الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غينيا
غينيا قطر يقع على الساحل الغربي لإفريقيا في الجزء البارز تجاه الغرب ناحية المحيط الأطلسي. توجد بأرض غينيا المستنقعات الساحلية، والمرتفعات والسهول الخضراء، والتلال التي تغطيها الغابات. سكان غينيا من الأفارقة السود. اسم الدولة الرسمي هو جمهورية غينيا. ومدينة كوناكري العاصمة أكبر المدن.
وغينيا بلد فقير ولكن بها إمكانات كبيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية بسبب مواردها الطبيعية الوفيرة. ويعتمد اقتصادها على الزراعة والتعدين. ولدى غينيا احتياطي كبير من البوكسيت وهو معدن يستخرج منه الألومنيوم.
تبلغ مساحة غينيا 245،857كم2. وينقسم القطر إلى أربعة أقاليم رئيسية هي: 1 - غينيا السفلى، وهي شريط ساحلي تنتشر به المستنقعات 2 - فوتا جالون أو غينيا الوسطى، تشغل الهضبة الوسطى حيث توجد التربة الصلبة 3 - غينيا العليا وهي منطقة شمالية من السهول الخضراء تسمى السافانا 4 - مرتفعات غينيا، وهي منطقة غابات وتلال في الجنوب الشرقي.
تتضمن مرتفعات غينيا أعلى قمة في البلاد وهي جبل نيمبا. الذي يرتفع 1،752م فوق مستوى سطح البحر. ويوجد بغينيا العديد من الأنهار؛ منها أنهار النيجر والسنغال وجامبيا. وتنمو أشجار المانجروف عند مصاب أنهار غينيا. وتشمل الحياة الفطرية في غينيا حيوانات الظبي والجاموس والفيلة وفرس النهر والنمر الأرقط والأسود والقرود والثعابين السامة.
ومناخ غينيا استوائي، وتتراوج درجات الحرارة في غينيا السفلى على امتداد الساحل، ما بين 23 و29°م. وتحظى غينيا السفلى بحوالي 280سم من الأمطار كل عام. وتعتبر منطقة فوتا جالون أبرد من الساحل وتتراوح كمية الأمطار بها ما بين 150 و250سم سنويا. سجّلت أيضا اختلافات كبيرة في درجات الحرارة في غينيا العليا والمنطقة المرتفعة بالمقارنة بالمناطق الساحلية. تحصل منطقة غينيا العليا على كمية من الأمطار أقل من أي منطقة أخرى في البلاد.
يبلغ سكان غينيا حوالى 7،759،000 نسمة أغلبهم من الأفارقة السود. وينتمي حوالى 85% منهم إلى إحدى السلالات العرقية الرئيسية الثلاث. أكبرها الفولانيون أو البيول. يعيش معظمهم في إقليم الهضبة الوسطى والمسماة فوتا جالون. والجماعة الكبيرة الثانية هي المالنكيون وهي تحتل جزءا كبيرا من شمال شرقي غينيا، خاصة مدن كانكان، وكوروسا وسيجويري. وثالث هذه الفصائل هي جماعة السوبسو، وهي تعيش على امتداد ساحل غينيا. وتمثل الجماعات العرقية السوداء الصغيرة معظم ماتبقى من سكان غينيا.
والفرنسية هي اللغة الرسمية في غينيا. ولكن معظم الشعب يتحدث إحدى اللغات الإفريقية الثماني في البلاد. ويشكل المسلمون نحو 85% من السكان والنصارى 1% معظمهم من الكاثوليك. والنسبة الباقية تتبع الديانات الإفريقية التقليدية.
يقطن 71% من الغينيين المناطق الريفية ونحو 29% من السكان يعيشون في المدن. ويشتغل معظم الريفيين بالزراعة. وينتج العديد من الزراع محاصيل تكفي فقط لإطعام عائلاتهم. أما في المدن، فيشتغل الناس بالوظائف الخدمية والصناعية الخاصة والحكومية.
معظم المنازل الريفية أكواخ دائرية مصنوعة من الطوب اللّبن المجفف في الشمس، ذات أسقف من القش. أما في المدن الكبيرة والصغيرة، فيعيش معظم الناس في منازل مستطيلة الشكل ذات طابق واحد مصنوعة من الطوب اللبن أو من الخشب. وقليل من المنازل في غينيا يوجد بها كهرباء ونظام صرف صحي. وتعاني مدينة كوناكري نقصا شديدا في المساكن.
الأرز الغذاء الرئيسي لسكان الساحل. أما الذرة والدخن فيشكلان الغذاء الرئيسي في أراضي السافانا في الشمال. تدخل الحبوب عادة في الوجبات مخلوطة بالماء المغلي حتى تكوّن قواما غليظا، ويقدم معها صلصة التوابل الحارة. وتشمل بعض الوجبات الخضراوات، مثل المنيهوت وموز الجنة والفواكه مثل المانجو والبرتقال والأناناس. وأحيانا يأكل الناس اللحوم والأسماك. ومعظم الغينيين لا يحصلون على قدر كاف من البروتين والفيتامينات في وجباتهم، وبعضهم يشرب اللبن ممزوجا بالماء أو بعض المشروبات المصنعة محليا.
ويستطيع نحو 35% من إجمالي البالغين القراءة والكتابة. وتدير الحكومة مدارس الدولة المجانية التي تقبل جميع الأطفال بين سن السابعة والتاسعة عشرة. ومع ذلك، فإن ثلث الأطفال فقط في غينيا يذهبون فعلا إلى المدرسة، حيث يوجد نقص في حجرات الدراسة والمدرسين. ويلتحق قليل منهم بالكليات التي تتبع جامعتي كوناكري وكانكان.
ولدى الغينيين ثقافة شعبية غنية يعبرون عنها من خلال الموسيقى والأساطير الشعبية والفن المسرحي.
والتاريخ أحد المعالم المهمة في الثقافة الغينية، يرويه الرواة المعروفون باسم جريوتس. ويقوم الحرفيون بصناعة السلال المنسوجة والحلي المعدنية والمنتجات الجلدية.
الاقتصاد: غينيا من أقل بلاد العالم تنمية. ومع ذلك فإن لديها العديد من الموارد الطبيعية القيمة التي يمكن أن تحولها إلى دولة غنية. ففي غينيا حوالي ثلث مخزون العالم من البوكسيت وهو معدن يستخدم في صناعة الألومنيوم. كما يتوفر بها مخزون معادن أخرى مهمة، مثل خام الحديد والماس والذهب واليورانيوم.
ويعمل حوالى 80% من شعب غينيا بالزراعة، حيث ينتجون الموز والمينهوت والبن والذرة والفول السوداني والأناناس والأرز والبطاطا الحلوة ومحاصيل أخرى. كما يشتغل المزارعون في السهول والمرتفعات بتربية الماشية. ويعمل بالتعدين والصناعة والبناء حوالى 10% من إجمالي العمال في غينيا. وتقوم المصانع بتصنيع منتجات الأغذية والغزل والنسيج.
ويمثل خام البوكسيت والألومنيوم، الصادرات الرئيسية حيث يسهمان بأكثر من 95% من قيمة صادرات غينيا. كما تصدر غينيا أيضا السلع الزراعية، مثل الموز والبن ومنتجات النخيل والأناناس. أما الواردات الرئيسية، فتشمل مواد البناء والغذاء والآلات ومنتجات النفط ومعدات النقل والسلع الاستهلاكية.
وتستورد غينيا معظم وارداتها من الصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.
نبذة تاريخية: تشير الأدوات الحجرية الموجودة في أماكن متعددة إلى أن الإنسان عاش في هذه المنطقة منذ عصور ماقبل التاريخ. ومن المحتمل أن الناس قد هاجروا إلى غينيا من إقليم الصحراء منذ نحو 2000 سنة ق. م. والسكان الأوائل في فوتا جالون ومرتفعات غينيا كانوا يعملون بحرفة الصيد. وبحلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد بدأ السكان في تربية المواشي وزراعة المحاصيل. وقد حلت الزراعة محل الصيد بدرجة كبيرة.
وقد وقعت أجزاء من غينيا تحت سيطرة عدة إمبراطوريات في الفترة من القرن الحادي عشر الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي. وقد أصبحت إمبراطورية مالي التي أسسها المالنكيون أقوى دولة في المنطقة بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين. انتقل الفولانيون من الشمال إلى غينيا بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر الميلاديين. وقد أعلن المسلمون من الفولانيين والمالنكيين الجهاد ضد غير المسلمين من الفولانيين والمالنكيين في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي وأحكموا سيطرتهم على منطقة فوتا جالون.
كان الرحالة البرتغاليون أول من وصل إلى غينيا من الأوروبيين في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. وقاموا بجمع الغينيين وبيعهم أرقاء، وتدريجيا ازدهرت هذه التجارة. وبحلول القرن السابع عشر الميلادي قدم إلى المنطقة تجار آخرون من دول أوروبية عديدة. وبدأت فرنسا في السيطرة على أجزاء من غينيا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وقد حصل الفرنسيون على بعض المقاطعات من خلال المعاهدات وحصلوا على البعض الآخر بالاحتلال. وفي عام 1891م أصبحت غينيا مستعمرة فرنسية تسمى غينيا الفرنسية وقد قاوم ساموري توري، وهو من القادة المالنكيين الأقوياء، الحكم الفرنسي، ولكنه هزم وأسر عام 1898م.
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، نشطت الأحزاب السياسية واتحادات العمال في غينيا. وتكوّن الحزب الديمقراطي في عام 1947م، وأصبح سيكو توري رئيسا له عام 1952م. وفاز الحزب بمقاعد الهيئة التشريعية عام 1957م. وفي 28 سبتمبر عام 1958م صوّت الشعب في غينيا لصالح الاستقلال التام عن فرنسا.
وأصبحت غينيا دولة مستقلة رسميا في 2 أكتوبر من العام نفسه برئاسة سيكو توري أول رئيس بعد الاستقلال. واتخذ الدستور الأول في غينيا شكلا فعّالا في 12 نوفمبر. وفي ديسمبر أعلن قانون البلاد الحزب الديمقراطي باعتباره الحزب السياسي الوحيد في غينيا.
وقد سيطرت الحكومة سيطرة كاملة تقريبا برئاسة سيكوتوري والحزب الديمقراطي على اقتصاد غينيا في محاولة لإقامة دولة اشتراكية. وكانت الحكومة تأمل أيضا في تشجيع الوحدة بين شعوب الدولة الجديدة وتقوية الروابط مع بلدان إفريقية أخرى.
إلا أن الأحوال في غينيا لم تحرز أي تقدم في تنمية مواردها الطبيعية الوفيرة، وبقي معظم الشعب فقيرا. وفي الفترة ما بين الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي قامت حكومة سيكو توري بسحق كل مقاومة لسياساته وسجن بعض معارضيه. وفي أواخر السبعينيات كان سيكوتوري قد بدأ في تخفيف بعض قيود الحكومة وإطلاق سراح المسجونين.
مات سيكو توري في 26 مارس 1984م. وفي أوائل أبريل سيطر قادة الجيش على الحكومة. فعطلوا العمل بالدستور وألغوا الحزب الديمقراطي وأصبح العقيد لانسانا كونتي قائد المجلس العسكري الحاكم رئيسا للبلاد. وقد تخلت حكومته عن السياسات الاقتصادية الاشتراكية، واعتمد على سياسات الملكية الحرة.
وفي عام 1990م، وافق الشعب الغيني على دستور جديد يكفل الانتقال إلى الحكم المدني وقيام نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب. وقد فاز كونتي في الانتخابات التي أجريت عام 1993م وأصبح رئيسا للبلاد. كما فاز حزبه، حزب الاتحاد والتقدم، بأغلب المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 1995م. وفي عام 1998م أعيد انتخاب كونتي لفترة رئاسية أخرى.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية