الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرطبة
قرطبة مدينة أندلسية في أسبانيا وعاصمة مقاطعة قرطبة، وتقع على بعد 138كم شمالي شرق صقلية.
احتل الرومان قرطبة عام 206ق. م. وقد بلغت ذروة أهميتها في القرن العاشر الميلادي، حيث كانت مركزا شهيرا للفن والثقافة الأندلسية.
كانت قرطبة عاصمة الأندلس قبل دخول المسلمين فيها. اتخذها بنو أمية ومن بعدهم عاصمة للمسلمين في الأندلس حيث كانت أم المدائن ومستقر دار الخلافة. ومازالت آثار المسلمين باقية فيها إلى الآن، وأشهرها جامع قرطبة الشهير. ومن قرطبة وصلت علوم الإسلام إلى أوروبا لأنها كانت منارة الفكر خلال العصور الوسطى الأوروبية. سقطت قرطبة من أيدي المسلمين ضمن ما سقط من المدن الأندلسية.
وتنتج المزارع المجاورة لها الحبوب والعنب والزيتون والخضراوات. وهي موطن الجلد القرطبي الناعم الجيد التعريق.
ومن معالم قرطبة مسجدها الجامع فهو من أجمل ما أبدعه المسلمون في الأندلس، وقد صنفه اليونسكو كموقع تراث عالمي، ومدينة الزهراء التي أنشأها عبد الرحمن الناصر باسم زوجته وقد احترقت تماما خلال ثورة البربر عام 1020. ويجري حاليا ترميمها، وقصر قرطبة ( Alcazar) ومنه تم السماح لكريستوفر كولمبوس عام 1492 بالسفر بحثا عن طريق جديد إلى الهند.
تأسست قرطبة في العصر الروماني عام 152 ق. م على نهر الوادي الكبير وذاعت شهرتها منذ الصراع بين قرطاجنة وروما، عندما اصطحب هانييال معه نفرا من أهل قرطبة في حملته على روما. وفي عام 206 ق. م استولى عليها القنصل الروماني لوثيو مارثيو، ثم اتخذها الرومان منذ عام 169 ق. م عاصمة لأسبانيا السفلى.
وفي القرن الأول الميلادي، استطاع قائد الإمبراطور يوليوس قيصر أن يستولي عليها بعد موقعة "مندا" عام 45م. ثم أصبحت عاصمة إقليم باطقة بعد أن قسم الإمبراطور أغسطس قيصر أسبانيا السفلى إلى اقليميي لوزيتانية وباطقة. ثم أصبحت بعد ذلك واحدة من أربعة مراكز قضائية في أسبانيا الجنوبية بجانب قادس وإشبيلية وإستجة. وقد أخذت قرطبة تفقد أهميتها شيئا فشيئا أمام طليطلة، التي تفوقت عليها منذ أواخر القرن السابع الميلادي.
وفي عام 93هـ / 711 م فتحت قرطبة أبوابها لجيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد. وكان الفتح الإسلامي للمدينة أمرا هينا ميسورا، حيث بعث طارق بن زياد قائده مغيث الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فأقبلوا نحو المدينة ليلا يسترهم الظلام - وقد أغفل حرسها حراسة سورها - ونجح بعض رجال مغيث في ارتقاء ممشى السور، ووثبوا داخل المدينة، وفاجئوا حراس بابها الجنوبي، فقتلوا منهم نفرا وفتحوا الباب، فتدفقت منه جيوش المسلمين، وفتحوا المدينة. وأصبحت قرطبة، بعد فتح المسلمين لها، حاضرة إسبانيا الإسلامية، واستعادت مكانتها القديمة التي سلبتها إياها طليطلة.
ومنذ عهد أيوب بن حبيب اللخمي، استقر بها ولاة الأندلس قرابة ثلاثة قرون حتى سقوط الخلافة الإسلامية في الأندلس. ولقد احتفظ أهلها من النصارى بحريتهم الدينية والمدنية مقابل ما كانوا يدفعونه من جزية وفقا لعهد المصالحة بينهم وبين المسلمين.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية