الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كانت سنة سبع (1)(2).
* * *
166 -
(210) - وَحَدَّثَنَا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ مَيْمُونة: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أكلَ عِنْدَهَا كتِفًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(كتِفًا): -بفتح أوله وكسر ثانيه-، ويخفف، فيصير كفَلْس وخُبْز.
* * *
باب: الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ وَمَنْ لَمْ يَرَ مِنَ النَّعْسَةِ وَالنَّعْسَتَيْنِ، أَوِ الْخَفْقَةِ وُضُوءًا
(ومن لم ير من النعسة (3) والنعستين، أو الخفقة): قال السفاقسي: الخفْقة -بسكون الفاء-: هي النعسة، وكأنه (4) كرر لاختلاف اللفظ، وتبعه الزركشي (5).
قلت: في "الصحاح"(6): خَفَقَ الرجلُ؛ أي: حَرَّكَ رأسَه وهو ناعسٌ،
(1) في "ج": "تسع" وهو خطأ.
(2)
انظر: "أعلام الحديث" للخطابي (1/ 271)، و"التنقيح"(1/ 101).
(3)
في "ج": "من السنة لنفسه".
(4)
في "ن": "فكأنه".
(5)
انظر: "التنقيح"(1/ 101).
(6)
انظر: "الصحاح"(4/ 1469)(مادة: خ ف ق).
وفي الحديث: "كَانَتْ رُؤُوسُهُمْ تَخْفُقُ خَفْقَة أَوْ خَفْقَتَيْنِ"(1).
وقال القاضي: الخَفْقة -بفتح الخاء وسكون الفاء (2) -: هي كالسِّنَة (3) من النوم، وأصلُه: مَيْلُ رأسِه من ذلك المرة، واضطرابه (4).
فإذن اللفظان متغايران (5)، لا مترادفان، والعطفُ على بابه.
* * *
167 -
(212) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِك، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نعسَ أَحَدكمْ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ؛ فَإِنَّ أَحَدكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ ناَعسٌ، لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ".
(لا يدري لعله يستغفر فيسبَّ نفسه): تعليل النهي (6) عن الصلاة حينئذٍ بذهاب العقل المؤدي إلى عكس (7) الأمر يدلُّ على أن النعاس الخفيفَ (8) إذا لم يبلغْ هذا المبلغَ، صلى به، وهذا هو مضمون الترجمة من
(1) رواه أبو داود (200)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 119) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(2)
في "ج": "القاف".
(3)
في "ع": "وهي كالنعسة".
(4)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 245).
(5)
في "ج": "اللفظان تعليل النهي عن متغايران".
(6)
في "ع": "للنهي"، وفي "ج":"انتهى".
(7)
في "ع": "انعكاس".
(8)
"الخفيف" ليست في "ن" و "ع" و "ج".
أن النعاس الخفيف لا يوجب الوضوء.
وقال الزركشي: استنبط عدم الانتقاض بالنعاس من قوله: "إذا صَلَّى وهو ناعس"، والواو للحال، فجعله مصليًا مع النعاس، فدل على بقاء وضوئه (1).
قلت: فيه ضعف؛ إذ (2) لا يمتنع (3) مثل قولك: إذا صلى الإنسان وهو محدث، كان كذا، فيحمل على أنه إذا فعل صورة الصلاة، فلا تقوى دلالة الحديث (4) على ما أراده.
قال ابن مالك: وفي قوله: "فيسبّ نفسَه" جوازُ الرفع باعتبار (5) عطف الفعل على الفعل، وجوازُ النصب بجعلِ "فيسبَّ"(6) جوابًا لـ "لعل"(7)؛ كَليْتَ، وهو مما خفي (8) على أكثرهم، ونحوه:{أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)} [عبس: 4]، نصبه عاصم، {فَاطَّلَعَ} [الصافات: 55] نصبه حَفْصٌ (9).
* * *
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 101).
(2)
في "ج": "أن".
(3)
في "ن": "يمنع".
(4)
في "ن": "الحدث".
(5)
في "ع": "جواب للفعل باعتبار".
(6)
في "ج": "فيسب نفسه".
(7)
في "ع": "للفعل".
(8)
في "ن" و "ع": "يخفى".
(9)
انظر: "شواهد التوضيح"(ص: 150).