‌ ‌بنجلاديش بنجلادش واحدة من دول جنوبي آسيا الإسلامية. وكانت في وقت - مجلة البحوث الإسلامية - أمكنة

‌

‌بنجلاديش

بنجلادش واحدة من دول جنوبي آسيا الإسلامية. وكانت في وقت ما جزءا من باكستان، ثم انفصلت عنها عام 1971م بعد تسعة أشهر من الحرب الأهلية بين باكستان الشرقية وباكستان الغربية. ظل هذا الإقليم - الذي يمثل الآن بنجلادش - الجزء الشرقي لباكستان منذ عام 1947م وحتى عام 1971م، وكان يعيش هناك أكثر من نصف سكان باكستان.

تتألف بنغلادش من سهل طميي منخفض ومنبسط، وتربة رسّبتها الأنهار. تقع معظم أراضي بنغلادش على ارتفاع أقل من 15م فوق مستوى سطح البحر. كما تحتوي أركان بنغلادش الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية على تلال كثيرة. يرتفع جبل كيوكرادونج، أعلى قمة في البلد، 1،230م فوق مستوى البحر في منطقة شيتاجونج في الجنوب الشرقي.

تتاخم بنجلادش شمال شرقي الهند من ثلاثة جوانب، وتشترك في كثير من السمات الحضارية والجغرافية مع البنغال الغربية القريبة منها، التي كانت إحدى ولايات الهند. كانت بنجلادش تعرف في الماضي بالبنغال الشرقية، وكانت مع البنغال الغربية تكوّن إقليما يعرف باسم البنغال. وكلمة بنجلادش تعني أرض البنغاليين.

بنغلادش حارة ورطبة عموما طوال العام. تختلف درجة الحرارة قليلا من جزء إلى آخر فيها، رغم أن الشمال قد يكون أكثر برودة قليلا من الجنوب في الشتاء. يبلغ معدل درجات الحرارة فيها نحو 28°م في أبريل، كما يبلغ معدل درجة الحرارة في يناير - أكثر الشهور برودة 18°م. وتستقبل البلاد أمطارا وفيرة يبلغ معدلها السنوي في الجزء الشرقي من البلد نحو 250 سم ونحو 165 سم في الجزء الغربي. تستأثر المنطقة الواقعة في أقصى الشمال الغربي بمعظم المطر، فيصل إلى 635 سم في السنة. يستمر الموسم المطير في معظم السنوات من منتصف مارس حتى أكتوبر. تحدث عواصف ما بعد الظهر الرعدية بصورة متكررة من منتصف مارس حتى منتصف مايو. تسقط الأمطار الغزيرة في أثناء موسم الرياح الموسمية، من منتصف مايو حتى أكتوبر

بنغلادش واحدة من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، وبها ما يقرب من 133،557،000 نسمة. وهي أيضا واحدة من أكثر دول العالم كثافة في السكان. يبلغ نسبة كثافة سكانها 927 شخصا لكل كم2. أكثر من 95 % من سكان بنغلادش بنغاليون. يمتازون بقصر القامة والبشرة الداكنة، ويتكلمون اللغة البنغالية.

يمثل المسلمون نحو 85 % من الشعب، ويمثل الهندوس معظم البقية. كما يوجد أيضا بعض البوذيين والنّصارى.

يؤثر الدين كثيرا في حياة معظم البنجلادشيين بما في ذلك الغذاء والزواج والعادات والعلاقات الأسرية. يمثل المسلمون نحو 85 % من الشعب. ويتمتع الرجال في الأسرة المسلمة بطاعة زوجاتهم لهم وحبّهن إياهم، كما تتجنب النساء الاختلاط بالرجال من غير محارمهن، ويشاركن في القليل من الأنشطة خارج البيت، وهن يغطين رءوسهن بخمر في حضور الغرباء. في تعديل دستوري عام 1988م نصّ على أنّ الإسلام دين بنجلادش الرسمي.

يستطيع نحو 38% من كل البنغلادشيين الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر القراءة والكتابة. وليس هناك قانون يلزم الأطفال بالذهاب إلى المدرسة. ويذهب إليها أقل من نصف الصغار الذين يبلغون سن الدراسة. توجد في بنغلادش قرابة 53،000 مدرسة ابتدائية وثانوية، ونحو 850 كلية فنية وغيرها.

تعدّ جامعة دكا من أكبر جامعات الدولة. ودكا هي أيضا مقر جامعة جاهانجيرنا جار الإسلامية وجامعة بنجلادش للهندسة الميكانيكية والتقنية. كما توجد جامعات أخرى في شيتاجونج ومايمنسنج وراجشاهي.

تهيمن الزراعة على الاقتصاد، وهي توفّر نحو 50% من الإنتاج الإجمالي المحلي وهو ما يمثل قيمة كل الإنتاج في بنغلادش. كما تستوعب الزراعة نحو 75 % من جملة الأيدي العاملة وتحقّق نحو 80% من مال الدولة المكتسب من التصدير.

بنغلادش من أفقر الدول في العالم. يبلغ معدل نسبة الدخل السنوي للفرد نحو 200 دولار أمريكي في السنة. واقتصادها متخلف، ويعتمد اعتمادا كليّا على الزراعة تقريبا. تقل فيها مصادر الثروة الطبيعية وتفتقر إلى المعدات والأيدي العاملة الماهرة اللازمة لتطوير صناعات ثقيلة. تسببت الحرب الأهلية عام 1971م في انهيار حاد للاقتصاد حيث تعطلت الأنشطة الزراعية بسبب فرار الملايين من الناس من منازلهم هربا من القتال. وتم تدمير المصانع والمتاجر وإتلاف خطوط النقل والاتصالات. بعد فترة قصيرة من استقلال بنغلادش استولت الحكومة على المشروعات التجارية والصناعات الرئيسية. وكان كثير من هذه المؤسسات مملوكة لأهالي منطقة غرب باكستان قبل الحرب الأهلية.

تعاقب على حكم الإقليم الذي تمثله بنجلادش الآن حكام مسلمون وهندوس وبوذيون، في أوقات مختلفة من تاريخه. كانت شركة الهند الشرقية البريطانية هي السلطة الرئيسية في المنطقة عام 1757م. وأصبح الإقليم جزءا من الإمبراطورية البريطانية عندما استولت بريطانيا على السلطة في الهند عام 1858م. نشأت بعد ذلك صراعات دموية بين الهندوس والمسلمين أدت إلى تقسيم الهند إلى دولتين عام 1947م، وفي هذه الفترة نالت الهند استقلالها. انقسمت الهند إلى الهند وباكستان التي كانت تتألف من باكستان الشرقية وباكستان الغربية آنذاك عن الأجزاء الشمالية الشرقية والشمالية الغربية للهند. كان معظم الناس في كلتا المنطقتين مسلمين.

بسط المسلمون العثمانيون الذين فتحوا الهند الشمالية، سيطرتهم على البنغال الشرقية ابتداء من القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي. حكم حكام مسلمون مستقلون أجزاء من البنغال حتى عام 1576م عندما فتح الإقليم الإمبراطور المغولي أكبر.

أصبحت البنغال جزءا من الإمبراطورية المغولية التي بسطت نفوذها على ما يعرف الآن بأفغانستان والهند وباكستان. ازدهر الفن وخصوصا فن العمارة الإسلامي في هذا العهد. كان معظم شعب البنغال الشرقي قد تحول إلى الإسلام بحلول القرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي تقريبا.

عين الأباطرة المغوليون حكاما من المسلمين كان يطلق عليهم اسم النواب ليحكموا مقاطعات الإمبراطورية. بدأت الإمبراطورية المغولية في الانهيار جزئيا وذلك في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، لأن مجموعات هندوسية قوية في وسط وغرب الهند تمردت ضد الحكام المسلمين. وفي الوقت نفسه، أصبحت البنغال والمقاطعات الأخرى مستقلة بصورة متزايدة، حيث استحوذ النواب على المزيد من السلطة لأنفسهم.

واجهت بنغلادش بوصفها دولة مستقلة مشكلات كثيرة. كان الملايين من شعبها بلا مأوى. وكان لابد من استئناف التجارة وطرق النقل وخطوط الاتصالات، كما كان لابد من إعادة بناء المستشفيات والمصانع والمدارس. بدأت برامج إعادة البناء تقريبا على الفور. ولكن الفيضانات ونقص الغذاء تسببا في معاناة واسعة الانتشار، كما أضعف من هيبة الحكومة كثرة الاتهامات الموجهة إليها بالفساد السياسي.

الموسوعة العربية العاليمة.