الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تشاد
دولة إفريقية إسلامية قليلة السكان تقع في شمالي وسط إفريقيا. وهي تغطي 1،284،000 كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي سبعة ملايين نسمة. وعاصمتها إنجمينا وهي أيضا أكبر مدينة. استعمرت فرنسا تشاد عام 1920م، إلى أن نالت استقلالها عام 1960م.
تشاد دولة مغلقة لا منفذ لها على البحر. ويعيش أغلب السكان في الجزء الجنوبي الخصيب، أما معظم الجزء الشمالي من تشاد فصحراء.
السّطح والمناخ: يتكون معظم القطر من أرض صحراء جافة، وهضاب صخرية. وسلسلة جبال تبستي في شمال غربي تشاد بها أعلى قمة في البلاد وهي قمة جبل إمي كوسي. ويبلغ ارتفاع الجبل 3،415م فوق مستوى سطح البحر. وتعزل مساحة كبيرة من السافانا في وسط تشاد الصحراء الشاسعة في الشمال، والتي تشكل جزءا من الصحراء الكبرى عن منطقة صغيرة خصيبة جدّا في الجنوب.
السكان: ينتمي التشاديون إلى مجموعات عرقية متنوعة. والعربية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان للدولة. ومع ذلك فإن معظم سكان تشاد يتحدثون لغاتهم المحلية، ولا يعرف القراءة والكتابة إلاّ حوالي سدس البالغين. يعيش ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان تشاد في الريف (78%) ويعملون مزارعين أو رعاة. ويعيش الباقون في إنجمينا والمدن الأخرى، حيث يعمل أكثرهم مزارعين.
الاقتصاد: تشاد دولة نامية، بها مصادر طبيعية قليلة، ومعظم الأراضي شمالي تشاد غير صالحة للزراعة. ومع ذلك، فإن مستودعات النطرون الطبيعي غربي البحيرة واليورانيوم في الشمال، لهما قيمة اقتصادية. وتشكل زراعة القطن المحصول الرئيسي في البلاد بالإضافة إلى الدخن، والذرة الرفيعة والفول السوداني والأرز.
ليس في تشاد إلا القليل من الصناعات، فهناك مصانع للمشروبات والمنسوجات ومصانع للسجائر، والصابون، وشركات للبناء، والطواحين التي تصنّع الفول السوداني والقطن وزيت بذور القطن، وتتركز هذه الصناعات في إنجمينا والمدن الجنوبية البعيدة.
نبذة تاريخية: لايعرف إلا القليل عن التاريخ القديم لتشاد، وقد اكتشفت بقايا لحضارات قبل التاريخ في بعض المناطق مثل تبستي، وبوركوا، وإنيدي في شمالي تشاد. إن النقوش الصخرية والرسوم التي ترجع إلى 5000 ق. م، توضح مناظر عن الصيد والرعي. والأدوات البدائية التي وجدت حول بحيرة تشاد تشير إلى وجود شعوب سكنت المنطقة وكانت تعتمد على تربية الماشية وذلك نحو سنة 500 ق. م. وقد حكمت مجموعة من الملوك من أسرة صفوا تشاد هذه المملكة لمدة 1000 عام. وقد دخل الإسلام تشاد حوالي عام 1100م. ولقد نمت وتطورت مملكتا باغرمي وودّاي. بالقرب من كانم في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. أصبحت الممالك الثلاث قوية ومزدهرة بالمتاجرة في البضائع والرقيق.
طالب الفرنسيون بتشاد، وتجولوا في أرجائها في أثناء ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر. ثم أصبحت مستعمرة فرنسية عام 1920م. وكانت جزءا من منطقة تسمى إفريقيا الاستوائية الفرنسية.
عانى شعب سارا أكثر من أي مجموعة أخرى تحت الحكم الاستعماري، وقتل الكثير منهم في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م)، والثانية (1939 - 1945م). وأرسل الآلاف للعمل في السكك الحديدية فيما يعرف الآن بالكونغو، ولم يرجع منهم أحد. وعندما صارت تشاد مستقلة عام 1960م، تولّت السلطة حكومة يسيطر عليها السارا، وأصبح أول رئيس لتشاد فرانسوا طمبلباي، الذي ينتمي إلى مجموعة قبائل السارا.
وفي عام 1962م، شكلت مجموعة من الشماليين منظمة ثورية تسمى جبهة التحرير الوطنية، كان أغلب قادتها من المسلمين. واندلعت الحرب بينها وبين الحكومة في منتصف الستينيات مما دعا الحكومة لأن تستنجد بفرنسا عسكريا.
استمرت الحرب إلى أن استولى الثوار على نصف الجيش التشادي عام 1978م. ثم تشكلت عندئذ حكومة جديدة بها عدد متساو، يمثلون الشمال والجنوب وأصبح فيها حسين حبري رئيسا للوزراء.
لم تحل الحكومة الجديدة مشاكل تشاد، لذلك هرب الرئيس مالوم عام 1979م.، وتصارعت بعد ذلك مجموعتان من القوات الثائرة علي السلطة، تنتمي إحداها لحبري الذي كان في ذلك الوقت وزيرا للدفاع. ورأس المجموعة الأخرى الرئيس الجديد جيكوني عويضي. الذي تلقى دعما من ليبيا. وفي عام 1980م، هزم الجيش بقيادة حبري واستولى جيكوني على السلطة، وظلت القوات الليبية في تشاد حتى عام 1981م، عندما طالبها جيكوني بالرحيل. وقد حلت قوات حفظ السلام من منظمة الوحدة الإفريقية محل القوات الليبية، ولكنها فشلت في أن تمنع قوات حبري من الدخول ثانية إلى إنجمينا.
وفي يونيو 1982م، أطاح الجيش بقيادة حبري بحكومة جيكوني الذي هرب، كما انسحبت قوات حفظ السلام الإفريقية وصار حبري رئيسا، ولكن جيكوني عاد مع قوات من ليبيا. وفي عام 1986م، اندلع الصراع بين قوات جيكوني وحلفائهم الليبيين. واتحدت قوات جيكوني مع قوات حبري، وهاجم حبري الليبيين. وفي عام 1987م، انسحب الليبيون من كل تشاد فيما عدا شريط أوزو، ووافقت الدولتان على الهدنة في أواخر عام 1987م. لكن استمر الصراع قائما بينهما على ذلك الشريط حتى فصلت محكمة العدل النزاع لصالح تشاد، وأعيد الشريط في 1994م لتشاد. وفي ديسمبر 1990م، استطاعت مجموعة ثورية تسمى حركة الإنقاذ الوطنية من إقصاء حكومة حبري. وقامت هذه المجموعة بتشكيل حكومة جديدة برئاسة إدريس دبي. وفي عام 1993م، عقد مؤتمر ضم كافة الأحزاب والفعاليات السياسية، وتم تشكيل حكومة مؤقتة. وفي عام 1996م، أقرت تشاد دستورا جديدا، وأجريت انتخابات رئاسية وظل إدريس دبي رئيسا للبلاد. وفي عام 1997م، أجريت انتخابات برلمانية، وحازت حركة الإنقاذ الوطنية معظم مقاعد البرلمان. أعيد انتخاب دبي مرة أخرى في عام 2001م، وحافظت حركة الإنقاذ على الأغلبية البرلمانية بعد الانتخابات التي أجريت في عام 2002م.
الموسوعة العربية العالمية