الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيب تاون
كيب تاون العاصمة الدستورية لجنوب إفريقيا، حيث تعقد بها جلسات البرلمان. ويبلغ عدد سكانها 854،616 نسمة، وعدد سكان كيب تاون الكبرى 1،869،143. أما العاصمة الإدارية، فهي بريتوريا، والعاصمة القضائية هي بلومفونتين.
كيب تاون عاصمة مقاطعة الكاب الغربية أيضا. ولما كانت تمثل أول مستوطنة بيضاء في جنوب إفريقيا، فقد سماها أهلها المدينة الأم. ومدينة كيب تاون من أجمل المدن في العالم. وتقع على سفح جبل التيبل، في أقصى طرف القارة الجنوبي الغربي. وقد جعل منها موقعها في مجمع المحيطين الهندي والأطلسي مكانا ملائما تشرف فيه على أهم طرق الملاحة العالمية بين آسيا وأوروبا.
إن موقع المدينة على حافة جبل التيبل يعتبر أبرز معلم فيها. وتشمل منطقة كيب تاون الكبرى كلا من المدينة وضواحي ساحل الأطلسي ومنطقة فولس بي مع بقية الضواحي الأخرى. وكل الإقليم يعرف عامة بشبه جزيرة الكاب.
تعدّ كيب تاون ثانية أكبر ميناء في جنوب إفريقيا بعد ديربان. ونظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على أهم الطرق الملاحية والتجارية، فقد صارت نافذة جنوب إفريقيا على العالم لعدة قرون. وكان المرفأ يوفر مرسى آمنا للسفن ويمدها باحتياجاتها اللازمة من أحواض جافة للصيانة، ووقود وشحن وتبريد وغيرها من عمليات ضرورية. وهناك خطط لتطوير مناطق الأرصفة القديمة وتأهيلها في المدينة. ومن أهم السلع التي كانت تصدر عبر كيب تاون: الأسبستوس، والنحاس، والأسماك، والفواكه، والكركند، والفول السوداني، والصوف. أما الوارد إليها فقد شمل قطع غيار السيارات، والآلات والمنتجات الصناعية والأرز. هذا بجانب رسوّ السفن حاملات البترول العملاقة التي لا تستطيع عبور قناة السويس.
وفي كيب تاون اقتصاد متنوع، يعتمد على الزراعة في المقام الأول، وإن تطورت الصناعات اليوم كثيرا حول المدينة. وقد ضمت تلك الصناعات المواد الكيميائية والملابس والمتفجرات وتعليب الفواكه والأثاثات والجلود وتجميع السيارات والبترول والطباعة. كما تزدهر السياحة في المدينة. ونجد قطاعا كبيرا من السكان يشتغلون في مرافق الخدمات والمؤسسات الحكومية المختلفة.
كذلك يعتقد المؤرخون أن سكان الكهوف في العصر الحجري الأول كانوا يقطنون في منطقة كيب تاون من حوالي 150،000 سنة. وقد جاء بعدهم بحوالي 75،000 سنة سكان العصر الحجري الوسيط.
ومنذ حوالي 28،000 سنة، عاش في المنطقة جماعات السّان. ويعتقد علماء الآثار أن بقايا إنسان فيش هويك عمرها 15،000 سنة. أما جماعات الخويخوين الذين وجدهم الأوروبيون عند وصولهم لأول مرة في منطقة الكاب، فقد كانوا يعيشون منذ 2،000 سنة حول كيب تاون.
وعندما أبحر الرحالة البرتغالي بارتلوميو دياز حول رأس الرجاء الصالح في عام 1488م، سماه رأس العواصف ثم أعاد تسميته ملك البرتغال جون حين سماه رأس الرجاء الصالح؛ ذلك لأنه كان يأمل في الوصول عبره إلى ثروات آسيا. وفي عام 1503م زار المنطقة رحالة برتغالي آخر، هو أنطونيو دا سالدانا، وسماها محطة سقيا سالدانا وفي عام 1580م جاء بعده الرحالة الإنجليزي السير فرانسيس دريك، وأعقبه عام 1603م ملاح هولندي اسمه فان سبلبيرجن، وسمى المنطقة تيبل بي (خليج تيبل) بعد أن كان قد سماها جبل التيبل ذا القمة المسطحة.
ولكن المؤرخين يشيرون إلى أن أول من أسس كيب تاون، هو المكتشف الهولندي جان فان ريبيك، الذي وصل هناك في أبريل عام 1652م لينشئ محطة تموين لشركة الهند الشرقية الهولندية، وما تزال كيب تاون تعرف بفندق البحار، ثم جاء أول المستوطنين المزارعين واستقروا على ضفاف نهر ليسبيك في عام 1658م، وبعدهم بسنة واحدة وصل حوالي 400 من الإفريقيين القادمين من غرب إفريقيا. ثم استجلب المزيد من العمالة من إندونيسيا. أما الهوجونوت، لاجئو فرنسا البروتستانت، فقد أضفوا على كيب تاون سمة فرنسية بوصولهم إليها عام 1688م.
وقد احتل البريطانيون مدينة كيب تاون ما بين 1795 - 1803م وخلال فترة قصيرة لا تتعدى الثلاث سنوات أعيدت المدينة إلى جمهورية بتافيا، ولكن استردها البريطانيون مرة أخرى. ثم سلم الهولنديون منطقة كيب تاون إلى بريطانيا في عام 1814م. وفي عام 1839م، أعلن مجلس بلدية كيب تاون، ثم أصبحت مقاطعة كيب تاون في عام 1872م حكومة مستقلة، مما يعني أن هذه الحكومة المنتخبة محليا يمكنها إصدار قراراتها في معظم الشؤون الخاصة بها دون الرجوع إلى الحكومة البريطانية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية