الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غانا
غانا بلد استوائي، يقع في غربي القارة الإفريقية على خليج غينيا، الذي يمتد من القارة الإفريقية داخلا في المحيط الأطلسي. ومعظم سكان غانا من الأفارقة السود. وتعتبر بذور الكاكاو التي تستخدم في صناعة الشوكولاته من أهم المحاصيل في غانا، وتتصدر قائمة صادراتها. تنتج غاباتها الأخشاب الاستوائية المتينة، عالية الجودة. ويوجد في غانا أيضا ثروات طبيعية مهمة من الصخور التي يستخرج منها الألومنيوم (البوكسيت) وكذلك الماس والذهب والمنجنيز.
السطح والمناخ: يرتفع سهل غانا وهو سهل ذو كثافة سكانية عالية ويقع على طول خليج غينيا باتجاه هضبة كواهو. وتمتد هضبة كواهو من الشمال الغربي إلى مناطق الجنوب الشرقي مارة بالجزء الأوسط من البلاد. وتفصل هذه الهضبة بين نهري فولتا الأبيض وفولتا الأسود في الشمال والشرق، كما تفصل بين أنهار أنكوبرا وبرا وتانو الواقعة في الجنوب والغرب. وتغطي غابة كثيفة مناطق جنوب غربي غانا. وتتحول الأراضي الواقعة إلى الشمال من هذه الهضبة لتصبح أراضي معشوشبة تكثر فيها الأشجار المتناثرة. وتقع بحيرة فولتا (وهي واحدة من أكبر بحيرات العالم الصناعية) في الوسط الشرقي من غانا.
ومناخ غانا، مناخ استوائي، حيث يصل معدل درجة الحرارة في أكرا الواقعة في الجنوب إلى 27°م. أما درجة الحرارة في مناطق شمالي غانا فتصل إلى معدلات أكثر من ذلك. وتهطل أمطار سنوية في معظم مناطق غانا تصل إلى 100 و150سم، أما المناطق الجنوبية الغربية فتتساقط فيها أغزر الأمطار، تهطل في مدينة أكسيم أمطار تصل إلى أكثر من 200سم في العام. وتتعرض المناطق الشمالية والشرقية من غانا إلى أوقات جفاف قاسية تمتد من شهر نوفمبر إلى مارس.
السكان: 99% من سكان غانا من الأفارقة السود بينهم مجموعات صغيرة من أصل آسيوي وأوروبي. أما الأفارقة السود في غانا فينتمون إلى حوالي مائة فئة عرقية مختلفة. وتشكل مجموعتا الأشانتي والفانتي أغلبية السكان وهما مجموعتان عرقيتان تجمعهما روابط قرابة حميمة. وتنتمي هاتان المجموعتان إلى جماعة إفريقية كبيرة تدعى آكان. أما الفئات العرقية الأخرى في غانا فتشتمل على جماعات الإيوي، والجا، والموشي داجومبا. ويتحدث أغلبهم الإنجليزية لغة البلاد الرسمية.
يعيش في المناطق الريفية حوالي 65% من سكان غانا ومعظمهم يعمل في الزراعة. أما في مناطق الغابات، فيزرع سكان غانا الكاكاو في مساحات صغيرة. وتقوم النسوة بزراعة المواد الغذائية على مساحات صغيرة لتأمين الطعام لأسرهن. أما في المدن، فيعيش حوالي 35% من عدد السكان، والعديد منهم يشغل وظائف في الحكومة. ويوجد في مدن غانا العديد من الأبنية ذات الطراز الغربي لكن بعض السكان في المدن يعيشون في منازل بنيت جدرانها من الطين وصنعت أسقفها من الصفيح. أما في المناطق الوسطى والجنوبية من غانا، فيعيش كثير من الناس في بيوت مثلثة الشكل، جدرانها من الطين، وأسقفها مصنوعة من الصفيح أو القش. وغالبا ماتبنى المنازل في الفناء. ويعيش كثير من الناس في المناطق الشمالية من غانا في بيوت دائرية الشكل جدرانها من الطين ولأسقفها شكل مخروطي. وهي مصنوعة من القش.
يعتنق حوالي 45% من السكان ديانات إفريقية تقليدية ويبلغ عدد المسلمين 10%، أما عدد النصارى من سكان غانا فيبلغ 40%. والتعليم الإعدادي والثانوي والتعليم في المدارس الفنية تعليم مجاني. ويرتاد معظم الأطفال هناك المدارس حتى سن الثانية عشرة. وتوجد في غانا ثلاث جامعات. وباستطاعة حوالي ثلثي السكان في غانا القراءة والكتابة.
الاقتصاد: غانا بلد زراعي، إلا أن فيها مخزونا مهما من المعادن. يعتبر محصول الكاكاو من أهم المحاصيل التي تصدّرها البلاد. وتشتمل المحاصيل الأخرى على البن وجوز الهند وجوز الكولا وبذور أشجار النخيل. وتنتج الغابات أخشابا ذات قيمة تجارية عالية مثل خشب الماهوجني. كما تنتج غانا صخور البوكسيت التي يستخرج منها الألومنيوم والماس والذهب والمنجنيز وخشب الصناعة الخام. ومعظم المصانع في غانا مصانع صغيرة تصنع المنتجات الزراعية وخشب الصناعة الخام. وتشتمل منتجات المصانع على المرطبات والإسمنت والملابس. ويوجد في مدينة تيما مصنع من أكبر مصانع غانا تصهر فيه مادة البوكسيت لاستخراج الألومنيوم. تنتج محطات توليد القدرة الكهرومائية، الواقعة في الجزء الجنوبي من بحيرة فولتا، كل احتياجات غانا من الكهرباء، كما تمد الدول المجاورة مثل توجو وبنين.
نبذة تاريخية: استقر أناس قدموا من ممالك إفريقية في الشمال الغربي، في عام 1200م، فيما يعرف الآن باسم غانا. وفي عام 1471م، حط المكتشفون البرتغاليون على شاطىء غانا، وأطلقوا على الشاطىء اسم ساحل الذهب. تلاهم الهولنديون لينافسوا البرتغاليين في الحصول على الذهب. استولى الهولنديون في عام 1642م على معاقل البرتغاليين كافة، وأنهوا بذلك سيادة البرتغاليين على ساحل الذهب.
ازدهرت تجارة الرقيق في القرن السابع عشر، ونافس الدنماركيون والبريطانيون الهولنديين على مكاسب هذه التجارة. وفي الستينيات من القرن التاسع عشر، انتهت تجارة الرقيق. وبحلول عام 1872م، جعلت بريطانيا من الأراضي الممتدة من الشاطئ إلى الداخل (والتي كانت تعرف باسم امبراطورية أشانتي) مستوطنة بريطانية. وفي عام 1901م، وبعد أن حولتها بريطانيا إلى مستعمرة شرعت في إنشاء محمية تابعة لها في المناطق التي تعرف الآن باسم غانا.
ازدهرت زراعة الكاكاو في منطقة ساحل الذهب في أوائل القرن العشرين كما تطورت المدارس. وفي أواخر الأربعينيات، والخمسينيات من القرن العشرين، تم انتخاب أغلبية أعضاء البرلمان من الأفارقة ليمثلوا سكان غانا إلا أن معظم السلطة بقيت في يد الحاكم البريطاني، وكذلك في يد مجلس الوزراء. وطلب في عام 1951م من كوامي نكروما، أن يشكّل حكومة، وفي عام 1952م، أصبح هو نفسه رئيسا للوزراء. أقام السكان هناك في عام 1954م حكومة خاصة بهم لكن تلك الحكومة لم تشتمل على الشؤون الخارجية والدفاع والشرطة.
منح البريطانيون لساحل الذهب استقلاله في عام 1957م وأصبحت منطقة توجو التابعة للحكم البريطاني جزءا من غانا.
اقترع سكان غانا في عام 1960م من أجل أن تتحول غانا إلى جمهورية، وانتخبوا نكروما رئيسا للبلاد. جعل نكروما من حزبه الوحيد الذي عرف باسم حزب مؤتمر الشعب الحزب السياسي الوحيد في البلاد. كما عزّز من سلطاته الشخصية في أواسط الستينيات، إلا أن تعاظم الديون على الحكومة، وتفشي الفساد في البلاد، مع تدهور أسعار الكاكاو، أضعف اقتصاد البلاد. وفي عام 1966م، تمكن مجلس عسكري من السيطرة على الحكومة، وأطاح بنكروما واتهمه بالاختلاس. علق هذا المجلس العسكري العمل بالدستور، وحل البرلمان، وألغى حزب مؤتمر الشعب. ونصّب المجلس العسكري الجنرال جوزيف أنكره رئيسا للحكومة. استقال الجنرال أنكره في عام 1969م، وعيّن المجلس العسكري بدلا منه العميد أكواسي أمانكوا أفريفا. اعتمدت غانا في عام 1969م دستورا جديدا، وعادت إلى الحكم المدني. أصبح كوفي بوسيا، الذي كان يشغل منصب زعيم الحزب التقدمي رئيسا للوزراء. بقي بوسيا في السلطة حتى عام 1972م. وأصبح الكولونيل آي. كي. تشيمبونج رئيسا للحكومة العسكرية. وفي عام 1978م أجبر بعض القادة العسكريين الكولونيل تشيمبونج على الاستقالة، وحل محله الجنرال فريدريك وليم كواسي أكوفو. ولكن في شهر يونيو من عام 1979م أطاح قادة عسكريون آخرون بالجنرال أكوفو وتولى الملازم أول جيري رولنجز، الذي كان قد قاد الانتفاضة، منصب رئيس الحكومة. وقامت الحكومة الجديدة بإعدام أفريفا وأتشيمبونج، وكذلك أكونو. وفي شهر سبتمبر من عام 1979م، حلت حكومة مدنية محل حكومة رولنجز. لكن رولنجز قاد في عام 1981م انقلابا آخر، وسيطر على الحكم مرة ثانية. عانت غانا خلال السبعينيات والثمانينيات مشاكل وصعوبات اقتصادية طاحنة انتقل على إثرها العديد من سكان غانا للعمل في نيجيريا، إلا أن نيجيريا أيضا كانت تعاني مشاكل اقتصادية.
في عام 1983م، أجبرت حكومة نيجيريا حوالي مليون غاني على العودة إلى غانا، وقد أدت عودة كل هذا العدد إلى نقص في مياه الشرب وازدياد البطالة فيها.
وفي عام 1992م، وافق الشعب الغاني على دستور جديد يكفل تعددية حزبية في ظل نظام ديمقراطي. وبدأت الأحزاب السياسية في ممارسة نشاطها بعد حظر فرض عليها منذ عام 1981م. وأجريت في نفس العام انتخابات رئاسية وبرلمانية، فاز فيها رولنجز الذي كان مرشحا عن حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي وأصبح رئيسا للبلاد. وحقق حزب المؤتمر فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية. وقد عزا كثير من المراقبين هذا الفوز الكبير إلى مقاطعة أحزاب المعارضة للانتخابات بسبب رفض الحكومة تسجيل ناخبين جدد. وفي عام 1996م، أعيد انتخاب رولنجز لفترة رئاسية جديدة.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية