الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحيط الأطلسي
المحيط الأطلسي أهم منطقة تجارية في العالم، وقد تجمعت حول سواحله معظم الأقطار الصناعية، سماه الرومان القدامى أطلس نسبة لجبال الأطلس الممتدة على الجناح الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وهي ترسم الحدود الطبيعية للعالم القديم.
يغطي المحيط الأطلسي مساحة تقدر ب81،500،000كم2، تضاف لها الخلجان لتصبح المساحة 106ملايين كم2، وتغطي مياه المحيط خمس مساحة الأرض، وتمثل ثلث المياه السطحية، وتشير الخريطة إلى أن المحيط الأطلسي يتصل بأوروبا وإفريقيا على الضفة الشرقية، بينما تحده الأمريكتان الشمالية والجنوبية غربا، وفي الخريطة يشبه المحيط الأطلسي ساعة رملية، ويسمى طرفاها العريضان شمالي وجنوبي المحيط الأطلسي.
ليس للمحيط حدود شمالية، وأخرى جنوبية بمعنى الكلمة؛ لأنه يتصل بالمحيطين القطبيين شمالا وجنوبا، شواطئ وجزر المحيط الأطلسي: يمتد الساحل الشرقي للمحيط على طول 51،500كم، والساحل الغربي على طول 88،500 كم، وفي السواحل الأوروبية والأمريكية الشمالية خلجان ورؤوس، تجعل منها ضفة متقطعة بخلاف السواحل الإفريقية والأمريكية الجنوبية المتناسقة. وتتضمن السواحل الشرقية بحر النرويج وبحر الشمال والبلطيق والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وضمن السواحل الغربية خليج سانت لورنس وخليج المكسيك والبحر الكاريبي، وفي الشمال نجد الجزر البريطانية وآيسلندا وجرينلاند ونيوفاوندلاند وجزر الهند الغربية وجزر الأزور وجزر الكناري وكيب فيرد.
يبلغ أقصى عمق للمحيط 4،000م، إلا أن قاعه غير متساو؛ إذ ترتفع فيه نتوءات فوق سطح الماء تسمّى الفريز القاري. كما توجد في القاع أعماق لا يمكن سبر أغوارها وهي اللجج.
أرضية المحيط الأطلسي مستودع للفلزات الثمينة والمنشآت النفطية التي تدير الآبار النفطية في شمالي القارة الأمريكية وفي بحر الشمال.
كما تحتوي سلسلة الجبال في وسط المحيط الأطلسي على خامات فلزات النحاس والحديد والزنك، إلا أن فاعلية الطرائق المستعملة لاستخراج هذه الفلزات العمقية لم تبلغ بعد حد الكمال.
يأوي المحيط الأطلسي على مساحته الواسعة مختلف الأسماك والحيوانات البحرية التي تتغذى بالنباتات المتراكمة في القاع، وتطفو على وجه الماء نباتات أخرى لتأخذ حاجتها من الضوء. وتحتوي المياه السطحية المجاورة للرفوف القارية على عناصر مهمة من المعادن، تساهم بوجودها على ازدهار النباتات، وبجوارها تتكاثر الأسماك والحيوانات الأخرى. وهكذا في السواحل الإفريقية الغربية، وفي أقصى المناطق شمالا وجنوبا.
تقوم التيارات الجارية في المحيط برفع المعادن من العمق إلى السطح. والمحيط الأطلسي يزود العالم بما يقارب الثلث من مجموع مصايد الأسماك والمحار. ومعظم موارد البحر توجد في المياه السطحية في منحدر دوجر بمنطقة بحر الشمال، والمناطق الجنوبية الشرقية من نيوفاوندلاند وكندا.
في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، شرع العلماء يستعملون السونار لسبر أعماق البحار.
في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين الميلادي أجرى العلماء في مشروع الحفريات القاعية دراسات علمية عميقة، فتوصلوا إلى معرفة العصر الجيولوجي لمختلف مناطق المحيط.
في الستينيات من القرن العشرين الميلادي، أخذت بعض مناطق المحيط المتاخمة للمدن الكبرى تتلوث بدرجة ملحوظة؛ إذ تحمل الوديان مياه الصرف الصحي إلى المحيط، كما تحمل الرياح أنواع المبيدات الحيوانية والنباتية لمياه المحيط، وتتدفق فيه أيضا كميات النفط المتسربة من الناقلات عند شقها عباب المحيط، وتضررت بسبب هذه النفايات جميع أنواع مصايد الأسماك في المناطق الساحلية. ويعتقد العلماء أن الضرر لم يبلغ منطقة أعالي البحار، وإنما بقي محصورا في المناطق الساحلية.
وفي منتصف السبعينيات من القرن العشرين، أصدر عدد من الدول مجموعة قوانين لمنع المزيد من تلوث مياه المحيط الأطلسي.
المصدر: الموسوعة العربية والعالمية.