الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مالي
مالي من الأقطار الكبرى بغربي إفريقيا. وتغطي الصحراء الكبرى النصف الشمالي منها في حين تمتد غطاءات الحشائش في بقية القطر. وتبلغ مساحة مالي 1،240،192كم2. ويقطنه نحو 12،559،000 نسمة.
تنقسم مالي إلى ثلاثة أقاليم طبيعية. الصحاري القاحلة في الشمال، والسهول شبه الصحراوية في الوسط، وأراضي الحشائش المنبسطة في الجنوب. وتوجد مرتفعات جبلية قليلة في مالي، تصل أعلى قمة إلى نحو 1،155 م فوق مستوى سطح البحر، وهي قمة جبل همبوري تندو في الجنوب.
ونهر السنغال، ونهر النيجر هما النهران الرئيسيان في مالي حيث يعيش السكان في المدن والقرى الواقعة بالقرب من أوديتهما.
المناخ في مالي يتسم بوجود ثلاثة فصول إذ يكون الطقس حارا جافا من مارس حتى مايو، ويكون حارا ممطرا من يونيو حتى أكتوبر، ويكون باردا جافا من نوفمبر إلى فبراير. وتبلغ الحرارة السنوية ما بين 27°م و29°م، في معظم أنحاء القطر. ولكن قد تزداد درجات الحرارة قليلا عن 38°م خلال مارس ويونيو. وفي المناطق الصحراوية ترتفع درجات الحرارة أثناء النهار إلى 43م. ويبلغ متوسط الأمطار حوالي 25سم في السنة في المناطق الصحراوية، بينما يصل إلى نحو 89سم في السنة في جنوب مالي.
مالي قطر فقير يشتغل أكثر من ثلاثة أرباع سكانه بالزراعة والرعي. وينتج من المحاصيل الغذائية: الدخن والأرز والذرة الرفيعة، ومحاصيل غذائية أخرى. تشمل المنيهوت (الكاسافا) والذرة الشامية واليام. أما أهم المحاصيل النقدية فهي القطن وقصب السكر. ويرعى البدو الرحل قطعانا كبيرة من الأبقار والأغنام والماعز. كما يعتبر صيد الأسماك من الأنشطة الاقتصادية المهمة، ومعظم الإنتاج يكون من أسماك الشبّوط والسلور والأسماك النهرية. وتأتي معظم الثروة السمكية من نهر باني، ونهر النيجر، وبحيرة دبو.
ويوجد في مالي إرسابات معدن البوكسيت والنحاس والذهب وخام الحديد والمنجنيز والفوسفات والملح واليورانيوم. ويعدّ استخراج الملح أكبر إنتاج معدني في البلد بجانب استخراج قليل من الذهب.
يشكل القطن المحصول الرئيسي للتصدير، ويقدّر بحوالي نصف الصادر من مالي.
الإسلام الدين الرئيسي في مالي إذ إن 65% من السكان مسلمون. أما جماعات البمبارا والمالنكيين والفتايك فهم يمارسون الديانات الإفريقية التقليدية. كذلك هناك نحو 5% من السكان يعتنقون النصرانية.
يعيش 73% من سكان مالي في مناطق ريفية، في حين يسكن المدن 27% من السكان فقط.
مالي غنية بتراثها الثقافي. فقد قامت في أراضيها الحالية في الفترة ما بين القرنين الرابع والخامس عشر الميلاديين ثلاث دول إفريقية هي دولة غانا، ودولة مالي الإسلامية، ودولة صنغي. وكان ازدهار تلك الدول بسبب سيطرتها على طرق التجارة الرئيسية في المنطقة.
وفي منتصف القرن التاسع عشر حاولت فرنسا إقامة مستعمرة لها فيما يعرف حاليا بمالي. ولكنها كانت تواجه بمقاومة عنيفة من قبل السكان الأفارقة. وأخيرا تمكنت من السيطرة على المنطقة عام 1895م. وفي عام 1904م تحول اسم المستعمرة إلى السودان الفرنسي، وصارت جزءا من إفريقيا الغربية الفرنسية. ثم منح السودان الفرنسي مرتبة الولاية في الاتحاد الفرنسي في عام 1946م.
أصبح السودان الفرنسي جمهورية ذات حكم ذاتي في إطار المجموعة الفرنسية عام 1958م. وفي السنة التالية اتحد السودان الفرنسي والسنغال؛ ليكوّنا اتحاد مالي الفيدرالي. وكان قائد مالي موديبو كيتا رئيسا لذلك الاتحاد. ولكن سرعان ما انفضّ الاتحاد في أغسطس عام 1960م. ثم نال السودان الفرنسي استقلاله التام تحت اسم جمهورية مالي بتاريخ 22 سبتمبر عام 1960م. وكان أول رئيس في مالي هو كيتا الذي اجتهد في تطوير اقتصاد بلاده بتعاونه، وصلاته الوثيقة مع الاتحاد السوفييتي (سابقا) وغيره من الدول الاشتراكية.
قامت مجموعة من العسكريين بانقلاب عسكري سنة 1968م، أطاح بحكم الرئيس كيتا، ومن ثم تولى موسى تراوري أحد القادة الحكم في مالي، وصار رئيسا للجنة العسكرية. ومن ثم تم التصديق على دستور جديد للدولة في عام 1974م، وتضمن هذا الدستور الدعوة إلى انتخاب رئيس للدولة وهيئة تشريعية. وتمت أول انتخابات حسب الدستور الجديد عام 1979م.
في فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين تأثر إقليم الساحل بالجفاف الشديد، والمجاعات التي سادت المنطقة. فماتت ملايين الأبقار والأغنام والماعز من شدة الجوع والعطش، كما مات آلاف من جماعات الفولاني والطوارق الذين يعتمدون في حياتهم على اللحوم والألبان من مواشيهم، وذلك نظرا لسوء التغذية. وتأثرت أعداد غفيرة من البدو الرحّل الذين نزحوا نحو المدن سعيا للحصول على الغذاء. وساعدت الأمم المتحدة ودول أخرى مالي بآلاف من أطنان مواد الغذاء كالحبوب واللبن المجفف.
أما اليوم، فنجد مالي تعتمد في المقام الأول على الإنتاج الزراعي، في حين يقل فيها الإنتاج الصناعي. ويعمل أهل مالي لإعادة بناء اقتصاد متوازن للتخفيف من حدة التدهور الاقتصادي، وآثار كوارث الجفاف ومشكلات الإنتاج الزراعي الأخرى.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية