المجري بأغلبية مقاعد البرلمان، وشكل حكومة ائتلافية مع حزبين صغيرين هما: حزب صغار الملاك المستقل، وحزب الشعب الديمقراطي المسيحي. وانتخب أرباد جونز رئيسا جديدا للدولة، وأصبح جوزيف أنتال رئيسا للوزراء حتى وفاته عام 1993م فخلفه بيتر بوروس. وفي عام 1994م، فاز الحزب الاشتراكي المجري قدامى الشيوعيين بأغلبية مقاعد المجلس الوطني وشكل حكومة إتئلافية مع حزب تحالف الديمقراطيين الأحرار. أصبح جيولاهورن رئيسا للوزراء.
وفي عام 1995م، أعيد انتخاب جونز لفترة رئاسية جديدة. وظلت الحكومة تهتم بأحوال المجريين في الدول المجاورة. ففي عام 1995م، وقعت الحكومة المجرية اتفاقية مع الحكومة السلوفاكية لحماية حقوق المجريين في سلوفاكيا. وقد صادق البرلمان المجري على الاتفاقية في العام نفسه، بينما صادق البرلمان السلوفاكي عليها في عام 1996م. ووقعت المجر مع رومانيا اتفاقية مماثلة عام 1996م. وفي عام 1998م، فاز حزب اتحاد الديمقراطيين المدني الحديث، وهو حزب ليبرالي معتدل، بأغلبية مقاعد البرلمان. وفي عام 1999م، انضمت المجر إلى حلف شمال الأطلسي، وهو منظومة عسكرية من الدول الغربية.
الموسوعة العربية العالمية